يعتبر السكري من النوع الثاني من الأمراض المزمنة التي تؤثر على نمط حياة المصابين بها وتستدعي اتخاذ تدابير خاصة للتحكم بمستويات السكر في الدم،واحدة من هذه التدابير هي إضافة مستخلص القرفة إلى النظام الغذائي،تظهر الدراسات أن للقرفة فوائد صحية متعددة، حيث تعزز من حساسية الأنسولين وتساعد في تقليل مستويات السكر في الدم،سيناقش هذا التقرير كيف يمكن لمستخلص القرفة أن يسهم في تحسين حالة مرضى السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى الجرعات المناسبة لتحقيق أقصى استفادة.
تنظيم نشاط الإنزيمات الهضمية
تعتبر قدرة القرفة على تنظيم نشاط الإنزيمات الهضمية عاملاً مهماً في خفض مستويات السكر في الدم،تعمل القرفة على تثبيط إنزيم “ألفا جلوكوزيداز” الذي يلعب دوراً في هضم الكربوهيدرات،من خلال هذا التثبيط، يمكن للقرفة تأخير عملية هضم الكربوهيدرات، مما يقلل امتصاص الجلوكوز في الدم ويحد من ارتفاع نسبته بعد تناول الطعام،بهذا الشكل، تقل الأعباء على الجسم من حيث إدارة مستويات السكر في الدم.
مستويات السكر في الدم
تؤثر القرفة بشكل إيجابي على مستويات السكر في الدم، سواء أثناء الصيام أو بعد تناول الوجبات،أظهرت الدراسات أن لها تأثيراً ملحوظاً في خفض مستويات السكر أثناء الصيام لدى مرضى السكري من النوع الثاني،كما تساهم القرفة في تقليل ارتفاع السكر المفاجئ بعد تناول الوجبات من خلال إبطاء عملية الهضم، مما يجعلها عنصرًا غذائيًا مهمًا لمن يعانون من هذا المرض.
مضاد للأكسدة
تمتاز القرفة بغناها بمركبات مضادة للأكسدة مثل البوليفينول، التي تلعب دورًا كبيرًا في تقليل الإجهاد التأكسدي،يعد الإجهاد التأكسدي أحد الأسباب الرئيسية لمقاومة الأنسولين، وقد ارتبطت هذه المقاومة ب مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية،لذا، فإن تناول القرفة يساعد في حماية الجسم من الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة، مما يسهم في تعزيز صحة القلب وأداءه.
الجرعة المناسبة لتناول القرفة
تختلف الجرعات الموصى بها من القرفة، حيث تتراوح الجرعات الفعالة من 1 إلى 6 جرامات يوميًا،أظهرت الأبحاث أن الجرعات المثالية تتراوح بين 2 إلى 3 جرامات يوميًا لتحقيق تأثيرات إيجابية على مستويات الجلوكوز في الدم،ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين من الجرعات التي تتجاوز 10 جرامات، حيث يمكن أن تسبب آثارًا جانبية غير مرغوبة،بالإضافة إلى تأثيراتها على مستوى سكر الدم، أظهرت القرفة أيضًا قدرتها على تحسين مستويات الدهون في الدم، حيث تساعد في خفض الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، مما يعزز صحة القلب.
خلاصة القول، إن مستخلص القرفة يُعد علاجًا مفيدًا لأصحاب السكري من النوع الثاني ويعزز من إدارة مستويات السكر في الدم،تأثيراتها على تنظيم نشاط الإنزيمات الهضمية، وخفض نسبة السكر، بالإضافة إلى فوائدها كمضاد للأكسدة، تجعلها خيارًا غذائيًا مثاليًا،ومع ذلك، يتطلب استخدامها تقدير الجرعة المناسبة للحصول على أقصى فوائدها،الجميع يجب أن يستشير متخصصي الرعاية الصحية قبل إضافتها كجزء من خطة علاج السكري الخاصة بهم، لضمان السلامة والفعالية في الاستخدام.