في مفاجأة دراماتيكية، غادر الرئيس السوري بشار الأسد دمشق على متن طائرة في صباح يوم الأحد 8 ديسمبر 2024، في وقت كانت فيه الفصائل المسلحة قد تمكنت من التسلل إلى العاصمة دون أي مقاومة تذكر من الجيش السوري، الذي تراجع بشكل مفاجئ من مواقع دفاعه على مشارف المدينة، متخليًا عن مواقع استراتيجية دون إشارة إلى أي انتشار عسكري، كما أفادت التقارير.
وبحسب تحليل لصحيفة "تليجراف" البريطانية، فإن الانهيار المفاجئ للجيش السوري يعود إلى عدة عوامل مترابطة أدت إلى تدهور قدراته القتالية. أول هذه العوامل هو الانخفاض الحاد في الروح المعنوية للجنود، الذين يعانون من انخفاض الأجور والتدريب الضعيف، بالإضافة إلى انتشار مشاعر الإحباط والرفض داخل صفوفهم.
ويقول العقيد المتقاعد بالجيش البريطاني هاميش دي بريتون جوردون: «لقد تم اختيار معظم الضباط بناءً على قربهم من بشار الأسد، وليس على أساس كفاءتهم العسكرية، مما أسفر عن جيش غير مؤهل عسكريًا، رغم الدعم الروسي الكبير الذي تلقاه منذ عام 2015».
وأضاف دي بريتون أن الجيش السوري لم يكن في يوم من الأيام قوة قتالية فعالة، بل كان يعتمد على القمع والخوف من أجل الحفاظ على ولاء أفراده.
في هذا السياق، قال جريج ووترز من معهد الشرق الأوسط: «الجيش السوري تجنب إلى حد كبير القتال العنيف منذ عام 2020، حينما تم التوصل إلى وقف إطلاق النار مع الفصائل المسلحة في بداية جائحة كورونا». وأوضح أن القادة العسكريين يركزون بشكل أكبر على الأنشطة غير العسكرية مثل التهريب والابتزاز، بدلًا من التركيز على تقوية المواقع الدفاعية وقيادة قواتهم بشكل فعال.
في هذا الصدد، أكد جهاد يازجي، رئيس تحرير "سيريا ريبورت"، أن انهيار الجيش السوري يعكس انهيارًا أكبر في مؤسسات الدولة السورية، مشيرًا إلى أن هناك شعورًا عامًا في مناطق النظام بأن الأمور لن تتحسن وأنه لا توجد أي بوادر لتحسن الأوضاع.
من جانبه، قال ستيفن كوك، خبير شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، إن الجزء الأكبر من الجيش السوري يتكون من مجندين لا يرغبون في المشاركة في الحرب، مما يضعف فعاليته في المعارك. وأشار إلى أن وحدات النخبة مثل الحرس الجمهوري هي الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها، بينما يعتمد النظام بشكل كبير على دعم ميليشيات حزب الله والقوات الأجنبية الأخرى لتعويض نقص القوى البشرية والكفاءة العسكرية.
وتشير هذه التحليلات إلى أن الجيش السوري، رغم الدعم الروسي والإيراني الكبير، يواجه تحديات غير قابلة للتجاهل، تتراوح من نقص الخبرة العسكرية إلى انهيار الروح المعنوية وغياب القيادة الفعالة، مما جعل من السهل على الفصائل المسلحة أن تحقق تقدمًا غير مسبوق في قلب العاصمة دمشق، وهو ما يعكس مرحلة جديدة من ضعف النظام السوري قد تغير مجريات الصراع في البلاد.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.