يشكّل تعليق جمهورية بنما اعترافها بما يسمى “الجمهورية الصحراوية” الوهمية “ضربة تاريخية قاصمة” لمرتزقة جبهة البوليساريو وداعمتها الجزائر، ويعزز في المقابل دينامية الملك محمد السادس في ملف الصحراء، التي جعلت “مغربية هذه الأقاليم” حقيقة ثابتة.
وتعد بنما أول بلد في أمريكا اللاتينية قام بالاعتراف بـ”الجمهورية الصحراوية” الوهمية في سنة 1980. وبعد تذبذب زمني بين سحب الاعتراف وإعادته، جاء بلاغ الخارجية البنمية، أمس الخميس، لينخرط في “مد دولي” داعم لمغربية الصحراء، آخره قرار مجلس الأمن رقم 2756.
محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بمراكش، قال إن “هذا القرار نقطة جديدة تحسب للدبلوماسية المغربية التي يقودها الملك محمد السادس”.
وأضاف نشطاوي، متحدثا لهسبريس، أن العلاقات بين الرباط وبنما مرت من مراحل تاريخية اتسمت بـ”تذبذب في موقف هذا البلد من الاعتراف بدولة البوليساريو الوهمية”، مشددا على أن “قرار أمس يجب أن يتم استغلاله لمضاعفة تقوية العلاقات بين البلدين”.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن “بنما كانت أول دولة لاتينية في التاريخ اعترفت بالجمهورية الوهمية، وذلك في سياق مد لاتيني وقتها جعل المنطقة معقلا للبوليساريو”، مؤكدا أن “هذه المنطقة التي كانت نقطة ضعف بالنسبة للدبلوماسية المغربية، تطلبت العمل على اقتلاع الجذور”.
وتابع: “بنما في طريقها الصحيح للتكفير عن خطئها، موقف يُسجل اليوم لصالح الدبلوماسية المغربية. في ظل السياقات الحالية، يمكن أن تكون هذه السنة المحطة الأخيرة للبوليساريو سواء من حيث الاعترافات أو مجلس الأمن. دينامية الملك كبيرة للغاية وبدأت تتقوى منذ الاعتراف الأمريكي والفرنسي”.
وشدد المتحدث على أن الدبلوماسية المغربية التي مرت من الدفاع إلى الهجوم، بدأت اليوم تجني الثمار.
وأكدت وزارة الخارجية البنمية، في بلاغ أمس الخميس، أنه “وفقا لمقتضيات القانون الدولي، قررت حكومة بنما، اعتبارا من اليوم (الخميس)، تعليق العلاقات الدبلوماسية” مع “الجمهورية الصحراوية” الوهمية.
وأضاف المصدر ذاته أن “جمهورية بنما، التي تعطي الأولوية للمصلحة الوطنية وتظل وفية للمبادئ الأساسية لسياستها الخارجية، تجدد تأكيد قناعتها بالأهداف والقيم التي توجه العمل متعدد الأطراف، وتجدد إرادتها مواصلة دعم جهود الأمين العام والمجتمع الدولي، في إطار الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم ومقبول لدى الأطراف” المعنية بقضية الصحراء.
من جهته، يرى عباس الوردي، أكاديمي جامعي محلل سياسي خبير في العلاقات الدولية، أن “هذا الموقف يأتي في ظل دينامية دولية تنتفض لدعم مغربية الصحراء، وأساسا مخطط الحكم الذاتي”.
وقال الوردي، في تصريح لهسبريس، إن العديد من الدول، من خلال سحبها الاعتراف بالجمهورية الوهمية ودعم سيادة المملكة، “تؤكد وصول الدعم الدولي للموقف المغربي إلى ذروته القياسية”.
وشدد كلا المتدخلين على أن “سنة 2025 ستكون حاسمة في ملف الصحراء، بالنظر إلى مواقف جميع الدول الإيجابية والداعمة لمغربية الصحراء، ونهاية شاملة لأطروحة الجزائر وجبهتها الانفصالية”.