تبدو توقعات الطلب على الغاز الأكثر تفاؤلًا من بين جميع مصادر الوقود الأحفوري المرشحة للانخفاض في جميع سيناريوهات وكالة الطاقة الدولية بحلول عام 2030.
وأظهرت أحدث توقعات صادرة عن الوكالة الدولية -اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن- ارتفاع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنسبة 5.8% أو ما يعادل 244 مليار متر مكعب بحلول نهاية العقد الحالي، استنادًا إلى سيناريو السياسات الحالية.
وهذا يعني أن إجمالي الطلب على الغاز سيصل إلى 4.43 تريليون متر مكعب بحلول عام 2030، مقارنة بمستواه البالغ 4.186 تريليون متر مكعب عام 2023.
ورغم ذلك، فإن الطلب سيبدأ في الانخفاض التدريجي بعد ذلك، ليبلغ 4.422 تريليون متر مكعب بحلول عام 2035، وصولًا إلى 4.377 تريليون متر مكعب بحلول عام 2050.
وتعتمد وكالة الطاقة الدولية على 3 سيناريوهات في توقعات الطلب على الغاز وغيره من المصادر، الأول يُطلق عليه سيناريو السياسات الحالية، ويفترض استمرار سياسات الطاقة الحالية عالميًا خلال مدة التوقع.
والثاني هو سيناريو التعهدات المناخية المعلنة، ويفترض أن دول العالم ستفي بالتزاماتها المناخية المعلنة بالكامل.
أما السيناريو الثالث والأكثر جدلًا، فهو سيناريو الحياد الكربوني، ويعتمد على إصدار تقديرات أشبه بالتوصيات الضرورية العاجلة التي يجب على الدول الالتزام بتحقيقها لتجنب تداعيات ظاهرة التغير المناخي و ارتفاع درجة حرارة العالم فوق 1.5 درجة مئوية.
توقعات الطلب على الغاز حسب القطاعات
يشير سيناريو السياسات الحالية إلى ارتفاع الطلب على الغاز في قطاع توليد الكهرباء إلى 1.647 تريليون متر مكعب بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 1.642 تريليون متر مكعب عام 2023.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- حصة الغاز الطبيعي في مزيج توليد الكهرباء العالمي خلال عامي 2023 و2022:
بينما يتوقع ارتفاع الطلب في القطاع الصناعي إلى 1.037 تريليون متر مكعب بحلول 2030، مقارنة بنحو 936 مليار متر مكعب في عام 2023.
أما القطاع السكني، فمن المتوقع أن يرتفع طلبه على الغاز الطبيعي على 877 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 809 مليارات متر مكعب في عام 2023.
ويتوقع ارتفاع الطلب في قطاع النقل إلى 183 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 151 مليار متر مكعب عام 2023.
في حين تشير توقعات الطلب على الغاز في القطاعات الأخرى إلى مستوى 671 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 647 مليار متر مكعب في عام 2023، بحسب تقرير آفاق الطاقة العالمية لعام 2024.
توقعات الطلب حسب التعهدات المناخية
يشير سيناريو التعهدات المناخية المعلنة إلى أن الطلب على الغاز سينخفض بنسبة 4.3% أو ما يعادل 183 مليار متر مكعب ليصل الإجمالي إلى 4.003 تريليون متر مكعب بحلول عام 2030، إذا التزمت الدول بالأهداف المناخية المعلنة في قطاعات الكهرباء والنقل والمباني والصناعة وغيرها.
كما يتوقع هذا السيناريو استمرار انخفاض الطلب على الغاز ، ليصل إلى 3.493 تريليون متر مكعب بحلول عام 2035، قبل أن يهبط بشدة إلى 2.466 تريليون متر مكعب بحلول عام 2050.
وبحسب هذا السيناريو، فمن المتوقع انخفاض الطلب على الغاز في قطاع توليد الكهرباء إلى 1.519 تريليون متر مكعب بحلول عام 2030.
كما يتوقع تراجع الطلب في القطاع الصناعي إلى 941 مليار متر مكعب، في حين سينخفض في القطاع السكني إلى 780 مليار متر مكعب بحلول 2030.
كذلك، سينخفض الطلب على الغاز في قطاع النقل إلى 143 مليار متر مكعب، كما سينخفض في القطاعات الأخرى إلى 593 مليار متر مكعب، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
توقعات الطلب على الغاز في سيناريو الحياد الكربوني
يتطلب سيناريو الحياد الكربوني لوكالة الطاقة الدولية خفض الطلب على الغاز بنسبة 13.6% أو بمقدار 569 مليار متر مكعب ليصل الإجمالي إلى 3.617 تريليون متر مكعب بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 4.186 تريليونًا في عام 2023.
استنادًا إلى ذلك، فمن الضروري خفض الطلب على الغاز في كل القطاعات المستهلكة، بداية من قطاع الكهرباء المطلوب خفض استهلاكه بمقدار 105 مليارات متر مكعب ليصل إلى 1.537 تريليون متر مكعب بحلول عام 2030، مقارنة بمستوى عام 2023.
بينما يحتاج قطاع الصناعة إلى خفض طلبه على الغاز بمقدار 84 مليار متر مكعب، ليصل إلى 852 مليار متر مكعب بحلول عام 2030.
كذلك خفض الطلب في القطاع السكني بمقدار 239 مليار متر مكعب، ليصل الإجمالي إلى 570 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، مقارنة بعام 2023.
أما قطاع النقل، فيحتاج إلى خفض الطلب على الغاز بنحو 38 مليار متر مكعب، ليصل إلى 113 مليار متر مكعب بحلول عام 2030.
وتحتاج القطاعات الأخرى إلى خفض طلبها بنحو 165 مليار متر مكعب، ليصل الإجمالي إلى 482 مليار متر مكعب بحلول 2030، بحسب متطلبات سيناريو الحياد الكربوني الذي تلح وكالة الطاقة على مخاطر تهميشه من سياسات الطاقة المحلية والدولية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..