يعد جبريل عليه السلام واحدًا من أهم الملائكة في الإسلام، حيث يُعرف بأنه الموصل للوحي إلى الأنبياء والرسل،ووفقًا للتعاليم الإسلامية، يتميز جبريل بصفات عديدة، سواء كانت جسدية أو روحية، مما يجعله رمزًا للرسالة السماوية،سنتناول في هذا البحث صفات جبريل الجسدية وأسمائه، مع الإشارة إلى مكانته الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى، وكيفية ارتباط الملائكة بالأنبياء وأهمية الإيمان بهم لدى المؤمنين.
صفات جبريل عليه السلام الجسدية
تميز الملائكة بمجموعة من الصفات التي تجعلها فريدة عن باقي المخلوقات، ومن بين هؤلاء الملائكة، يأتي جبريل وميكائيل وإسرافيل – عليهم السلام – كأسمى من يمتلكون هذه الصفات،يبرز جبريل، الذي يُعد من بين الملائكة المقربين من الله سبحانه وتعالى، كأفضل مثال على ذلك، حيث أوكل إليه مهمة تنزيل الوحي إلى الأنبياء،وفي القرآن الكريم والسنة النبوية، تم تسليط الضوء على عدة صفات جسدية خاصة به.
1- عدد من الأجنحة
قد ذُكر في القرآن الكريم أن الملائكة تمتلك أجنحة تتفاوت في عددها، كما يتضح من قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ) [فاطر: 1]،وفقًا للأحاديث النبوية، علمنا أن جبريل عليه السلام يتمتع بأجنحة كثيرة، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم “رأيتُ جبريلَ له ستمائة جناحٍ”،من هذا النص، نستنتج أن الله سبحانه وتعالى قد منَّ على جبريل بأجنحة تفوق الثلاث، ما يجعله متميزًا عن باقي الملائكة.
2- عظمة الخلقة
يمتاز جبريل عليه السلام بقوته الجسدية ومرونته في اتخاذ أشكال مختلفة، حيث كان يتشكل أحيانًا في هيئة دحية الكلبي، والذي يعتبر من الصحابة،وفقًا للروايات، يستطرد الرسول صلى الله عليه وسلم في وصف الأنبياء بعد رؤيتهم، مشيرًا إلى كيف أن جبريل يظهر بشكل مميز وقوي، مما يعكس عظمة خلقته،وذلك يُظهر قدرة جبريل الفائقة في التواصل مع البشر وتعليمهم ما يوحي به الله سبحانه وتعالى.
3- صفة القوة
تعتبر صفة القوة من أبرز الخصائص الجسدية لجبريل عليه السلام، حيث أُعطي جسدًا يمتلك قوة هائلة وقدرة لا توصف على أداء الأوامر الإلهية،قال الله تعالى (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) [النجم: 6]، وهذا يؤكد على القوة البدنية والشجاعة التي يتمتع بها،هذه القوة ليست فقط جسدية بل تشمل أيضًا القوة الروحية التي تجعله قادرًا على حمل الرسائل والوحي بكل دقة وأمانة.
4- صفة الروح
تأخذ كلمة “روح” معاني متعددة في القرآن، وأحد المعاني هو جبريل، المعروف بلقب “روح القدس”،قال الله سبحانه وتعالى (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ) [الشعراء: 194]،هذا اللفظ يدل على نقاء وصفاء طبيعة جبريل، وجعله عنصرًا أساسيًا في عملية التواصل الإلهي مع البشر.
5- إنه مَلَك
إن كلمة “مَلَك” تشير إلى مجموعة من الكائنات التي أُنشئت بصفات خاصة، وتجسد إحداها في جبريل عليه السلام،الملائكة، بمختلف تسمياتها وتعريفاتها، هي كائنات تقف في خدمة الله، وتنقل الرسائل الإلهية بأمانة،قال الله تعالى (لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) [الأنبياء: 27]، مما يشير إلى أمانتهم في نقل الوحي كما أن تكوينهم وطبيعتهم تدل على عظم وظيفتهم.
أسماء جبريل عليه السلام
يتسم جبريل عليه السلام بعدد من الأسماء التي تتعلق بمكانته الرفيعة وأدواره الهامة،من بين هذه الأسماء، نجد
- الروح الأمين حيث ورد في القرآن الكريم.
- روح القدس وهذه التسمية تعكس طهارته ونقاءه.
- الروح وقد وردت في الآيات لتصف حقيقته ووجوده.
- رسول كريم يعكس مكانته العظيمة في توصيل الرسالة السماوية.
من هم الملائكة
تشير الملائكة إلى واحدة من أعظم المخلوقات التي خلقها الله لتنفيذ أوامره ومراقبة العباد،إن الإيمان بالملائكة جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية وقد جاء ذكرهم في العديد من الآيات القرآنية،تعتبر الملائكة كائنات نورانية، وتجمع في طياتها صفات الجلال والجمال، مما يجعلها قريبة من الله عز وجل في تنفيذ أوامره والإشراف على خليقته.
إن جبريل عليه السلام هو رمز للرسالة الإلهية وأحد أعظم الملائكة من بين سواهم، حيث ينقل الوحي إلى رسول الله بدقة ويؤدي الأوامر بكل أمانة،هذه العناية الخاصة من الله تُظهر مكانته الفريدة وكيفية ارتباط الملائكة بالأنبياء في تنفيذ الرسالة السماوية.