"تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن"، ويبدو أن هذا المثل ينطبق على إسرائيل عندما اغتالت زعيم حركة حماس يحي السنوار، وترويج الإدارة الأمريكية لدعاية أن مقتله قد يكون بداية لنهاية الحرب في غزة، إلا أنه حتي الآن لم يتم التوصل وقف إطلاق النار في غزة، واخطأت إسرائيل عندما قررت اتخاذ هذه الخطوة العسكرية، بمقتل الرجل الأول في الحركة وبات كما يصف الإعلام العبري مصير الرهائن مجهولاً فمع من ستتفاوض إسرائيل، وماذا لو ترأس زعيم جديد للحركة ماذا سيكون موقفه من المفاوضات؟
اغتيال السنوارعقبة جديدة أمام نهاية حرب غزة
صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" نشرت تفاصيل جديدة حول مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وكشفت أن هناك مخاوف حول صعوبة التوصل إلى اتفاق رغم اللهجة التفاؤلية التى اعتدنا أن نسمعها من الولايات المتحدة منذ بداية الحرب في غزة وكأنما نحن على أعتاب نهاية للحرب!
فبحسب الصحيفة العبرية ذكرت نقلاً عن مصادر مطلعة على المفاوضات، إن وفاة السنوار خلق فراغا قيادياً في حماس من الصعب على الجماعة ملئه، مشيرة إلى أن مخاوف (الوسطاء العرب) تم نقلها إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته للمنطقة الأسبوع الماضي.
وذكرت المصادر أن السنوار نجح في الحفاظ على ولاء جميع الفصائل في غزة، بما في ذلك حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، التي تحتجز بعض الرهائن الـ101 المتبقين.
عقبات لوجستية أمام تنفيذ صفقة الأسرى
وتدير حماس الآن مجلس يضم عدة أعضاء كبار من المتوقع أن يعينوا زعيما لها في المستقبل القريب، لكن الوسطاء العرب حذروا الولايات المتحدة من أن خليفة السنوار لن يكون ناجحا على الأرجح في الحفاظ على سلطة مركزية في غزة، مما يثير عقبات لوجستية أمام تنفيذ صفقة الرهائن، بحسب المسؤولين.
فيما أبدت الإدارة الأمريكية نظرة إيجابية، وردت على هذه المخاوف بأن المحادثات توقفت منذ أكثر من شهرين بسبب السنوار، وإن إزالته من المشهد لا يمكن أن تجعل الأمور أسوأ، بحسب أحد المسؤولين الأميركيين.
وذكرت الصحيفة العبرية نقلاً عن مصدر لم تكشف عن اسمه أنه:" كان من الممكن أن يتم ابرام الصفقة لو لم يضف رئيس الوزراء شروطا جديدة تطالب إسرائيل بالحفاظ على وجود عسكري في ممرات فيلادلفيا ونتساريم".
وكانت حماس قد سحبت في أوائل يوليو مطلبها الرئيسي بالحصول على التزام إسرائيلي مسبق بإنهاء الحرب بشكل دائم، وهو المطلب الذي اعتقدت مصر وقطر أنه كان كافيا لتأمين الاتفاق قبل أن يقوم نتنياهو بتحديث الاقتراح الإسرائيلي الذي رفضته حماس.
وقال المصدر للصحيفة إن إدارة بايدن بدأت تتفهم تدريجيا التعقيدات اللوجستية التي يفرضها رحيل السنوار.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر خلال إفادة صحفية يوم الاثنين إن الولايات المتحدة لا تزال تنتظر لمعرفة ما إذا كانت حماس مستعدة للانخراط بشكل موثوق في مفاوضات الرهائن.
وقال "في مرحلة ما، سوف يمرون بعملية اختيار زعيم جديد، وأعتقد أن النتائج على مدى الأسابيع القليلة المقبلة سوف تحدد ما إذا كان هناك تغيير في موقفهم".
نتنياهو يتحسر على اغتيال السنوار
وبحسب الصحيفة، فنتنياهو لا يزال غير مستعد لقبول وقف إطلاق نار دائم مقابل الإفراج عن الرهائن. وقال في تصريحات مسجلة من اجتماع لحزب الليكود، والتي تسربت بسرعة إلى الصحافة: "إن حماس تطرح مطالب لا نستطيع الموافقة عليها مثل إنهاء الحرب".
وقال لأعضاء كتلة الليكود: "ليس من الواضح ما إذا كانت هناك أي فرص جديدة بسبب مقتل السنوار. في الوقت الحالي، كل أولئك الذين يريدون خلافة السنوار سيكونون أكثر تشدداً من السنوار".
وأعرب مسؤول إسرائيلي مشارك في مفاوضات الرهائن عن إحباطه من تعليقات نتنياهو، قائلاً إن رئيس الوزراء كان مدركًا تمامًا أن هذه التعليقات سوف يتم تسريبها إلى الصحافة وتوفر "ذريعة أخرى" لخليفة السنوار لاتخاذ نهج أكثر عدوانية في المفاوضات.
وعلاوة على ذلك، امتنع نتنياهو عن توسيع نطاق تفويض فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن الرهائن، وهو الأمر الذي قال المسؤول الإسرائيلي إنه كان سيزيد من فرص التوصل إلى اتفاق.