تستمر التوترات المتزايدة بين إيران وإسرائيل في إثارة القلق على الساحة الدولية، حيث لا يزال العالم يتابع بترقب الموقف المتصاعد بين البلدين.
بعد الهجمات الصاروخية التي شنتها طهران على دولة الاحتلال في بداية الشهر الجاري، توعدت إسرائيل بالرد على هذه الهجمات، ويبدو أن هذه الأحداث تشير إلى تحول خطير في العلاقات بين الطرفين، مما ينذر بمزيد من التصعيد في المنطقة.
ووفقًا لتقارير نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن طهران لديها خطط متعددة للتعامل مع أي هجوم انتقامي قد يهدد أمنها، وذلك وفقًا لما ينقله بعض المسؤولين المطلعين.
وقد تم التأكيد على أن تلك الخطط تعتمد بشكل كبير على شدة الهجمات الإسرائيلية ومدى تأثيرها على البنية التحتية الإيرانية.
الاستعداد للحرب
في سياق الاستعدادات للرد على أي هجوم متوقع، أصدر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أوامر لقواته المسلحة بالاستعداد للحرب، مع التركيز أيضًا على تجنبها إذا كان ذلك ممكنًا.
وقد أدلى أربعة مسؤولين إيرانيين بتصريحات، خلال مقابلات هاتفية مع الصحيفة الأمريكية، تفيد بأن خامنئي قد وجه الجيش الإيراني بوضع استراتيجيات عسكرية متنوعة تأخذ بعين الاعتبار مدى شدة الهجمات الإسرائيلية.
نطاق أي رد إيراني سيتوقف على مدى الأضرار الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية
ووفقًا لهؤلاء المسؤولين، فإن نطاق أي رد إيراني سيتوقف على مدى الأضرار الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية، حيث تم التحذير بأنه إذا كانت الضربات الإسرائيلية تتسبب في أضرار جسيمة وخسائر في الأرواح، فإن طهران ستقوم بالرد بشكل قوي. على العكس من ذلك، إذا كانت الهجمات محدودة وترتبط فقط باستهداف بعض القواعد العسكرية أو مستودعات الصواريخ والطائرات بدون طيار، فقد لا تتخذ إيران أي إجراء وتختار تجاوز الأمر.
الرد سيكون محتملاً إذا استهدفت إسرائيل البنية التحتية للنفط والطاقة
أضاف المسؤولون أن خامنئي قد حذر من أن الرد سيكون محتملاً إذا استهدفت إسرائيل البنية التحتية للنفط والطاقة أو المنشآت النووية، أو إذا تمت تصفية مسؤولين بارزين. في حال حدوث أضرار كبيرة، فإن الردود الإيرانية قد تتضمن إطلاق ما يصل إلى 1000 صاروخ باليستي، بالإضافة إلى تصاعد الهجمات التي تشنها الجماعات التابعة لإيران في المنطقة.
علاوة على ذلك، حذر المسؤولون من أن إيران قد تتخذ إجراءات لتعطيل إمدادات الطاقة العالمية وعمليات الشحن عبر الخليج الفارسي ومضيق هرمز. في نهاية المطاف، يبدو أن الوضع على شفا تصعيد جديد، حيث تستمر التحذيرات والتهديدات المتبادلة في تعميق الهوة بين الجانبين.