مع بداية عام 2025، تعيش مصر لحظات ترقب فارقة في قطاع الطاقة، حيث تستعد البلاد لإطلاق مرحلة جديدة من اكتشافات الغاز الطبيعي.
إطلاق مرحلة جديدة من اكتشافات الغاز
هذا التحول يهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي لمواجهة الاحتياجات المتزايدة للطاقة، من خلال 7 اكتشافات غازية رئيسية تُضاف إلى خريطة الإنتاج في مصر.
فبينما تواصل مصر سعيها لتحقيق الاستقلال الطاقي، يبشر القطاع بتحقيق زيادة ملحوظة في الإنتاج تصل إلى 30%، ليبلغ 6 مليارات قدم مكعبة يوميًا، مقارنة بـ4.6 مليار قدم مكعبة حالياً.
التحدي الكبير الذي تواجهه مصر في هذا القطاع يتمثل في التناقص الطبيعي لإنتاج بعض الحقول القديمة، لكن في قلب هذا التحدي، يسير العمل على قدم وساق، إذ تعمل وزارة البترول المصرية بالتعاون مع شركات محلية ودولية على تكثيف برامج الحفر والاستكشاف في عدة مناطق جديدة.
7 اكتشافات غازية رئيسية في مصر
وتتضمن الاستراتيجية المصرية استخدام الغاز الطبيعي بشكل أوسع في مجالات عدة، من أبرزها تلبية احتياجات المنازل والسيارات، فضلاً عن زيادة قدرات قطاع التكرير والبتروكيماويات.
في مقدمة هذه الاكتشافات يأتي حقل النرجس الذي تعمل عليه شركة شيفرون. الحقل، الذي يُقدر احتياطيه بين 3 و4 تريليونات قدم مكعبة، يعد من أهم الاكتشافات الحديثة.
ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج الأولي من هذا الحقل في الربع الأول من 2026، باستثمارات ضخمة تصل إلى 3 مليارات دولار. هذا المشروع سيكون حجر الزاوية في تعزيز قدرة مصر على تلبية احتياجاتها الطاقية على المدى الطويل.
أما في حقل هارمتان، الذي تشارك في تطويره شركتا شل وبي بي، فقد واجه المشروع بعض التحديات في مراحله الأولى. لكن رغم هذه العقبات، تسعى الشركتان لبدء الإنتاج في الربع الأول من 2026 بطاقة إنتاجية تبلغ 125 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، ويُتوقع أن تساهم الاستثمارات التي تبلغ 370 مليون دولار في دعم استراتيجية مصر لتوسيع قاعدة إنتاج الغاز الطبيعي.
إلى جانب تلك المشاريع الكبرى، تعمل مصر على تطوير حقول أخرى، مثل حقل "غرب الدلتا" للغاز، الذي سيتم تجهيز ثلاث آبار جديدة فيه، في خطوة تهدف إلى إضافة 150 مليون قدم مكعبة يومياً إلى الإنتاج المحلي بحلول النصف الأول من 2025. تبلغ الاستثمارات المقررة لهذا المشروع 575 مليون دولار.
وفي إطار تعزيز الإنتاج، تواصل شركة إيني الإيطالية جهودها لتوسيع إنتاج حقل "ظهر"، من خلال حفر بئرين جديدتين. من المتوقع أن يضيف المشروع نحو 220 مليون قدم مكعبة يومياً بحلول منتصف 2025، باستثمارات تُقدر بنحو 535 مليون دولار.
وفي حقل "ريفين"، تعكف شركة هاليبرتون على حفر بئرين جديدتين، حيث يهدف المشروع إلى زيادة الإنتاج إلى 900 مليون قدم مكعبة يومياً خلال عام 2025. ويبلغ إجمالي الاستثمارات المخطط لها في هذا المشروع نحو 200 مليون دولار.
أما في غرب البرلس، فشركة شيرون بتروليوم تخطط لبدء الإنتاج في يوليو 2025، بإنتاج مبدئي يصل إلى 70 مليون قدم مكعبة يومياً. وتستعد الشركة لحفر 7 آبار جديدة بنهاية العام، في خطوة تهدف إلى رفع الإنتاج بشكل ملحوظ.
وبينما تواصل شركة "دانة غاز" تنفيذ برنامج حفر طموح يشمل 11 بئراً جديدة، تسعى الشركة لإضافة نحو 80 مليار قدم مكعبة من الغاز، مما يعزز قدرة مصر على سد احتياجاتها المتزايدة.
كل هذه الاكتشافات ليست مجرد إنجازات فردية، بل هي جزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تطوير قطاع الغاز في مصر، وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة. وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة في مصر، فإن هذه الاكتشافات تعكس التزام الحكومة بتعزيز قدرات البلاد الطاقية وتقليل الفاتورة الاستيرادية، فضلاً عن تحقيق وفورات اقتصادية ضخمة تصب في صالح الاقتصاد المصري على المدى الطويل.
