انفرد الزمالك المصري بصدارة مجموعته في كأس الكونفيدرالية الأفريقية، وذلك بعدما هزم مواطنه المصري بهدف نظيف من توقيع أحمد سيد زيزو، ليصل "النادي الأبيض" إلى النقطة السابعة تاركًا الفريق البورسعيدي عند رصيد النقاط الأربعة.
ونجح "الفارس الأبيض" في كسر سلسلة تفوق المصري في 4 مواجهات سابقة انتهت كلها بفوز الأخير ليحقق الانتصار في المباراة التي جرت على ملعب الجيش المصري ببرج العرب بالإسكندرية.
شوط أول ناري من الزمالك
لا نبالغ إن وصفنا الأداء الذي قدمه الفارس الأبيض في الشوط الأول بأفضل أداء قدمه الفريق في موسمه الحالي، ولا ينافسه في هذا الأمر سوى الشوط الثاني من مباراة السوبر الأفريقي أمام الأهلي، والشوط الأول من مباراته أمام المحلة في الدوري المصري.
الفارس الأبيض تخلى عن أسلوبه بالنسق البطيء نسبيًا، والتحضير بهدوء في نصف ملعبه، وذلك بعدما لوحظ عدم قدرة الفريق على الاستمرار على هذا النهج في مبارياته أمام المصري الذي يتميز بالضغط الشرس على المنافس في منتصف ملعبه.
لذلك كان فريق "القلعة البيضاء" يلجأ سريعًا إلى الكرات الطولية بمجرد الشعور بزيادة الضغط من الفريق الأخضر، ليتم إرسال الكرة إلى رباعي الهجوم الذي يتميز ثلاثة منه بسرعات فائقة.
في هذا الصدد استفاد البولندي كونراد ميشالاك من مساحات كبيرة في منتصف ملعب المصري، وكذلك كان الأمر مع أحمد سيد زيزو وسيف الجزيري ليهدد الزمالك مرمى منافسه بشكل واضح.
واحدة من تلك الكرات الطويلة كانت تلك التي أسفرت عن تعاون رائع بين عبد الله السعيد وأحمد سيد زيزو أوصل الأول لشبه انفراد مع محمود جاد الذي أخرج تسديدة السعيد بأعجوبة إلى ركنية.
حامل اللقب كان كالإعصار في الشوط الأول، خاصة نصف الساعة الأول الذي لم يتوقف فيه الفريق عن التهديد، فأطلق زيزو صاروخًا تصدى له جاد فحاول سيف الجزيري، متابعة ارتداد الكرة من حارس المصري ليسدد في القائم الأيسر بعدما تأخر بشكل غريب في التسديد، بينما فضّل ميشالاك التمرير على أن يُكمل انطلاقته القوية من الجانب الأيسر لكن البولندي مرر بشكل خاطئ.
لا يفل الحديد إلا الحديد!
رغم ذلك كانت الفرصة الأولى للزمالك في المباراة من كرة ثابتة، بعدما ارتقى محمود حمدي الونش لركلة ركنية ممتازة من عبد الله السعيد، لكن رأسيته اصطدمت بمصطفى شلبي، وهي في طريقها للمرمى، ليعيد الونش للأذهان ذكريات خطورة الزمالك في الركنيات عندما كان يشكل ثنائية مميزة مع حسام عبد المجيد خلال فترة جوسفالدو فيريرا.
وكأن فريق "القلعة البيضاء" كان يريد استخدام السلاح الذي استخدمه المصري كثيرًا أمامه، فكاد زيزو أن يسجل هو الآخر من رأسية في نهاية الشوط الأول اصطدمت بقائم جاد الأيمن ليشير الحكم الجزائري مصطفى غربال بعدها بتسلل مثير للاستغراب.
المصري يستفيق والزمالك يسجل
لم يستمر الزمالك بنفس القوة في الشوط الثاني بعدما بذل لاعبوه مجهودًا كبيرًا، وباغتوا المصري بهذا النسق العالي، ليبدأ علي ماهر ولاعبوه في المحاولة على مرمى "الفارس الأبيض"، والسيطرة أكثر على منتصف الملعب.
سيطرة المصري بشكل أكبر زادت من رغبة علي ماهر في استغلال سيطرته فدفع باللاعب الجزائري عبد الرحيم دغموم الذي تألق في مباراة الدوري وكان غريبًا عدم مشاركته منذ البداية.
لكن هدف المباراة الوحيد جاء في اللحظات التي كانت الأفضلية فيها للمصري، وذلك بعد لعبة جديدة من كرة طولية كسر بها الزمالك ضغط "نسور بورسعيد" بعدما وصلت إلى سيف الجزيري المنطلق إلى الأطراف ليمرر ببراعة إلى ميشالاك الذي وقّع على تمريرته الحاسمة إلى زيزو الذي ترجم مباراته الجيدة بتسجيل هدف رائع بعدما راوغ ثم سدد من على حدود منطقة الجزاء إلى شباك محمود جاد.
خاض الزمالك المتبقي من المباراة بنفس طريقة المصري عندما تقدم عليه في المباريات الأربعة السابقة. تراجع للخلف وإغلاق للمساحات وتميز كبير للونش وحسام عبد المجيد في إخراج كل الكرات العالية، ليحافظ الفريق حتى النهاية على تقدمه ويواصل المسيرة في البطولة التي يحمل لقبها.