صناعة الخيامية في مصر.. فن تراثي يزين شهر رمضان ويعكس تاريخًا عريقًا

تعتبر صناعة الخيامية في مصر، واحدة من أقدم وأهم الحرف التراثية التي تزداد رواجًا خلال شهر رمضان، حيث تُستخدم لتزيين البيوت والمطاعم والمقاهي، كعلامة على حلول الشهر الفضيل. وقد اشتهرت مصر بصناعة الخيامية منذ العصور القديمة، حيث ترجع جذورها إلى العصر الفرعوني، وتطورت عبر العصور الإسلامية، لتصبح جزءًا من التراث الثقافي والفني المصري.

شارع الخيامية: قلب صناعة الخيام في القاهرة

الخيامية

في الدرب الأحمر، وبالتحديد في شارع الخيامية بالقاهرة القديمة، تتجسد صناعة الخيامية بشكل حيّ، حيث يعد هذا الشارع من أقدم الأسواق المصرية المتخصصة في هذه الصناعة، التي يبلغ عمرها أكثر من ألف عام، ولا يقتصر هذا الشارع على كونه موطنًا للأبنية التاريخية، بل هو أيضًا مركز تراثي حي، يعكس مهنة متوارثة عبر الأجيال.

الخيامية

رواج الخيامية في رمضان

مع اقتراب شهر رمضان من كل عام، يتحول شارع الخيامية إلى وجهة رئيسية لآلاف المصريين الراغبين في شراء الزينة الرمضانية التي تزين الشوارع والمنازل. كما يوضح كريم (أحد الزبائن) في حديث لبلدنا اليوم: أنه كل عام يزور شارع الخيامية لشراء الزينة الخاصة بشهر رمضان، لتزيين المنزل والشارع، ويضيف أنه دائمًا ما يشعر بقدوم الشهر الكريم من خلال هذه العادات القديمة.

الخيامية

أما أشرف، أحد الشباب الذين يترددون على الشارع، يقول: "أنا أحب شراء الخيم والزينة التي تنير البيت في رمضان، فهي جزء من روحانيات الشهر المبارك.

فن الخيامية: صناعة تتطلب دقة وصبرًا

تبدأ عملية صناعة الخيامية برسم التصميم على قماش التيل، الذي يتميز بمتانته، وتحتاج هذه المهنة إلى دقة عالية و صبر. كما يوضح شريف، أحد صانعي الخيام لبلدنا اليوم "بأنه عندما يرى رسمة تعجبه، يبدأ في تنفيذها على الورق، ثم يحولها إلى أسطمبات تُستخدم لعمل الأشكال والرسومات على الخيام الرمضانية.

انتقال المهارة عبر الأجيال

الخيامية

على الرغم من عدم وجود مدارس متخصصة لتعليم فن صناعة الخيامية، إلا أن هذه الحرفة تنتقل من جيل إلى جيل عبر التعلم بالممارسة.

يقول علي أحد الشباب الذين تعلموا الحرفة منذ طفولتهم لبلدنا اليوم: أنه عندما كان صغيراً كان يذهب إلى الورشة ويشاهد العمال وهم يصنعون الخيام الرمضانية، والآن أصبح لديه القدرة على صنع الأنواع المختلفة من الخيام، مثل البلدي و الفرعوني و الإسلامي.

الخياميةالخيامية

الخيامية من العصور القديمة إلى العصر الحديث

تعود جذور صناعة الخيامية إلى العصر الفرعوني، وتُعد واحدة من أهم الحرف التي ازدهرت في العصر الإسلامي و المملوكي، كما لعبت هذه الصناعة دورًا كبيرًا في زخرفة كسوة الكعبة المشرفة، التي كانت تُصنع في مصر، حيث أنشأت الحكومة المصرية أول إدارة للكسوة، وكان يتم نقل الكسوة إلى السعودية، عبر المحمل في احتفالية كبيرة تُقام خلال موسم الحج.

الخياميةالخياميةالخياميةالخياميةالخياميةالخياميةالخياميةالخياميةالخياميةالخياميةالخياميةالخياميةالخيامية