في تطور جديد يعكس الرؤية الإسرائيلية لمستقبل قطاع غزة الذي دمر بشكل كامل وقتل فيه نحو ٤٤ ألف شهيد، فضلا عن آلاف المصابين على وقع حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ نحو عام، ردا على هجوم المقاومة غير المسبوق على الاحتلال في 7 أكتوبر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن حركة "حماس" لن تحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وإن إسرائيل "دمرت القوة العسكرية للحركة".
وأضاف نتنياهو خلال زيارة إلى غزة، أن الجيش الإسرائيلي "حقق نتائج ممتازة من أجل الوصول لهدفنا المهم وهو ألا تحكم (حماس) في غزة. نحن ندمر قدراتها العسكرية بطريقة مثيرة للإعجاب"، على حد قوله.
وأشار نتنياهو خلال الجولة التي قام بها برفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي ورئيس "الشاباك" رونين بار، إلى أن إسرائيل لم تتخل عن مسعى العثور على باقي المحتجزين في القطاع.
وتابع: "كل من يجرؤ على إيذاء محتجزينا سوف نتعقبكم ونقبض عليكم"، مكررًا عرضه بتقديم 5 ملايين دولار لأي شخص في غزة يسلم محتجزًا لإسرائيل.
وكانت صحيفة "هآرتس" قالت إن الجيش الإسرائيلي يعتزم البقاء في قطاع غزة حتى نهاية العام 2025 على الأقل، مستندة في ذلك إلى تصريحات ضباط يخدمون في القطاع المحاصر، وصور تظهر أعمال توسعة الطرق وبناء نقاط استيطانية ضخمة وبنية تحتية لاستقرار طويل الأجل.
وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته، الأربعاء الماضي، إلى أن "العمل يتقدم بأقصى سرعة، فما كان قبل بضعة أشهر مجرد سد ترابي به أنقاض المباني المدمرة، أصبح الآن موقع بناء نشط للغاية، حيث تم بناء طرق واسعة، ويتم تركيب هوائيات الهواتف الخلوية، وشبكات المياه والصرف الصحي".
واعتبرت أن "الهدف واضح، سواء تم الحديث عنه علنًا أم لا، وهو بناء البنية التحتية للبقاء العسكري المطول في الميدان".
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر دفاعية رفيعة المستوى، قولها إن ما يتم عرضه على الإسرائيليين ليس بالضرورة ما يحدث بالفعل، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي مطالب حاليًا بإخلاء القرى والمدن من سكانها.
وقالت الصحيفة إنه لم يتبق سوى نحو 20 ألف شخص في منطقة كانت موطنًا لأكثر من 500 ألف من سكان غزة قبل الحرب.