سيكون عصام الصبحي من الأسماء التي ستحظى باهتمام خاص في خليجي 26 فرغم تاريخ بلاده الكروي المتواضع مقارنةً بجيرانه في بلدان الخليج العربي، أنجبت عمان العديد من اللاعبين الذين تركوا بصمتهم في عالم الساحرة المستديرة بشكل فردي، حتى وصل الأمر إلى أن يتوج عدد من اللاعبين بجائزة أفضل لاعب أو أفضل هداف في النسخ الأخيرة التي شهدت نهضة فارقة للمنتخب العماني.
ويأمل المهاجم الشاب أن يسير على نهج عدد من اللاعبين العمانيين الذين سبقوه في قيادة منتخب بلاده إلى منصات التتويج وتحقيق الحلم الصغير بتتويج ثالث في كؤوس الخليج، وصولاً إلى الحلم الكبير ببلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى.
في نهاية العام 2017 حزم الشاب عصام الصبحي ذو العشرين عامًا حقائبه لمرافقة المنتخب العماني إلى بطولة كأس الخليج ضمن مجموعة من الجماهير التي انتقلت إلى الكويت بتشجيع منتخب بلادها والذي نجح في تتويج مسيرته بلقب ثان بالفوز على الإمارات، حينها كان الصبحي يخطو خطواته الأولى كلاعب في الفئات العمرية لنادي الشباب (العماني) قبل أن يتم استدعاؤه إلى منتخب تحت 23 سنة. في تلك السنة حل فريق الشباب وصيفًا وفاز بكأس المحترفين، قبل أن يهبط في الموسم التالي إلى الدرجة الدنيا.
وانتقل بعدها اللاعب الموهوب إلى عدد من الأندية قبل أن يحط الرحال في فبراير/ شباط من العام 2022 بنادي الأخدود السعودي لمدة 6 أشهر ثم يعود بعدها إلى ناديه السابق السويق، منهيًا الموسم في المركز الثاني خلف فريق النهضة، وفي الموسم التالي (2022-2023) انتقل إلى النهضة المتوج بالثنائية المحلية.
عصام الصبحي.. البديل الدولي الناجح
خاض عصام الصبحي مباراته الدولية الأولى في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، عندما دخل بديلًا أمام قطر في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2022.
واعتمد المدرب الكرواتي للمنتخب العماني برانكو إيفانكوفيتش على المهاجم الذي يملك طولاً فارعًا (183 سم) كبديل في مبارياته الدولية التالية إلى أن حانت فرصة التألق أمام اليابان، في افتتاح الدور النهائي من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى العرس العالمي في 2 سبتمبر/ أيلول الماضي. ففي الدقيقة (84) وعندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي، أشرك إيفانكوفيتش الصبحي بديلاً لزاهر الأغبري ولم تمر سوى أربع دقائق فقط ليُسجل هدفه الدولي الأول ويقود منتخب عمان إلى انتصار تاريخي على المنتخب الياباني في عقر داره.
بعد البداية الحلم أمام اليابان، تعرّض "الأحمر" لخسارتين متتاليتين أمام السعودية وأستراليا حيث لعب الصبحي مجددًا كبديل (23 و24 دقيقة على التوالي) قبل أن يُشارك أساسيًا بمواجهة فيتنام في المباراة التي تفوّق فيها المنتخب العماني بنتيجة 3-1، وسجّل فيها الصبحي هدفه الثاني في التصفيات.
اقرأ المزيد
وخلال فترة زمنية قصيرة أصبح عصام الصبحي يلقب بالبديل الناجح، حيث تمكن من استثمار كل فرصة أتيحت له للعب من أجل الارتقاء بأرقامه، وليسهم في مشاركته الأولى في خليجي 25 بوصول منتخب عمان إلى المباراة النهائية، علمًا أنه سجل هدف الفوز على اليمن (3-2) في دور المجموعات.
وشارك بعدها عصام الصبحي في كأس آسيا 2023 لكنه لم يكن محظوظًا كما هو حال منتخب بلاده، ففشل في تجاوز عتبة الدور الأول، لكن الآمال أصبحت معقودة عليه ضمن التشكيلة التي اختارها برانكو إيفانكوفيتش في خليجي 26 على اعتبار أنه يعد من بين أكثر اللاعبين خبرة في الوقت الحالي رغم أنه لا يزال في السابعة والعشرين من العمر.
