تعد الانتقالات الشتوية عادةً أقل قيمة مقارنةً بالانتقالات الصيفية، حيث لا تُجرى العديد من الصفقات الكبيرة، ومع ذلك هناك بعض اللاعبين الذين وصلوا إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في يناير/ كانون الأول، وكان لهم تأثير كبير على فرقهم، وتمكنوا من تغيير مجرى الموسم بالكامل.
وتعد بطولة "البريميرليغ" من أسرع الدوريات وأكثرها قوة بدنيًّا، مما قد يكون مغايرًا تمامًا لما اعتاده اللاعب في بطولات أخرى، ويحتاج إلى فترة للتأقلم مع هذه السرعة والضغط البدني.
من ناحية أخرى، يواجه اللاعبون الجدد تحديات ثقافية ولغوية، فالتكيف مع ثقافة جديدة واكتساب مهارات التواصل مع زملائهم والمدربين في الفريق قد يمثل عائقًا إضافيًّا، خاصة إذا كانت اللغة تختلف عن لغتهم الأم.
إضافة إلى ذلك، فإن الانتقال إلى نادٍ جديد في منتصف الموسم يضع اللاعب أمام تحدٍ آخر، يتمثل في التكيف السريع مع أسلوب لعب الفريق الجديد، وبناء الروابط مع زملائه في الوقت القصير.
كما يجد اللاعبون الجدد أنفسهم في مواجهة ضغط بدني ناتج عن كثافة المباريات في الدوري الإنجليزي، وهو ما قد يؤثر في قدرتهم على التأقلم بشكل سريع مع الجدول المزدحم.
وعلى الرغم من أن يناير يُوصف عند البعض أحيانًا بأبشع الشهور، إلا أن الانتقالات الشتوية تحمل في طياتها أملًا جديدًا، وتعد من أهم المحطات التي يختارها الأندية لإحداث التغيير، وإعادة تنشيط فرقها في النصف الثاني من الموسم.
وبالنسبة للأندية الكبيرة، فإن نافذة الانتقالات في يناير هي فرصة لإضفاء الروح والتجديد على حملاتها، التي قد تكون شهدت تراجعًا في الأداء.
ورغم أن عديد المدربين يشتكون من قلة الفائدة التي تقدمها هذه الفترة مقارنة بالانتقالات الصيفية، حيث تكون التحركات أكثر وضوحًا، إلا أن بعض التحركات الأكثر نجاحًا في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز حدثت في يناير.
رغم ضيق الوقت الذي يتيح للاعبين التكيف مع فرقهم، إلا أن العديد منهم الذين وصلوا خلال هذه الفترة استطاعوا أن يصبحوا من أبرز الصفقات التي غيرت مجرى مسيراتهم ومسيرة فرقهم بشكل غير متوقع. وفي هذا السياق، يقدم لكم "winwin" أبرز الصفقات التي أُبرمت في يناير عبر تاريخ الدوري الإنجليزي.
فيرجيل فان دايك.. أفضل مدافع في الدوري الإنجليزي
" title="YouTube video player" width="875">في يناير 2017، انضم فيرجيل فان دايك إلى ليفربول قادمًا من ساوثهامبتون مقابل 75 مليون جنيه إسترليني، ليصبح المدافع الأغلى في تاريخ كرة القدم آنذاك.
ورغم التكهنات حول انتقاله في بداية الموسم، إلا أن فان دايك أثبت أنه قيمة كبيرة للفريق، وحقق تحولًا دفاعيًّا هائلًا للريدز، ليقودهم إلى عديد الألقاب، أبرزها دوري أبطال أوروبا 2019 والدوري الإنجليزي الممتاز 2020.
كان فيرجيل فان دايك القطعة المفقودة في تشكيل يورغن كلوب، حيث عمل على استقرار دفاع الفريق وساهم في وصولهم إلى نهائي دوري الأبطال بعد أربعة أشهر فقط، ثم فازوا بأكبر جائزة في كرة القدم الأوروبية في 2019.
كما كان عاملًا حاسمًا في فوز ليفربول بأول لقب دوري لهم بعد 30 عامًا، وعندما تعرض لإصابة خطيرة في ركبته في بداية الموسم التالي، انهار الفريق بشكل كبير من دون وجوده. والآن عاد إلى أفضل مستوياته ويساهم في قيادة ليفربول نحو التتويج بلقب هذا الموسم.
فيليب كوتينيو
" title="YouTube video player" width="875">في يناير 2013، وقع ليفربول مع فيليب كوتينيو قادمًا من إنتر ميلان؛ ورغم أنه كان قد مر عليه وقت طويل قبل أن يتحصل على فرصة حقيقية في إنتر، إلا أن الدولي البرازيلي أظهر مهاراته الاستثنائية في ليفربول، حيث أصبح أحد أفضل اللاعبين في الفريق، وأدى دورًا حيويًّا في فوز الفريق بعدة ألقاب.
ولم يستغرق الأمر سوى بضعة أسابيع حتى أدرك الريدز أنهم قد وقعوا على صفقة مربحة، حيث أضاف كوتينيو جودة حقيقية لفريق بريندان رودجرز، وفي نصف موسم فقط سجل ثلاثة أهداف وصنع سبعة أخرى، وكان أفضل في الموسم التالي، إذ ساعد ليفربول في الاقتراب بشكل مؤلم من الفوز باللقب، بعد أن شكل تفاهمًا رائعًا مع زميله في الهجوم، الأوروغواياني لويس سواريز.
استمر كوتينيو في التألق بعد رحيل سواريز ورودجرز، وأصبح جزءًا أساسيًّا في فريق يورغن كلوب، حيث ساهم في تسجيل 62 هدفًا تحت إشراف المدرب الألماني، وشكل مع محمد صلاح، ساديو ماني وروبرتو فيرمينو هجومًا ناريًّا.
لويس سواريز
-" title="YouTube video player" width="875">في يناير 2011، انضم لويس سواريز إلى ليفربول قادمًا من أياكس أمستردام، ورغم أنه وصل في منتصف الموسم، إلا أن سواريز أثبت نفسه بسرعة بفضل موهبته الفائقة، ليصبح أحد أفضل مهاجمي الدوري الإنجليزي في تلك الفترة، وترك تأثيرًا كبيرًا في الفريق، وأسهم في زيادة قوة ليفربول الهجومية.
وكان سواريز أحد أبرز نجوم كأس العالم 2010، بعد أن قاد أوروغواي إلى نصف النهائي، وأبرم ليفربول الصفقة مقابل 23 مليون جنيه إسترليني، قبل غلق نافذة الانتقالات بأربعة أيام. وبدأ سواريز ببطء في موسمه الأول، مسجلاً أربعة أهداف فقط في الدوري، لكنه سرعان ما وجد مستواه ليثبت أنه صفقة مربحة للغاية؛ سجل 82 هدفًا في ثلاث سنوات ونصف، وقاد ليفربول إلى حافة التتويج بالدوري في موسم 2013-14.
نيمانيا فيديتش
" title="YouTube video player" width="875">تعاقد مانشستر يونايتد مع نيمانيا فيديتش في يناير 2008 قادمًا من سبارتاك موسكو، مقابل 7 ملايين باوند فقط، وكان فيديتش لاعبًا غير معروف عندما انضم إلى أولد ترافورد، ولم يتخيل أحد أنه سيقود مانشستر يونايتد للفوز بخمسة ألقاب في الدوري الإنجليزي، وثلاث نهائيات لدوري أبطال أوروبا، ليحقق لقب البطولة الأوروبية في عام 2008.
شكل فيديتش شراكة لا تقهر في قلب الدفاع مع ريو فرديناند، حيث كانت هذه الشراكة الأساس لفريق السير أليكس فيرغسون العظيم في آخر أيامه. أسلوبه القوي والصلب في اللعب جعله الشريك المثالي لفرديناند الهادئ والراقي، الذي كان يركز على بناء اللعب من الخلف، بينما كان فيديتش يتعامل مع القضاء على أي تهديد.
آندي كول
" title="YouTube video player" width="875">كان أندي كول أحد أبرز المهاجمين الشبان في الدوري الإنجليزي الممتاز، عندما قدم مانشستر يونايتد عرضًا لا يُرفض لنيوكاسل في يناير 1995، متضمنًا إرسال الجناح كيث جيلسباي كجزء من الصفقة، جعلت رسوم الصفقة البالغة 7 ملايين جنيه إسترليني كول أغلى لاعب إنجليزي في ذلك الوقت، وهو ما شكل ضغطًا عليه.
ورغم أن الصفقة كانت محل جدل كبير بسبب تأخر كول في إثبات نفسه في مانشستر يونايتد، إلا أنه في نيوكاسل أظهر تألقًا مذهلًا، وساهم في تألق الفريق بشكل ملحوظ، ليصبح واحدًا من أفضل المهاجمين في الدوري الإنجليزي.
