شهدت مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الخميس، قصفاً إسرائيلياً مكثفاً أدى إلى سقوط 150 شخصاً بين قتيل وجريح، وفق ما أفاد به الدفاع المدني الفلسطيني. ووصف المتحدث باسم الدفاع المدني المشهد بالمجزرة البشعة، قائلاً: "القصف استهدف منطقة شارع الهوجا، بلوك 7، وأسفر عن تدمير عدة منازل وتسبب بإصابة أعداد كبيرة من المدنيين".
عائلات بأكملها تحت الأنقاض وصعوبة الوصول إلى المصابين
أفادت مصادر محلية بأن منازل لعائلات النجار، عقل، وأبو راشد كانت من بين المستهدفة، مؤكدة أن فرق الإنقاذ تجد صعوبة في الوصول إلى الجرحى والمفقودين بسبب تعطيل العمل الإنساني والقصف المستمر. ووجه أهالي جباليا نداءات استغاثة عاجلة بعد أن غمرت الأنقاض والدماء شوارع المنطقة، في ظل انعدام الخدمات الطبية.
تهديد مباشر للطواقم الإغاثية وتعطيل العمل الإنساني
أكد محمود بصل، الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، أن الطواقم الإغاثية تعرّضت للتهديد بالقصف المباشر من الجيش الإسرائيلي، ما أعاق تقديم المساعدة للمواطنين في شمال القطاع. وقال بصل: "تعرضت سياراتنا للاستهداف وأُحرقت إحدى المركبات في بيت لاهيا بالكامل"، مشدداً على أن التهديدات تجعل استمرار العمل مستحيلاً في هذه الظروف.
تصاعد النزوح من المناطق الشمالية ودمار الملاجئ
في ظل استمرار القصف، اضطر العديد من سكان شمال غزة، مثل راغب حمودة وعائلته، إلى النزوح القسري من المدارس والملاجئ التي كانوا يحتمون بها، بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلائها. وأوضح حمودة في اتصال هاتفي أن الجرافات الإسرائيلية دمرت مدرسة كان يسكنها النازحون في بيت لاهيا، مضيفاً: "ليس هناك مكان آمن في القطاع".
الأوضاع الصحية تتدهور وسط انهيار النظام الطبي
ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن النظام الصحي في شمال غزة على وشك الانهيار، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في أكياس الدم والأدوية الأساسية، كما توقفت حملات التطعيم ضد شلل الأطفال بسبب الحصار المستمر. وأوضح بصل: "هناك مصابون عالقون في الشوارع لعدم قدرة الطواقم الطبية على الوصول إليهم، وأكفان الموتى أصبحت تنفد".
استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية رغم الضغوط الدولية
في بيان أصدره الجيش الإسرائيلي، أكد استمراره في العمليات العسكرية في جباليا، مدعياً أنه استهدف مواقع تابعة لحركة حماس، مشيراً إلى مقتل "عدد من الإرهابيين". وفي المقابل، دعت منظمات دولية إلى وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في غزة.
الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءاً مع استمرار الحصار
مع استمرار القصف، ارتفع عدد الضحايا منذ بدء العملية العسكرية إلى 770 شهيداً، في حين يُقدّر عدد النازحين الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم بعشرات الآلاف. ويعيش السكان تحت حصار خانق وظروف معيشية متدهورة، وسط انقطاع للكهرباء ونقص حاد في الغذاء والماء.
تشهد جباليا في شمال غزة تصعيداً خطيراً أدى إلى مقتل وإصابة 150 شخصاً في قصف عنيف، في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية متفاقمة. الطواقم الطبية تواجه صعوبات بالغة في تقديم الخدمات بسبب استهدافها وتهديدها بالقصف، ما يعمق المعاناة في ظل الحصار المستمر والنزوح الجماعي.