ألغت محكمة النقض بطنجة أول حكم يجرم الاغتصاب الزوجي كان قد صدر عن محكمة الاستئناف بطنجة سنة 2019.
وقضت المحكمة بإعادة القضية إلى محكمة الاستئناف بطنجة، التي كانت قد حكمت على أحد الأزواج بالسَّجن عامين، ودفع غرامة مالية وتعويض الضحية.
وفي هذا الإطار قالت سميرة موحيا، رئيسة فيدرالية رابطة حقوق النساء، إن “الحكم الذي صدر تزامنا مع اليوم الوطني للمرأة المغربية يندى له الجبين”.
وأوضحت موحيا، في تصريح لهسبريس، أن الأمر يتعلق بحكم ألغى إدانة صريحة بتجريم الاغتصاب الزوجي، كان الأول من نوعه في المغرب.
وتابعت قائلة: “الحكم حينما صدر سنة 2019 صفقنا له، واعتبرناه يتماشى مع توجهات المملكة فيما يتعلق بتعزيز الحقوق الإنسانية للنساء، واستبشرنا خيرا بأنه أخيرا سيكون هناك تنزيل حقيقي وفعلي للفصل 19 من الدستور، الذي يدعو إلى تكريس المساواة بين الجنسين. لكن للأسف عاكست محكمة النقض توجهات المملكة فيما يتعلق بهذا الخيار الديموقراطي ومبادئ حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية”.
وأبرزت أن حكم محكمة النقض “ينتصر للفقه والرؤية النكوصية أو الدونية فيما يتعلق بالنساء وحتى بالمنظور الفقهي للأسرة، إذ يتم اعتبار النساء في مرتبة ثانية بعد الرجال”، مشيرة إلى أن “هذا الحكم يكرس التطبيق الظالم للقانون”.
وأردفت رئيسة فيدرالية رابطة حقوق النساء “اليوم، ونحن في إطار الأوراش المفتوحة من أجل التغيير الشامل والعميق لمدونة الأسرة وورش التغيير الجذري للمنظومة الجنائية، نجد مثل هذا الحكم الذي يشجع على الاغتصاب الزوجي وعلى علاقة جنسية بين الزوجين قائمة على الطاعة وعدم الرضا، فيما المفروض أن تكون هذه العلاقة قائمة على الاختيار، على المحبة وحرية الاختيار”.
وتعود حيثيات هذه القضية إلى شهر يونيو من سنة 2018 حين تم نقل زوجة على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى المحلي بالعرائش وهي تنزف دماً من فرجها. وصرحت الزوجة للضابطة القضائية بأنها كانت على خلاف دائم مع زوجها، وأخبرته بأنها ترغب بفسخ الارتباط بينهما، الذي يعود إلى حوالي سنة.
وبررت الزوجة المشتكية عزمها فسخ الارتباط بزوجها بأنها تحس بأنها شخص غير مرغوب به من طرف عائلتها.
وحكت أنه بتاريخ 29 يونيو 2018 جاء زوجها لزيارتها بمنزل والديها، ولما أخبرته بنيتها فك الارتباط ثارت ثائرته، مضيفة أنه شرع في الصراخ واقترب منها وهددها بكونه سيقتلها ويقتل نفسه إن فكت الارتباط به، وأنه عندما اقترب منها أسقطها أرضاً وقام بمواقعتها رُغماً عنها.