أوروبا تهيمن على صادرات غايانا النفطية "الحلوة" في 2024

سجّلت صادرات غايانا النفطية خلال العام الماضي (2024) ارتفاعًا كبيرًا، بما يعزّز مكانة الدولة الأميركية الجنوبية التي بدأت مسيرة التصدير حديثًا في عام 2020.

وبلغ إجمالي صادرات النفط 582 ألف برميل يوميًا، بزيادة 54% على أساس سنوي.

وحاليًا، تحتل غايانا المركز الخامس بين أكبر مصدري النفط الخام في أميركا الجنوبية بعد البرازيل والمكسيك وفنزويلا وكولومبيا.

وتوجّهت معظم الشحنات إلى دول أوروبا التي استقبلت 66% من إجمالي صادرات غايانا النفطية، بحسب آخر تحديثات قطاع النفط لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتزامن ارتفاع واردات أوروبا من نفط غايانا والولايات المتحدة في 2024، مع انخفاض الواردات من بلدان الشرق الأوسط بمقدار الربع تقريبًا.

صادرات غايانا النفطية في 2024

احتفظت أوروبا بـ66% من إجمالي صادرات غايانا النفطية في 2024 صعودًا من نسبة 62% في العام السابق (2023).

وكشفت بيانات الشحن الصادرة عن مجموعة بورصات لندن "إل إس إي جي" (LSEG) عن أن القارة العجوز استوردت ما إجماليه 388 ألف برميل يوميًا من نفط غايانا.

وتحتفظ مصفاة "فاولي" التابعة لشركة إكسون موبيل الأميركية في المملكة المتحدة (Fawley) بكونها أكبر مشترٍ لنفط غايانا في أوروبا.

كما تضاعفت صادرات غايانا النفطية إلى الولايات المتحدة في 2024 لنحو 23 ألف برميل يوميًا، وزادت الصادرات إلى آسيا إلى 139 ألف برميل يوميًا.

لكن الصادرات إلى أميركا الجنوبية والكاريبي ظلّت دون تغيير عند 32 ألف برميل يوميًا.

مميزات النفط في غايانا

ما يمنح إنتاج النفط في غايانا الأفضلية هو إنتاجها خامات النفط الحلو (ليزا، يونيتي غولد، وبايارا) التي لاقت قبولًا واسعًا لدى مصافي التكرير الأوروبية.

والنفط الحلو هو الذي يحتوي على نسب منخفضة من الكبريت تصل إلى أقل من 1%، وفق موسوعة النفط لدى منصة الطاقة المتخصصة.

ويناسب الخام الحلو والخفيف معظم مصافي أوروبا، كونها أقل تعقيدًا من نظيرتها التي تعالج الخامات الثقيلة والحامضة في أميركا اللاتينية وعلى ساحل خليج المكسيك الأميركي.

ومما يزيد أفضليتها قرب المسافة والجودة العالية وسهولة الوصول إلى البائعين؛ ما يجعل "أوروبا سوقًا مثالية لخامات غايانا" حسبما يرى أحد التجار.

كما منحت التوترات السياسية الناجمة عن غزو أوكرانيا الأولوية لصادرات غايانا النفطية من بين بدائل أخرى؛ إذ تخلّت الكثير من مصافي التكرير الأوروبية عن واردات النفط الروسي.

وأيضًا، غيّرت هجمات البحر الأحمر في العام الماضي (2024) دفة صادرات النفط بعيدًا عن الشرق الأوسط إلى غايانا والبرازيل.

وهنا، يقول كبير باحثي أسواق النفط في شركة التحليلات كبلر (Kpler) همايون فلك شاهي إن ارتفاع أسعار الشحن من الخليج العربي إلى البحر المتوسط أو شمال غرب أوروبا جعل صادرات غايانا النفطية أكثر جاذبية -نسبيًا- في عيون المصافي الأوروبية.

واردات أوروبا من النفط في 2024

انخفضت واردات أوروبا من النفط القادم من الشرق الأوسط خلال 2024 بمقدار الربع تقريبًا على أساس سنوي، نتيجة لارتفاع أسعار الشحن الناتجة عن هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.

وانخفضت صادرات أوروبا من النفط العراقي بمقدار 82 ألف برميل يوميًا، ومن النفط الإماراتي بمقدار 35 ألف برميل يوميًا.

وعلى الناحية الأخرى، ارتفعت صادرات غايانا النفطية إلى أوروبا بمقدار 162 ألف برميل يوميًا، وصادرات النفط الأميركي بمقدار 60 ألف برميل يوميًا.

بدوره، عزا الباحث فرانسيسكو ساسي تغيّر المشهد إلى ارتفاع سعر نفط الشرق الأوسط، بالتزامن مع اتساع نطاق العقوبات على الخامات الروسية والإيرانية؛ ما قيّد يد التجار عن شرائهما.

وبحسب ساسي، سجلت أسعار النفط والعقود الآجلة، خاصة من الإمارات وسلطنة عُمان خلال ديسمبر/كانون الأول (2024)، أكبر فارق سعري في 12 شهرًا مقارنة بخام برنت.

وعلى الناحية الأخرى، واصل إنتاج النفط الأميركي ارتفاعه في 2024 ليسجل 4% على أساس سنوي.

يأتي ذلك في ظل ركود الطلب على النفط في أوروبا بعد بلوغ ذروته في 2019، في ضوء مساعي التحول إلى مصادر وقود أقل إطلاقًا للانبعاثات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. صادرات غايانا النفطية في 2024 من وكالة رويترز
2. واردات أوروبا من النفط في 2024 من أراب غلف بيزنس إنسايتس