أخبار عاجلة
ملعب الرباط.. تفاصيل أشغال الأشهر الأخيرة -

كم أنت عظيمة أيتها المرأة الفلسطينية

كم أنت عظيمة أيتها المرأة الفلسطينية
كم أنت عظيمة أيتها المرأة الفلسطينية

أم مشاري الكويتية

في عالم تتزاحم فيه النساء العربيات على صالات التجميل الفاخرة في مختلف العواصم، وتنشغل بعضهن بملاحقة آخر صيحات الموضة من لندن إلى باريس ونيويورك، وأخريات يعشن في وهم الشهرة الزائفة على الشاشات، تتلألأ في المقابل صورة المرأة الفلسطينية كرمز ناصع للصمود والقوة.. هي ليست مجرد امرأة تواجه صعوبات الحياة اليومية، بل هي أيقونة حية تجسد أسمى معاني التضحية والإيمان والثبات في وجه المحن.

وبينما ينشغل البعض منا بالتباهي بالمقتنيات أو يسعى وراء زيف الحياة المادية التي لا تدوم، تقف هي في الخطوط الأمامية للمقاومة، تودع ابنها الشهيد، تودع زوجها وأخيها، ثم تعود إلى بيتها المدمر لتعيد بنائه ولتواصل مسيرة الحياة كأن شيئا لم يحدث.. تقف على ركام الألم وتزرع الأمل. هذه المرأة التي تسحقها الظروف، ثم تنهض من تحت الأنقاض لتبتسم بحب رغم نزيف القلب، تقول بكل يقين "الحمد لله"، وهنا تتجلى قوة لا يمكن أن تستوعبها مقاييسنا البشرية العادية.

في وقت تكرس فيه بعض النساء العربيات أوقاتهن في ملاحقة مظاهر فارغة، تتعلم الفتاة الفلسطينية في كنف الألم معنى الصبر، وتكتشف بين أزقة المخيمات معنى القوة.. لا تملك من الرفاهية شيئا، لكن قلبها عامر بالإيمان والصمود.هذه المرأة التي تسهر على جرحى القصف وتعد الطعام تحت القصف، ثم تخرج لتقول للعالم إنها ما زالت واقفة، تعطينا درسا في الكرامة.. وهو ليس كأي درس يا عزيزتي.

ولقد خجلت من نفسي.. نعم أقولها بكل صراحة.. لقد خجلت من نفسي حين رأيتها اليوم، أما فلسطينية تحتضن جثمان ولدها الشهيد، لا تبكي بكاء الهزيمة، بل بكاء القوة.. تقف شامخة كأنها جبل، تشكر الله على نعمة الفقد، لأنها تؤمن أن هذا الفقد في سبيل الوطن، وفي سبيل الله. أي قامة تلك التي تقف في جنازة ابنها لتقول "الحمد لله"، بينما عيوننا نحن تمتلئ بالدموع فقط لمشاهدة المشهد على شاشة تلفاز؟ كم أنت عظيمة يا امرأة فلسطين.. وكم نحن صغار أمام عظمتك.

نعم نفتخر جميعا بأننا عرب ومسلمون، لكن هل فهمنا حقا معنى هذه الهوية؟ هل حملناها كما تحملها امرأة فلسطين؟ نحن الذين نعيش في مناطق أكثر أمانا، ماذا فعلنا لنستحق هذا الفخر؟ قد نكون تخلينا عن بعض قيمنا أو ضعفت عزيمتنا، لكن المرأة الفلسطينية تعيد إلينا الصورة الحقيقية لما يجب أن نكون عليه. إنها ليست مجرد امرأة، إنها مدرسة في الوطنية.. مدرسة في الإيمان.. ومدرسة عظيمة في التضحية.

عزيزتي، حين تنظري إلى مرآتك، تذكري أن هناك امرأة فلسطينية تحمل على كتفيها هم وطن، وتحت قدميها غبار المعركة، وفي قلبها طوفان من الألم لا يراه إلا الله.. تذكري أن الجمال ليس في الزينة بل في الثبات، تذكري أن القوة ليست في المظاهر بل في القلب الذي لا ينكسر.

وفي الختام، للمرأة الفلسطينية، كل الاحترام والإجلال.. أنت يا عزيزتي منارة في زمن ضاعت فيه القيم.. أنت يا تاج الرؤوس من تذكرنا كل يوم بأن الصبر قوة، وأن الإيمان حياة، يا من أثبت أن أمة بأكملها تقف ضعيفة أمام عظمة قلبك، لك الله.. يا فخر النساء.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق 5 منتخبات عربية تحلم بالتأهل في ختام تصفيات كأس أمم أفريقيا
التالى منتخب سوريا لكرة السلة يحضر لتصفيات آسيا بكأس الملك عبد الله