كان الوصول إلى فترة العطلة الشتوية هو أقصى ما يتمناه جمهور نادي برشلونة والمدرب الألماني هانز فليك بعدما وصل الفريق الكتالوني إلى ذروة حالة الضياع والفراغ في الموسم الحالي، بخسارته في ملعبه أمام أتلتيكو مدريد وذلك للمرة الأولى منذ 18 عاماً، وهي النتيجة التي توجت فترة انعدام التوازن التي يمر بها الفريق ولا سيما في الأسابيع التي تلت فوزه بمباراة الكلاسيكو على ملعب الغريم التقليدي ريال مدريد في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الذي مكنه من الانفراد بالصدارة آنذاك برصيد 30 نقطة بفارق ست نقاط عن الميرينغي و10 نقاط عن أتلتيكو مدريد (المتصدر الحالي لليغا).
ومنذ تلك المباراة خسر برشلونة 16 نقطة، وبات يحتل المركز الثالث في لائحة الترتيب بفارق ثلاث نقاط عن الأتلتي، بسبب خسارته لأربع مباريات أمام ريال سوسييداد وليغانيس ولاس بالماس وأتلتيكو مدريد، إلى جانب التعادل مرتين مع سيلتا فيغو وريال بيتيس، في الوقت الذي حقق فيه أتلتيكو مدريد سبعة انتصارات متتالية (في الليغا) دون إهدار أي نقطة منذ أن خسر في الجولة 11 (جولة الكلاسيكو) أمام بيتيس بهدف. في حين أن ريال مدريد لم يفقد أكثر من خمس نقاط منذ السقوط أمام برشلونة، ليرتقي إلى المركز الثاني بـ40 نقطة، علماً أن لديه الفرصة لانتزاع صدارة الترتيب "مؤقتًا" عندما يواجه فالنسيا في مباراة مؤجلة لمطلع العام الجديد.
العودة إلى عهد النجم الواحد
ولم يجد كثيرون تفسيراً لسر تراجع نتائج برشلونة، على الرغم من أن البعض ذهب إلى أن غياب الشاب الإسباني الواعد لامين يامال البالغ من العمر 17 عاماً كان له التأثير الأكبر على عدم القدرة في حسم الكثير من المباريات بالنظر إلى دوره في صناعة الأهداف وإحداث الفارق، حتى إن العديد من المقالات أشارت إلى أن البارسا عاد إلى عهد (النجم الواحد) كما كان الحال في حقبة الأرجنتيني ليونيل ميسي.
اقرأ المزيد
ورغم أن المدرب الألماني يرفض هذه الفرضية، فإن الأرقام تؤكد أن نجاحات الفريق بشكل عام ارتبطت بوجود يامال، في حين أن غيابه عن المباريات الأخيرة ترك أثراً كبيراً؛ إذ لم يخسر البارسا أي مباراة في ظل وجود لامين يامال أساسياً هذا الموسم، لكنه بالمقابل لم يفز بأي مباراة في غيابه أو عدم إشراكه أساسياً؛ حيث خسر الفريق الكتالوني أمام سوسييداد بهدف وتعادل مع سلتا فيغو (2-2) وخسر من أتلتيكو (1-2) في المباريات التي خرج فيها يامال من تشكيلة هانز فليك، في حين أن النتائج لم تكن أفضل في المباريات التي شارك فيها لدقائق معدودة، إذ خسر البارسا أمام أوساسونا (2-4) بعدما شارك النجم الشاب في آخر 31 دقيقة، وتكرر الأمر أمام لاس بالماس؛ حيث شارك يامال في آخر 45 دقيقة.
حل مرتقب لأزمة أولمو ومؤشر سلبي
بينما كان البعض ينظر إلى سوق الانتقالات الشتوية كنافذة يمكن من خلالها تعزيز صفوف الفريق ومعالجة مواطن الخلل التي ظهرت، فقد تلقى برشلونة ضربة موجعة تمثلت برفض الاستئناف الذي تقدم به من أجل تسجيل لاعبه داني أولمو ليتمكن من اللعب في ما تبقى من مباريات هذا الموسم، قبل أن تشير تقارير صحفية متنوعة إلى اقتراب البرسا من حل الأزمة، بعدما نجح رئيس النادي خوان لابورتا، في بيع عملية تشغيل صناديق (VIP) في ملعب "كامب نو" مقابل 100 مليون يورو.
ونجح البارسا في تسجيل أولمو الصيف الماضي بسبب تعرض العديد من لاعبيه لإصابات طويلة الأمد؛ حيث نجح في إعادة توزيع بعض الرواتب من أجل تسجيل نجم الوسط الإسباني في النصف الأول من الموسم، لكن رابطة "الليغا" أشارت في بيان لها إلى أنه لا يمكن تمديد العمل بالاتفاق السابق.
ورغم اقتراب برشلونة من حل أزمة تسجيل أولمو، يمكن القول إن وجود المشكلة نفسها يمثل مؤشرًا واضحًا على أن البرسا لن يتمكن من إبرام الصفقات القوية المطلوبة، خلال سوق الانتقالات الشتوية.
تغيير في وجهة الجولة الصيفية لنادي برشلونة
وبينما تشير المعطيات إلى أن برشلونة سيكون خارج سوق الانتقالات الشتوية ولن يمنح مدرب الفريق (فليك) ما كان يأمله من (ضوء أخضر) لإجراء صفقة أو اثنتين على الأقل، فإن إدارة البارسا بدأت التخطيط مبكراً من أجل جلب المزيد من الأموال في الصيف المقبل عبر تغيير مسار جولة الفريق التحضيرية للموسم الجديد 2025-2026، حيث لن تكون الولايات المتحدة الوجهة المرتقبة للفريق كما حدث في السنوات الأخيرة.
وحسب التفاصيل التي نشرتها صحيفة "سبورت" الكتالونية فإن أحد أهم الأسباب التي تدفع إدارة النادي إلى التحول لإقامة جولة صيفية في آسيا وخوض عدد من المباريات في اليابان أو الصين أو كوريا الجنوبية، هو إقامة كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة خلال الفترة من 14 يونيو/ حزيران و13 يوليو/ تموز، وهي البطولة التي ستشهد مشاركة العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة وفي مقدمتها مانشستر سيتي وتشيلسي وبايرن ميونخ ودورتموند وريال مدريد ويوفنتوس وإنتر ميلان وباريس سان جيرمان، ما يعني إمكانية صعوبة تسويق أي مباراة ودية إضافية في تلك الفترة أو بعدها.
وفي السياق ذاته أشارت صحيفة موندو ديبورتيفو إلى أن نادي برشلونة يتوقع أن يحصل على 20 مليون يورو من جولته الآسيوية، علماً أن البارسا سبق له أن أجرى جولات ناجحة في عدد من بلدان القارة الصفراء وكان آخرها في العاصمة اليابانية طوكيو عام 2023 عندما خاض مباراة لتكريم لاعبه السابق أندرياس إنييستا، أما آخر جولة آسيوية حقيقية فكانت عام 2019 عندما لعب رفاق (ميسي) آنذاك مباراتين وديتين في اليابان، إحداهما ضد فيسيل كوبي، والأخرى أمام تشيلسي.
