كشف الإصدار الثامن من تقرير CPHI السنوي، الذي أصدره معرض CPHI الشرق الأوسط اليوم، عن تحولات جذرية من المتوقع أن يشهدها قطاع الصناعات الدوائية على خلفية الزيادة غير المسبوقة للاستثمارات الرأسمالية في القطاع، فضلاً عن الاعتماد القوي والمتسارع على المصادر الخارجية واستخدام التقنيات المتقدمة.
ويأتي معرض CPHI الشرق الأوسط تحت مظلة معرض CPHI الأكبر من نوعه في الصناعات الدوائية على مستوى العالم، ويُقام بدورته الأولى ليجمع جميع الجهات المعنية في القطاع بين 10 و12 ديسمبر المقبل في العاصمة السعودية الرياض، حيث تؤكد نتائج التقرير مكانة المملكة بوصفها قوة رائدة في قطاع الأدوية من خلال جهود الابتكار المتواصلة.
ويستند التقرير إلى آراء أكثر من 280 مسؤولاً تنفيذياً في القطاع، بمن فيهم ممثلين عن منطقة الشرق الأوسط، ويسلط الضوء على المساهمة المحتملة لرأس المال المغامر والأسهم الخاصة في قيادة نمو القطاع إلى مستويات غير مسبوقة، وذلك في ضوء التوقعات بأن الفترة بين عامي 2025 و2027 ستكون الأكثر ازدهاراً في تاريخ القطاع. كما أشار التقرير إلى أن فوائد منظومة الاستثمار المتنامية ستمتد إلى شركات التقنية الحيوية، والتي يفتقر العديد منها للبنية التحتية المناسبة من أجل التصنيع التجاري الواسع. وبالتالي، تصبح شركات التقنية الحيوية الناشئة قادرة على تسريع مواعيد التطوير بفضل زيادة التمويل المتاح لها والوصول إلى المصادر الخارجية، مما يمهد الطريق أمام المملكة لتصبح مركزاً متفوقاً في إنتاج الأدوية الحيوية.
وتوازياً مع تطور قطاع الرعاية الصحية في المملكة بصفته إحدى ركائز رؤية السعودية 2030، تتمتع المملكة بالإمكانات اللازمة للاستفادة من هذه التوجهات في القطاع لتحقيق مستهدفات النمو التي حددتها الرؤية الاستراتيجية، وذلك بدعمٍ من وزارة الصحة السعودية. وتركز المملكة حالياً على الاستثمار في تطوير البنية التحتية للرعاية الصحية وتوفير بيئات مناسبة للأعمال، مما يجعلها مركزاً مثالياً للشراكات في مجال الأدوية الحيوية والتصنيع الخارجي.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال منذر الحكيم، مدير معرض CPHI الشرق الأوسط: "يأتي تقرير CPHI السنوي في وقتٍ مثالي بالتزامن مع سعي المملكة لترسيخ ريادتها الابتكارية في مجال علوم الحياة والصناعات الدوائية. ونعتزم خلال معرض CPHI الشرق الأوسط استكشاف مستوى النمو المتوقع على صعيد الاستعانة بالمصادر الخارجية والابتكارات في علم الأحياء والعلاجات الخلوية، مما يعزز مكانة الفعالية بوصفها منصة ديناميكية لعقد الشراكات الضخمة في القطاع وقيادة التطورات الإقليمية في الصناعات الدوائية".
وأضاف الحكيم: "سيسهم انتعاش تمويل المشاريع وتحسّن الأسهم الخاصة بلا شكّ في تمكين شركات التقنية الحيوية، فضلاً عن جذب عمالقة الأدوية العالميين لإنشاء مراكز ابتكار محلية".
وأفاد التقرير بأن معظم شركات الأدوية الحيوية تعتمد بصورة متزايدة على شركات التصنيع التعاقدية للإنتاج، وهي نقلة نوعية يستفيد منها الموقع الاستراتيجي للمملكة والبنية التحتية الآخذة بالتوسع.
وسلط التقرير الضوء على توجه ملحوظ في اعتماد الذكاء الاصطناعي والأتمتة لتحسين الكفاءة. وبالإضافة إلى التطورات التقنية مثل تقنية الأعضاء على الرقاقة، تسهم الابتكارات في تسريع عمليات تطوير الأدوية وتبسيطها. كما من المتوقع أن يؤدي التحول نحو تنسيق عمليات البيانات إلى تسريع تطوير الأدوية على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وأردف الحكيم بقوله: "تواصل المملكة اليوم التزامها بتعزيز الصحة الرقمية وتنسيق البيانات، مما يتيح لها تسريع وتيرة التطوير واعتماد اللوائح التنظيمية، وتلبية المعايير العالمية للكفاءة والسرعة".
ويشكل معرض CPHI الشرق الأوسط، الذي تنظمه تحالف، ملتقى بالغ الأهمية لمناقشة التحولات في قطاعي صناعة الأدوية والتقنية الحيوية المذكورة في التقرير. كما تستكشف المؤتمرات المصاحبة للمعرض إمكانات العلوم الحيوية وتطور العلاجات المتقدمة، بالإضافة إلى بناء شراكات تجارية استراتيجية وإطلاق مبادرات حكومية، مما يثمر عن إرساء الأساس لمستقبل المملكة بصفتها مركزاً لابتكار التقنية الحيوية والصناعات الدوائية.
واختتم الحكيم قائلاً: "يوفر المعرض منصة لاستعراض جاهزية المملكة لدعم الشركات العالمية الرائدة في مجال صناعات الأدوية، كما يمثل ركيزة داعمة للشراكات المميزة والابتكارات التقنية في القطاع. ونعتزم سويةً قيادة مرحلة جديدة من الابتكار في مجال الصناعات الدوائية والرعاية الصحية".