بعد مضي حوالي ثلاثة أشهر على فيضانات وسُيول شُتنبر التي خلّفت انهيار مئات المنازل بمناطق الجنوب الشرقي المغربي، جزئيا أو كليا، تمّ الشروع ببعض هذه المناطق مطلع هذا الأسبوع في صرف مبالغ المساعدات المالية المُباشرة المُقررة لفائدة المُتضررين من أجل تمكينهم من مباشرة ترميم أو إعادة بناء منازلهم؛ فيما تترقب مناطق أخرى بدء صرف هذه المساعدات هذا الأسبوع، وفق ما كشفت عنه سُلطات محلية للمتضررين بها.
وجرى خلال اليومين الماضيين بمنطقة زاكورة تحديداً صرف 80 ألف درهم لفائدة متضررين انهارت مساكنهم بشكل جزئي، فيما استفاد آخرون انهارت منازلهم بشكل كلي من مبلغ 140 ألف درهم، وفق ما كشفت عنه مصادر محلية لجريدة هسبريس الإلكترونية، مُؤكدةً أن “المتضررين المعنيين توصلوا بالمبلغ في حساباتهم البنكية دُفعةً واحدةً”.
فيما أكدت مصادر أخرى بإقليم طاطا، أكثر المناطق تضرراً من فيضانات وسيول شُتنبر، أن “الأسر المُتضررة تلقّت من السلطات المحلية خلال اجتماعاتٍ بها معلومات تُفيد ببدء صرف المساعدات المالية المُباشرة المقررة لفائدتها هذا الأسبوع على الأرجح”.
وقال عبد الرحمان العثماني، مُستشار جماعي بتاكونيت، إن “الكثير من المتضررين توصلوا خلال اليومين الماضيين في حساباتهم البنكية بمبالغ دعم إعادة تأهيل وبناء المنازل المنهارة كلياً أو جزئياً”، مُردفاً بأن “المعنيين توصلوا بالمبالغ المقررة لفائدتهم دفعة واحدةً، سواء من سيستفيدون من 80 ألف درهم أو من 14 ألف درهم”.
وأوضح العثماني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “عدد من توصلوا بالدعم منذ الإثنين الماضي وصل إلى 30 مُتضرراً، يقطنون أساساً بدوار بني صبيح الذي يعد أكثر الدواوير بالجماعة تضررا من فيضانات شُتنبر”، لافتاً إلى أن “عدد من تمّ إحصاؤهم ضمن المتضررين في هذا الدوار وصل إلى 100 رب أسرة، فيما يصل هذا العدد بالجماعة ككل إلى حوالي 200 متضرر، ما يعني أن من لم يستفيدوا من الدفعة التي صُرفت هذه الأيام سيستفيدون خلال الدُفعة أو الدُفعات المُقبلة”.
وأورد المتحدث ذاته أن “المبالغ التي تمّ صرفها تكفي المُتضررين من انهيار منازلهم كلياً لإعادة بنائها وإعمارها، وأولئك الذين لحقت منازلهم تشققات أو تصدعات جُزئية للقيام بترميمها”، مُوضحاً أن “تقديم الدعم دفعة واحدة سيجنب هؤلاء مُواجهة أي مشاكل مالية في اقتناء مواد البناء أو سداد أجور العمال أو المبلغ المتفّق عليه مع المقاول خلال عملية البناء، يُمكنها أن تُعطل إتمام الأخيرة”.
وكشف المُستشار الجماعي بتاكونيت أن “عملية حصر المُتضررين الحقيقيين من الفيضانات من قبل اللجان والسلطات المحلية كانت مُستمرة إلى حدود نهاية الأسبوع الماضي، إلا أنها توقفت على الأرجح خلال اليومين الماضيين اللذين تمّ خلالهما صرف مبالغ الدعم للمتضررين”، مُتوقعاً أن “استئناف هذه العملية من عدمه سيحدده في الغالب تقييم السلطات المعنية للوضع وتشاورها مع الجهات المُتدخلة في تدبير هذا الموضوع”.
وناشد المُصرح عينه بالمناسبة “اللجان المحلية المكلفة بالإحصاء إعادة زيارة العديد من المتضررين من انهيار منازلهم أو تصدعها، الذين لم يتم إحصاؤهم للاستفادة من الدعم، من أجل إنصافهم وتمكينهم من العودة إلى منازلهم في أقرب الآجال الممكنة”.
وبالنسبة لإقليم طاطا، أكثر المناطق تضرراً من فيضانات وسيول شُتنبر، كشف مولاي علي اجبيرة، فاعل جمعوي ومدني بالإقليم، أن “السلطات المحلية بقيادة أديس تحديداً اجتمعت بالعشرات من المتضررين القاطنين بدواوير القيادة خلال الأسبوع الماضي، وأكدت لهم أنه سيتم الشروع في صرف مبالغ دعم إعادة الإعمار المقررة لفائدتهم بدءاً من الأسبوع الجاري، وتحديداً بدايته”.
وقال اجبيرة، الذي يعد أحد المواكبين لملف المتضررين بإقليم طاطا، في تصريح لهسبريس: “لا أحد من المتضررين الذين انهارت منازلهم جزئياً أو كليا جراء الفيضانات الأخيرة تلقى مساعدة إعادة الإعمار، إلا أن كُثراً منهم أكدوا أن القيادة أبلغتهم بكون الأسبوع الحالي سيشهد بدء تسليمهم هذا الدعم من أجل تمكينهم من ترميم أو إعادة بناء منازلهم في أقرب وقت ممكن”.
وكشف الفاعل المدني والجمعوي عينه أنه “لم يتم التوضيح للمتضررين بخصوص ما إذا كانوا سيتوصلون بمبالغ الدعم دُفعة واحدة أو على دُفعات، مثلما تمّت عملية دعم الأسر المتضررة من زلزال الحوز”، مُشيراً إلى كون بداية صرف هذا الدعم للمتضررين في زاكورة “نُقطة إيجابية ومبشرة بالنسبة للمعنيين به في الدواوير المتضررة بإقليم طاطا”.
وقال إبراهيم المودن، مُتضرر من دوار تيكسلت بإقليم طاطا، إنه لم يتوصل بعد، هو الخمسة الآخرون الذين تمّ إحصاؤهم ضمن المتضررين بالدوار، بدعم إعادة الإعمار، موردا: “إلى حد الآن لا يوجد أي شيء بخصوص صرف هذا الدعم لي وللمتضررين بالدوار”.
وكشف المودن لجريدة هسبريس الإلكترونية أن “السلطات تمكنت من تحديد البقع التي سوف تُمنح مجاناً للمتضررين من أجل إعادة بناء منازلهم، خاصةً أن هذه الأراضي سلالية”، لافتاً إلى أن “المهندسين والتقنيين قاموا بزيارة مكان هذه البقع وأجروا الفحوصات التقنية اللازمة من أجل معرفة صلاحيتها لإعادة البناء”.
وأبرز المُصرح عينه أنه “إلى حد الساعة لم يتم منح أي متضرر رقم البقعة الخاصة به، لأن الدراسات التقنية مازالت قائمة، ومازال العمل جارياً على إعداد تصاميم البناء المتلائمة مع طبيعة هذه البقع، ومع مبلغ الدعم الذي سيصرف لفائدة المُتضررين”.
جدير بالذكر أنه في إطار برنامج إعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات في الجنوب الشرقي للمملكة، وفي ما يخص محور تأهيل المساكن المتضررة، ستقدم الحكومة مساعدة مالية مباشرة لإعادة تأهيل 1.121 منزلا، 269 منها انهارت بشكل كلي و852 انهارت بشكل جزئي.
وستبلغ قيمة المساعدات 80 ألف درهم بالنسبة للمساكن التي تضررت جُزئياً ، و140 ألف درهم للمساكن التي انهارت بشكل كلي، وفقاً لبلاغ رئاسة الحكومة الصادر في 2 أكتوبر الماضي، عقب الاجتماع الأول للجنة البين وزارية المكلفة بتنزيل البرنامج.