عجز وادي ملوية، من جديد، عن بلوغ مصبه في البحر الأبيض المتوسط في منطقة الحلق برأس الماء، التابعة لإقليم الناظور، نتيجة ضعف صبيبه.
ودق الناشط البيئي منسق “التجمع البيئي لشمال المغرب”، محمد بنعطا، “ناقوس الخطر” بشأن هذا الموقع البيولوجي المسجل في لائحة “رامسار” (المعاهدة الدولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة)، مزوداً هسبريس بصور تظهر أمتاراً من الرمال تفصل مياه الوادي عن شاطئ رأس الماء.
وفي تصريح لهسبريس، قال بنعطا إن “الوضعية التي بلغها وادي ملوية اليوم حذرنا من وقوعها منذ سنوات، أي منذ قرار وزارة الفلاحة إحداث محطة ضخ على ضفاف الوادي بمنطقة أولاد ستوت”.
وأضاف “نبهنا المسؤولين في بيان بمخاطر المحطة التي أضيفت إلى محطة مولاي علي، وكنا قد توصلنا بوعد بوقف العمل بالمحطة الأولى بعد تشغيل الثانية”.
من جانب آخر، نبّه الناشط البيئي ذاته إلى انتشار 120 محطة تم إحداثها من قبل الفلاحين القاطنين بالقرب من الوادي، خاصة بمنطقتي أولاد ستوت والشويحية، خلال الخمس السنوات الأخيرة التي عرفت حالة جفاف.
وتابع قائلا: “تبين أن عددها تكاثر بشكل متسارع في السنوات الأخيرة وبشكل غير قانوني، ذلك أنها لا تتوفر على تراخيص وكالة الحوض المائي المخول لها الترخيص باستعمال هذه المحطات المخصصة للضخ”، مضيفا أن الوكالة “مدعوة إلى الاعتماد على الشرطة المائية لإيقاف هذه الفوضى”.
وأشار إلى أنه عكس ما يروج، فإن “الجفاف ليس سببا في عدم بلوغ الوادي مصبه”، مبرزاً أن وادي ملوية يتزود بالعيون الموجودة في سافلة منطقة مشرع حمادي، مما يمكنه من كمية وافرة من المياه رغم السدود التي تم إحداثها على طوله كسد محمد الخامس وواد زا وغيره”.
وتأسف منسق “التجمع البيئي لشمال المغرب” لكون الصبيب الإيكولوجي لملوية “تم توجيهه نحو الري الفلاحي، مما يهدد موقعاً بيولوجيا ذا أهمية دولية التزم المغرب بموجب اتفاقية “رامسار” بالحفاظ عليه”.
تجدر الإشارة إلى أن عدم بلوغ وادي ملوية مصبه أثار في السابق الكثير من التخوفات البيئية، خاصة بعد رصد نفوق مجموعة من الأسماك على ضفافه، فضلا عن انتشار البعوض في المدن والقرى المجاورة نتيجة تحول مياهه إلى برك آسنة.