يشهد قطاع الطاقة في العراق تطورات مهمة تعكس الجهود الحكومية لتعزيز إنتاج النفط والكهرباء، بما يلبي الاحتياجات المتزايدة للسكان ويعزز النمو الاقتصادي.
وتعمل الحكومة على تنفيذ مشروعات إستراتيجية تهدف إلى تطوير البنية التحتية للطاقة، بما في ذلك تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل الاعتماد على الوقود المستورد، ما من شأنه الإسهام في تحقيق رؤية مستدامة لإدارة موارد البلاد.
وفي هذا الإطار، أُقرّت، اليوم الإثنين 30 ديسمبر/كانون الأول 2024، مشروعات كبرى بقطاع الطاقة في العراق، تشمل إنشاء خطوط جديدة لنقل النفط الخام، ومرافق تكرير، إلى جانب إطلاق مشروعات الدورة المركبة، التي تعدّ ركيزة أساسية لتحديث نظام إنتاج الكهرباء.
ووفقًا لبيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فوّض مجلس الوزراء العراقي وزارة المالية بتوقيع اتفاقية قرض لتنفيذ مشروعات الدورة المركبة لمحطة كركوك الغازية لصالح وزارة الكهرباء، بضمانة بنك الاستيراد والتصدير الأميركي.
وتأتي هذه الخطوة في إطار قانون الموازنة العامة الاتحادية، الذي يركز على التعاون بمجالات الطاقة، والذي يُعدّ جزءًا من إستراتيجية أوسع لتحقيق تحسينات كبيرة بقطاع الكهرباء في العراق.
جاء ذلك خلال الجلسة الاعتيادية الـ53 لمجلس الوزراء، التي ترأّسها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، والتي شهدت مناقشة عدّة ملفات رئيسة تتعلق بتطوير البنية التحتية وتحقيق الاستدامة بقطاع الطاقة في العراق.
بالإضافة إلى ذلك، اتخذ المجلس قرارات لدعم مشروعات أخرى مرتبطة بقطاع النفط، منها إقرار إنشاء خط نقل النفط (البصرة – حديثة) بطاقة تصل إلى 2.25 مليون برميل، وتسهيل تشغيل مصفاة كربلاء بموجب إجراءات استثنائية تسهم في تعزيز كفاءة المصفاة وضمان استمرار العمل فيه.
مشروعات النفط
ضمن الجهود الرامية لتحسين البنية التحتية لقطاع الطاقة في العراق، وافق مجلس الوزراء على توصيات تتعلق بمشروعات النفط الكبرى، أبرزها إنشاء خط نقل النفط (البصرة – حديثة) بطاقة 2.25 مليون برميل يوميًا، حسب البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي.
جرى التعاقد على المشروع، الذي يموَّل ضمن الاتفاقية العراقية الصينية، بين شركة نفط البصرة وشركة المشروعات النفطية بتكلفة 5.97 تريليون دينار (4.6 مليار دولار أميركي)، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
(الدولار = 1309.17 دينارًا عراقيًا)
كما أقرّ المجلس توصيات بشأن تجهيز أنبوب النفط الخام، بطول 685 كيلومترًا وسمك 22 ملم، بكلفة أقل من التقديرات الأولية بنسبة 5.5%، الذي سيُجهّز خلال 720 يومًا، والذي سينقل النفط الخام إلى المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد.
وتهدف هذه المشروعات إلى تعزيز كفاءة النقل وتقليل الفاقد، مع تحسين الربط بين حقول النفط والمصافي الرئيسة.
وفي سياق متصل، أقرّ المجلس إجراءات استثنائية لتشغيل مصفاة كربلاء، شملت التعاقد مع شركة رواد القمة لتشغيل المصفاة وصيانتها لمدة عام قابل للتجديد، بتكلفة تخمينية تبلغ 180 مليون دولار سنويًا.
ويشمل العقد مسؤوليات السلامة والمختبرات، ويُعدّ بديلًا لعقد سابق مع مقاول كوري جنوبي بتكلفة أعلى، كما شُكّلت إدارة خاصة من شركة مصافي الوسط، لمتابعة تشغيل المصفاة وضمان استمرار العمل فيها.
مشروعات الدورة المركبة في العراق
ضمن الجهود الرامية لتطوير قطاع الطاقة في العراق، وتحقيق الاستدامة البيئية وزيادة كفاءة إنتاج الكهرباء، تعمل الحكومة على تحويل 67 محطة كهرباء للعمل بنظام الدورة المركبة.
ويتيح هذا النظام توليد 4 آلاف ميغاواط إضافية من الكهرباء دون الحاجة إلى وقود إضافي، ما يجعله خيارًا مثاليًا من الناحية البيئية والاقتصادية.
وتُعدّ هذه المشروعات جزءًا من خطة شاملة تتبنّاها الحكومة العراقية، تهدف إلى توفير 3.5 مليار دولار سنويًا من خلال تقليل حجم استيراد الغاز.
وفي هذا السياق، أطلقت وزارة الكهرباء أعمال تنفيذ مشروعات الدورة المركبة في عدد من المحطات الرئيسة، بما فيها محطات المنصورية، وجنوب بغداد، والخيرات، والحيدرية.
ويمثّل التوسع في مشروعات الدورة المركبة نقطة تحول كبيرة بقطاع الكهرباء في العراق، إذ تُطلق المحطات العاملة بالوقود التقليدي كميات كبيرة.
وتتضمن أبرز المشروعات الجارية محطة جنوب بغداد الغازية الأولى، إذ تُحَوَّل من الدورة البسيطة إلى المركبة بإضافة وحدة توليد بخارية بطاقة 125 ميغاواط، كما ستشهد محطة عكاز الغازية بمحافظة الأنبار إضافة وحدة توليد بخارية بطاقة 125 ميغاواط.
وفي محطة المنصورية الغازية، تُحَوَّل الدورة البسيطة إلى مركبة من خلال إضافة وحدتَي توليد بخاريتين بسعة إجمالية تبلغ 362 ميغاواط، ما سيرفع إنتاج المحطة إلى 1080 ميغاواط.
أيضًا، يجري العمل في مشروع محطة كهرباء الأنبار المركبة بطاقة 1642 ميغاواط، وهو مشروع كان متوقفًا منذ عام 2013، ومن المتوقع دخول أولى وحداته للعمل الصيف المقبل، ضمن إطار جهود تطوير قطاع الطاقة في العراق، ولا سيما إنتاج الكهرباء.
الاستدامة الاقتصادية والبيئية
ويعكس التحول إلى مشروعات الدورة المركبة والتوسع في البنية التحتية للكهرباء والنفط إستراتيجية الحكومة العراقية لتحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية بقطاع الطاقة في العراق.
ومع تعزيز الاستثمار في الطاقة النظيفة وخفض الاعتماد على الوقود التقليدي، يخطو العراق خطوات كبيرة نحو تحسين جودة خدماته وتقليل التكلفة على الخزينة العامة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
