أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اختياره للمستثمر البارز هوارد لوتنيك، الرئيس التنفيذي لشركة كانتور فيتزجيرالد، ليشغل منصب وزير التجارة في إدارته الجديدة. يأتي هذا الترشيح ضمن جهود الإدارة لتعزيز أجندتها الاقتصادية المتعلقة بالتعريفات الجمركية والتجارة.
هوارد لوتنيك.. قصة نجاح من لونغ آيلاند إلى وول ستريت
ينتمي لوتنيك إلى مدينة لونغ آيلاند في ولاية نيويورك، حيث شق طريقه نحو النجاح بعد التحديات التي واجهها في شبابه. التحق بكلية هافرفورد بمنحة دراسية، وفقد والديه في سن مبكرة، حيث توفيت والدته بسبب مرض السرطان، ووالده نتيجة خطأ طبي.
في عام 1983، انضم إلى شركة كانتور فيتزجيرالد مباشرة بعد تخرجه، وترقى خلال عقد إلى منصب الرئيس والمدير التنفيذي للشركة، التي تُعرف اليوم بمشاريعها في العملات المشفرة والعقارات.
لحظة فاصلة في حياة لوتنيك
كانت هجمات 11 سبتمبر 2001 لحظة محورية في حياة لوتنيك. فقدت شركته أكثر من 600 موظف، بينهم شقيقه، خلال تلك الهجمات. وبرغم الفاجعة، قاد لوتنيك شركته نحو التعافي، ليصبح رمزًا للصمود في مجتمع الأعمال.
قال لوتنيك، في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن ذلك اليوم شكل "خطًا فاصلاً في حياته"، حيث قسمها إلى مرحلتين: "قبل 9/11 وبعد".
لوتنيك وأجندة التجارة في إدارة ترامب
تم اختيار لوتنيك لدوره المتوقع في قيادة أجندة التجارة والتعريفات الجمركية، التي تُعد إحدى أولويات إدارة ترامب.
وصف ترامب لوتنيك بأنه "قوة ديناميكية في وول ستريت لأكثر من 30 عامًا"، مشيدًا بدوره في الفترة الانتقالية للبحث عن الكفاءات المناسبة لمساعدة الإدارة الجديدة.
يتولى لوتنيك مسؤولية مباشرة عن ملفات مهمة مثل مكتب الممثل التجاري الأمريكي، الذي لا يُعد رسميًا جزءًا من وزارة التجارة، ولكنه يلعب دورًا محوريًا في النزاعات التجارية العالمية، خاصة مع الصين.
وزارة التجارة ودورها المحوري
تُعد وزارة التجارة أصغر حجمًا مقارنة بوزارة الخزانة، لكنها تلعب دورًا رئيسيًا في قضايا تتقاطع فيها مصالح الأعمال والأمن القومي، مثل فرض القيود على صادرات التكنولوجيا إلى الصين، وحماية الصناعات المحلية من المنافسة الأجنبية.
وتشارك الوزارة أيضًا في جهود تعزيز التصنيع المحلي، وتنظيم براءات الاختراع، ونشر البيانات الاقتصادية، بالإضافة إلى إدارة التعداد السكاني.
شخصية مثيرة للجدل في المشهد الاقتصادي
يعرف لوتنيك بأسلوبه الصاخب ولهجته النيويوركية الواضحة. خلال الحملة الانتخابية، كان لوتنيك أحد المدافعين عن التعريفات الجمركية الواسعة التي اقترحها ترامب، ما جعله على خلاف مع بعض الشخصيات في وول ستريت.
ووصف نفسه بأنه "رأسمالي قوي"، داعمًا سياسات ترامب التي وصفها بأنها نموذج للنمو التنافسي.
