غيّرت شحنات غاز مسال مسارها بعيدًا عن مصر، متوجهة إلى أوروبا، في ظل تأخير عمليات التسليم، وفق تحديثات قطاع الغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وابتعدت 4 ناقلات غاز مسال عن مصر، إذ تسبّبت مشكلات تشغيلية في محطة العين السخنة التي تبلغ طاقتها 6 ملايين طن سنويًا في تأخير جدول التسليم الضيّق.
ومن جانبها، أرسلت منصة الطاقة المتخصصة طلبًا إلى المتحدث باسم وزارة البترول للتعليق، لكنها لم تتلق ردًا حتى وقت نشر هذا التقرير.
مشكلات إعادة التغويز في مصر
يعاني أحد خطوط إعادة التغويز بمحطة العين السخنة من صعوبات تشغيلية، ما أدى إلى خفض قدرة إعادة التغويز بالمحطة إلى النصف تقريبًا.
ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، استوردت البلاد آخر شحنة غاز مسال في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بعد 9 أيام من التسليم السابق.
وتتمتع وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة هوج غاليون (Hoegh Galleon) في المحطة، بمعدل إعادة تغويز يبلغ 750 مليون قدم مكعّبة يوميًا (7.7 مليار متر مكعب سنويًا) عند الذروة، أي ما يعادل نحو 15 ألفًا و500 طن يوميًا، ما يعني أنها يمكن أن تعيد تغويز حمولة بحجم قياسي تبلغ 72 ألف طن في 4-5 أيام عند التشغيل بكامل طاقتها، حسب بيانات منصة أرغوس ميديا.
بينما تشير بيانات السفينة نفسها من موقعها الإلكتروني إلى أن طاقتها تبلغ 384 مليون قدم مكعّبة يوميًا، أي نصف الرقم المذكور من أرغوس ميديا، ولذلك تلجأ مصر إلى إرسال معظم الشحنات إلى سفينة إعادة التغويز في ميناء العقبة الأردني، بالتنسيق مع وزارة الطاقة في عمان.
ومن بين ناقلات الغاز المسال الـ4 التي ابتعدت عن مصر، هناك الناقلة بريتيش ليسينر (British Listener) بقدرة 173 ألف متر مكعب، التي حوّلت مسارها عند البحر المتوسط في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، غيّرت الناقلتان "إل إن جي هارموني" (LNG Harmony)، وأكسيوس 2 (Axios II)، بقدرة 174 ألف متر مكعب لكل منهما، عند وسط حوض الأطلسي.
وفي 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حوّلت الناقلة باسيفيك ساكسيس (Pacific Success) بقدرة 174 ألف متر مكعب، طريقها عند جنوب السويس، وفق ما جاء في تقرير نشرته منصة "أرغوس ميديا" (Argus)، نقلًا عن بيانات "فورتيكسا" (Vortexa).
تغيير مسار ناقلات الغاز المسال
في الإجمالي، من المرجح أن 11 سفينة على الأقل من ناقلات الغاز المسال حوّلت مسارها من آسيا ومصر إلى أوروبا خلال الأسبوع الماضي.
ومن بين 11 شحنة، تحوّلت 7 شحنات غاز مسال بعيدًا عن الإبحار إلى آسيا حول رأس الرجاء الصالح باتجاه أوروبا، وتحوّلت 4 شحنات غاز مسال من مصر، وفقًا لبيانات تتبع السفن من فورتيكسا.
وهذا لا يشمل سفينة ميرينا (Myrina) التي كانت خاملة في منتصف المحيط الأطلسي في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
بافتراض أن جميع الناقلات تحمل شحنات كاملة، فإن هذا يبلغ إجماليه نحو 860 ألف طن، أو 13.2 تيراواط/ساعة من الغاز المسال، وفق الأرقام التي نقلتها منصة "أرغوس ميديا".
وفق البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، غيّرت الناقلة بي دبليو ليسميس (BW Lesmes)، التي تحمل حمولة من نيجيريا، وكان من المقرر في البداية أن تتجه إلى الصين، اتجاهها نحو جزيرة آيل أوف غرين البريطانية في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، غيّرت ناقلة غازلوغ ويندسور (Gaslog Windsor)، التي تحمل شحنة محملة بالغاز المسال الأميركي من محطة سابين باس، مسارها نحو محطة آيل أوف غرين البريطانية بدلًا من طريقها الأصلي إلى الصين.
وشهد اليوم ذاته تغيير مسار ناقلة الغاز دايموند غاز كريستال (Diamond Gas Crystal)، التي كانت متجهة في الأصل إلى كوريا الجنوبية، مسارها لتتوجه إلى محطة غيت الهولندية (Gate: Gas Access to Europe أو وصول الغاز إلى أوروبا).
كما غيّرت ناقلة فليكس فيجيلانت (Flex Vigilant) مسارها من الصين، لتتوجه الآن إلى أوروبا، في انتظار الطلبات.
وحوّلت ناقلة الغاز المسال فيفرت سيتي (Vivert City)، التي حملت شحنة من غينيا الاستوائية وكانت متجهة إلى بنغلاديش، مسارها في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وتتجه الآن نحو محطة ساوث هوك البريطانية.
وفي سياقٍ متصل، ابتعدت الناقلة "إل إن جي شيبس إمبرس" (LNG Ships Empress) عن مسارها في البحر الكاريبي، لتحول وجهتها إلى أوروبا في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
كما غيّرت الناقلة "أريستوس 1" (Aristos I) مسارها عند مدغشقر، في اليوم نفسه؛ إذ مرت بالفعل برأس الرجاء الصالح، قبل أن تعود باتجاه حوض الأطلسي.
أسباب تحويل شحنات الغاز المسال
جاءت عمليات تحويل شحنات الغاز المسال من آسيا إلى أوروبا، مدفوعة بارتفاع أسعار التسليم في شمال غرب أوروبا مقارنةً بأسعار شمال شرق آسيا المقابلة الأسبوع الماضي.
وفي وقت سابق، كانت الشركات التي لديها فائض في القدرة على الشحن، والتي عدّتها تكلفة غارقة بسبب قوائم السفن المفتوحة الطويلة، ما تزال على استعداد لإرسال شحنات حوض الأطلسي إلى آسيا، إذ كانت التكلفة البديلة لوقت الرحلة الأطول محدودة بفقدان البضائع من خلال ارتفاع معدل الغليان في أثناء الرحلة.
(غليان الغاز المسال هو تبخّر جزء من الغاز المسال إلى مرحلة الغاز في أثناء التفريغ والتخزين)
لكن الفارق بين أوروبا وآسيا تقلص، بل وانقلب في أواخر الأسبوع الماضي، إذ أصبحت الفجوة بين السوقين أقل من الفرق في سعر غليان الغاز المسال بين عمليات التسليم الأميركية إلى أوروبا وآسيا، ما حفّز عمليات التحويل إلى أوروبا.
وأغلق سعر التسليم لشهر يناير/كانون الثاني 2025 على مؤشر أرغوس لشمال شرق آسيا (ANEA) عند علاوة 49 سنتًا/مليون وحدة حرارية بريطانية عن سعر ديسمبر/كانون الأول 2024 في شمال غرب أوروبا في 7 نوفمبر/تشرين الثاني.
وهو ما يكفي لتحفيز عمليات التسليم إلى شمال شرق آسيا بدلًا من أوروبا، بالنسبة إلى الشركات التي لديها قدرة شحن غارقة، إذ كان الفارق أوسع من خسائر الغليان.
لكن سعر يناير/كانون الثاني 2025 على مؤشر أرغوس لشمال شرق آسيا في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انخفض إلى حسم لتحفيز أسعار شمال غرب أوروبا، ما شجّع بالفعل على عمليات التحويل إلى أوروبا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- تغيير مسار شحنات غاز مسال من مصر وآسيا إلى أوروبا من منصة "أرغوس ميديا".
- تغيير مسار شحنات غاز مسال إلى أوروبا من وكالة رويترز.