تتجه الأنظار إلى خطط تطوير وقود سفن الحاويات خلال عام 2025، بما يتوافق مع مسارات خفض انبعاثات قطاع الشحن البحري عبر توسعة نطاق تقنيات الوقود المزدوج والنظيف.
وتساعد هذه السفن في نقل ما يصل إلى 90% من البضائع التجارية غير السائبة عالميًا، وتقوم فكرة عملها على نقل الحمولات داخل حاويات بحجم كبير يعادل حجم الشاحنات، ثم تفريغ الحمولة وإعادة لحاويات إلى المواني عبر الشاحنات.
ووفق تحديثات قطاع الشحن البحري لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتنوع تقنيات الوقود النظيف المرتقبة لتشغيل السفن الناقلة للحاويات بين: وقود الغاز المسال، ووقود الأمونيا، ووقود الميثانول.
ويتطلب التخلص من انبعاثات الشحن البحري تعزيز ابتكارات وتقنيات الوقود ببنية تحتية مؤهلة وداعمة، بما يتيح تزوّد السفن.
وتُشير التوقعات إلى أن عام 2025 سيشهد تطورًا في "مواني الحاويات" المستعدة لاستقبال هذه السفن وتزويدها بالوقود.
أنواع وقود سفن الحاويات
يعكف المعنيون بخفض انبعاثات الشحن البحري على تطوير أنواع وقود سفن الحاويات، جنبًا إلى جنب مع تأهيل البنية التحتية اللازمة.
وبالنظر إلى أن الناقلات المحملة بالحاويات أحد مسببات انبعاثات الشحن البحري، فإنّ تخلُّصها من الكربون يعتمد على عاملين متوازيين: تطوير نوع وقود ملائم، وتجهيز البنية التحتية للمواني لتلبية أغراض الشحن والتزود بالوقود.
ومن زاوية أخرى، يتطلب التوسع في تزوّد سفن الحاويات بالوقود النظيف زيادة في الطلب على بنائها، وفق تقرير نشره موقع ريفييرا ماريتايم ميديا.
وتُشير التوقعات إلى أن مواني الحاويات ستشهد زيادة خلال عام 2025 بوصفها مراكز للتزود بالوقود البديل، بالإضافة إلى تقديمات خدمات الشحن الكهربائي البري خلال أوقات رسو السفن.
وتؤسس المواني لما يُطلَق عليه "الممرات الخضراء" لصناعة الشحن، وشهدت الأيام الأخيرة من عام 2024 طرح تجارب عدّة لأنواع وقود سفن الحاويات، نستعرضها في هذا التقرير.
1) تشغيل سفن الحاويات بالغاز المسال:
يعدّ الغاز المسال أحد أبرز أنواع وقود سفن الحاويات، وشهدت السفن العاملة به طلبًا مرتفعًا في الآونة الأخيرة.
وما زال وقود الغاز المسال يشكّل الخيار الأمثل ضمن أنواع الوقود البديل، إذ يواصل أسطول سفن الحاويات العاملة به الارتفاع، وفق تقديرات هيئة التصنيف العالمية دي إن في (DNV).
وخلال عام 2025، يتّسع نطاق سفن الحاويات العاملة بوقود الغاز المسال، خاصة بعد تعاقد شركة ميرسك (أكبر شركة شحن وحاويات في العالم، ومقرها الدنمارك) على 20 سفينة حاويات تعمل بالوقود البديل.
2) تشغيل سفن الحاويات بوقود الأمونيا:
تعدّ الأمونيا من أحدث صور وقود سفن الحاويات وسفن قطاع الشحن البحري بالكامل، ويتّسع نطاق الاعتماد عليها وفق دلائل زيادة الطلب.
ووصل الطلب على سفن الحاويات العاملة بوقود الأمونيا إلى 24 سفينة، لصالح شركة "هاباغ لويدHapag Lloyed" الألمانية للشحن بالحاويات وحدها.
ويتفق هذا مع اتجاه مجموعة "إم إس سي MSC" للشحن -التي تتخذ من سويسرا مقرًا لها-، إذ تواصل البحث عن مشروعات للأمونيا وإنتاج الهيدروجين.
وأكد مسؤول بالمجموعة مواصلة تطوير مشروع لتحويل الأمونيا إلى هيدروجين قابل للاستعمال والتطبيق، عبر تكسيرها على متن السفن، بما يتيح الاعتماد على الأمونيا بصفتها أحد أنواع وقود سفن الحاويات.
3) تشغيل سفن الحاويات بوقود الميثانول:
يكتسب استعمال الميثانول وقودًا بسفن الحاويات زخمًا خلال العام الجاري، بعدما شهد تطبيقات عدّة خلال العام الماضي 2024.
وأدخلت شركة "ميرسك" لصناعة الشحن أول سفينة حاويات تعمل بالميثانول والوقود المزدوج، خلال عام 2023، التي حملت اسم "لورا ميرسك".
وخلال العام الماضي 2024، واصلت الشركة تعزيز قطاع الشحن البحري بأسطول من السفن العاملة بوقود الميثانول.
واختتمت العام بإزاحة الستار عن أول تجربة لتحديث سفينة حاويات وتحويلها للعمل بالوقود المزدوج والميثانول، وأطلقت على السفينة اسم "هاليفاكس Halifax".
ورغم هذه الرؤى والخطوات الإيجابية، فإن سفن الحاويات تواجه تحديات تتعلق بالمعروض لتأمين إمدادات الميثانول.
وأمّنت شركة "هاباغ لويد Hapag Lloyed" الألمانية للشحن بالحاويات ما يصل إلى 250 ألف طن سنويًا من الميثانول الأخضر، عبر اتفاق تسليم وقّعته الشركة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: