لم تكن هناك معجزة في اللحظات الأخيرة كما كان الكثير من مشجعي برشلونة يأملون السيناريو الذي تم التحذير منه قبل بضعة أيام، لم يتبدل منه حرفٌ واحدٌ، فالاتحاد الإسباني ورابطة الليغا رفضا وبشكل قاطع تسجيل لاعبي برشلونة داني أولمو وفكتور باو على قوائم الفريق الكتالوني من أجل استكمال النصف الثاني من الموسم.
وعلى الرغم من محاولات إدارة النادي الحثيثة ممثلة بالرئيس خوان لابورتا وطاقمه القانوني، الذين حاولوا إقناع المسؤولين عن الكرة الإسبانية بإمكانية تأمين ما يقارب من 100 مليون يورو لتدعيم الوضع الاقتصادي للنادي عبر بيع مقاعد الـ(VIP) في ملعب كامب نو (وهي المقاعد والأماكن التي لم يتم بناؤها بعد).
ومع إغلاق قضية تسجيل داني أولمو (حسب الصحف الإسبانية)، فإن أسئلة عديدة باتت محل الطرح حول مستقبل اللاعب الذي سجل أحد هدفي إسبانيا في نهائي يورو 2024 وأسهم في تتويج منتخب "لا روخا" بلقبه القاري الرابع.
لا للمشاركة في دوري الأبطال
لا تترك المادة 30 من قوانين مسابقات "يويفا" أي مجال للشك أو الجدل حول إمكانية داني أولمو أو مواطنه فكتور باو من المشاركة مع البارسا في دوري الأبطال خلال النصف الثاني من الموسم؛ إذ تشير المادة المذكورة إلى أنه لا يُسمح لأي لاعب بالمشاركة في المسابقات الأوروبية ما دام أنه غير مسجل على القيود المحلية لناديه.
وبطبيعة الحال، فإن إعارة أو بيع اللاعبين إلى أحد الأندية الأخرى تلغي العمل بهذه المادة، وبالتالي سيكون بإمكان أحدهما أو كليهما الظهور بألوان قميص آخر في دوري الأبطال أو إحدى المسابقات القارية الأخرى.
ويحتل برشلونة المركز الثاني حاليًا في جدول ترتيب بطولة دوري الأبطال برصيد 15 نقطة خلف ليفربول، ويبدو شبه ضامن لبلوغه دور الـ16 بشكل مباشر على الرغم من بقاء مباراتين له سيلعبهما في شهر يناير/كانون الثاني الحالي مع كل من بنفيكا البرتغالي وأتالانتا الإيطالي.
خسارة لمنتخب إسبانيا قبل مواجهة هولندا
الأمر ذاته ينطبق على مشاركة داني أولمو وفكتور باو مع منتخب إسبانيا الذي يستعد لمواجهة هولندا في الدور ربع النهائي لمسابقة دوري الأمم الأوروبية في شهر مارس/ آذار المقبل.
ففي حال عدم انتقال أي من اللاعبين إلى ناد آخر بشكل رسمي (ولو على سبيل الإعارة)، فإنه لن يكون بمقدور مدرب منتخب "لا روخا" لويس دي لا فوينتي، استدعاءهما في التوقف الدولي المقبل، حيث أن تعليمات "فيفا" تتطابق مع تعليمات "يويفا" في هذا المجال.
ويمكن القول إن غياب داني أولمو في الفترة المقبلة، سيعد ضربة قوية لمنتخب إسبانيا على الرغم من وجود العديد من المواهب الشابة في الفريق، لكن دي لا فوينتي يدرك جيداً أهمية أولمو في تشكيلته والتأثير السلبي الذي يمكن أن يتركه غيابه.
أزمة اقتصادية ورياضية بسبب أزمة داني أولمو
بانتظار الاجتماع الذي سيعقد بين الرئيس لابورتا وكل من أولمو وفكتور باو لمناقشة وضعية اللاعبين وعقدهما مع الفريق الكتالوني، فإن عدم التوصل إلى اتفاق واضح يعني أن اللاعبان سيتم تحرير كشفهما، وسيكون بإمكانهما الانتقال إلى أي ناد آخر، علمًا أن ناديين فقط داخل إسبانيا يمكنهما حاليًا ضم داني أولمو وهما ريال مدريد وأتلتيكو مدريد حسب القوانين المالية المعمول بها، مع الإشارة إلى أن كلا الناديين لم يظهر اهتمامه بذلك على عكس خمسة أندية أوروبية أخرى.
الحل الأمثل للنادي الكتالوني للهرب من إمكانية خسارة أولمو بعد ستة أشهر فقط من انتقاله إليه، هو في إعارته حتى نهاية الموسم، وهو ما سيؤجل حل المشكلة فقط، ويسمح لبرشلونة بعدم خسارة اللاعب نهائيًا.
أيًا كانت النهاية التي ستعرفها هذه الحكاية، فإن برشلونة سيكون ملزمًا بتسديد بقية المبلغ المستحق عليه لنادي لايبزيغ الألماني ضمن الاتفاقية التي أبرمت بين الطرفين. كما أن إدارة البارسا ستكون ملزمة بدفع رواتب اللاعبين (حتى آخر يورو)، ما لم يتم الاتفاق بين برشلونة من جهة وأولمو وباو من جهة ثانية على تقليص الرواتب المستحقة أو إلغاء العقد بصيغة توافقية.
لابورتا فوق فوهة بركان
أحداث الساعات الأخيرة وضعت الرئيس خوان لابورتا وإدارته فوق فوهة بركان، إذ ارتفعت أصوات المعارضين له بشكل كبير من أجل محاسبته ومطالبته بالاستقالة. وبعيداً عن الجانب الإداري، فإن الموقف الحالي يضع المدير الفني للفريق هانز فليك في موقف حرج للغاية في أول مواسمه مع البارسا، والذي بدأه بشكل مثالي قبل أن تبدأ الإصابات في التأثير على مستوى ونتائج الفريق بشكل واضح منذ مباراة الكلاسيكو في أكتوبر الفائت، الأمر الذي جعله ينهي العام 2024 في المركز الثالث على لائحة ترتيب الليغا بعدما كان يتقدم على الريال في فترة ما بست نقاط وعلى أتلتيكو مدريد (المتصدر الحالي) بفارق عشر نقاط.
الاختبار الحقيقي الأول لبرشلونة في العام الجديد 2025 سيكون من خلال مواجهة أتلتيك بيلباو في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني في الثامن من الشهر الحالي على ملعب الجوهرة المشعة في مدينة جدة السعودية.