أكد خبير صناعات الغاز والهيدروجين في منظمة أوابك، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، أن ارتفاع التكلفة من أبرز التحديات التي تواجه التوسع في إنتاج الهيدروجين واستعماله بصفته مصدرًا للطاقة.
وشدد، في تدوينة عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، على أن تكلفة إنتاج الهيدروجين المرتفعة أثارتها منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول منذ أكثر من 3 سنوات، وقارنتها بالأنواع المختلفة من مصادر الطاقة.
جاءت تعليقات خبير أوابك، بعد تأكيد رئيس شركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر، أن مشكلة الهيدروجين هي تكلفته المرتفعة، وأن جميع التوقعات تشير إلى إنتاج من 10 إلى 20 مليون طن فقط بحلول عام 2030.
وقال الناصر، خلال مشاركته في منتدى مبادرة السعودية الخضراء اليوم الثلاثاء 3 ديسمبر/كانون الأول (2024)، إن أكبر التحديات التقنية في الهيدروجين أنها ما زالت ليست بالقدر الكافي لخفض التكلفة.
تكلفة إنتاج الهيدروجين
قال المهندس وائل عبدالمعطي، في التدوينة التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن أوابك اعتمدت مقياس مليون وحدة حرارية بريطانية (بدلًا من كغم) لقياس تكلفة إنتاج الهيدروجين، حتى تسهل وتبرز المقارنة بين الهيدروجين بأنواعه، والمصادر الأخرى مثل الغاز، وعلى سبيل المثال:
- تكلفة إنتاج الغاز في المتوسط: 5-6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ويُباع حاليًا بـ15 دولارًا.
- تكلفة إنتاج الهيدروجين الرمادي: 8 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (غير مرغوب دوليًا بسبب انبعاثات إنتاجه).
- تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر: 32 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وقد تصل إلى 50 دولارًا، أي 7 أضعاف تكلفة الغاز.
وأوضح وائل عبدالمعطي أن إنتاج الهيدروجين من الفحم (الهيدروجين الأسود) يتسبّب في إطلاق 19 كغم من ثاني أكسيد الكربون لكل كغم من الهيدروجين، ومن الغاز (الهيدروجين الرمادي) نحو 10 كغم من ثاني أكسيد الكربون، أمّا في حالة التحليل الكهربائي للمياه باستعمال الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة (الهيدروجين الأخضر)، فلا يصاحب هذه العملية أيّ انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون.
يقول خبير أوابك: "ومع ذلك، يبقى خيار تصدير الهيدروجين مطروحًا ما دام هناك (مشترون) على استعداد لدفع التكلفة العالية".
سوق الهيدروجين
كشفت دراسة لمنظمة أوابك، مؤخرًا، أعدها خبير الصناعات الغازية المهندس وائل عبدالمعطي، حول تطورات الغاز المسال وسوق الهيدروجين في الربعين الثاني والثالث 2024، عن أن خطط تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر لم تصل بعد إلى تحقيق طموح الحياد الكربوني.
وقال إنه على الرغم من الأهداف الطموحة للعديد من الدول الطامحة لتنفيذ مشروعات هيدروجين أخضر، فإن المشروعات المعلنة لا تواكب الأهداف، خاصة في ظل تأخر تنفيذ المشروعات أو إلغاء عدد منها لدعم تحقيق الجدوى الاقتصادية، أو فشل إبرام تعاقدات بيع وشراء مع المشترين المحتملين تؤمّن وجود طلب مستقبلي للهيدروجين.
وأضاف أن إجمالي المستهدف وفقًا للأهداف الحكومية المعلنة في الدول الراغبة في الاستثمار بالهيدروجين يصل إلى 260 غيغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي بحلول 2030، في حين يتطلّب تحقيق مسار الحياد الكربوني بناء نحو 600 غيغاواط.
وأوضح أن التقدم الراهن في المشروعات الاستثمارية في الهيدروجين الأخضر التي أُعلنت خلال السنوات السابقة يجعل من الصعب تحقيق الأهداف الحكومية في موعدها، وكذلك صعوبة تحقيق سيناريو صافي الانبعاثات بحلول عام 2030.
وكان رئيس أرامكو قد أكد أن شركته تعمل على وضع حلول لكيفية تقليص التكلفة في ظل تحول الطاقة، مشددًا على أن التحدي الأكبر لتحول الطاقة هو التوقعات غير المنطقية من البعض.
وأشار إلى حاجة جميع مصادر الطاقة إلى ضمان استدامة موارد الطاقة، موضحًا أن مشكلة الهيدروجين الأساسية هي ارتفاع التكلفة مقارنة ببقية مصادر الطاقة.
وأكد أهمية التوازن في عملية التحول للطاقة لتوفير وتأمين مصادر الطاقة للجميع، وليس فقط في العالم المتقدم ولكن الدول النامية، موضحًا أن هناك أكثر من ملياري شخص خاصة في الجنوب من العالم لا يحصلون على وقود نظيف للطهي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..