تتوالى التحذيرات الروسية إزاء سماح الإدارة الأميركية لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، وسط تصاعد التوترات بين موسكو وواشنطن. وحذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي، ليونيد سلوتسكي، اليوم الاثنين، من أن استهداف العمق الروسي بالصواريخ الأميركية سيؤدي إلى تصعيد خطير قد يترتب عليه عواقب وخيمة. وفي تصريح لوكالة تاس، أكد سلوتسكي أن روسيا سترد "بأقوى طريقة ممكنة" إذا تم تأكيد هذه الأنباء، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية الحالية لا تكتفي بعرقلة جهود الرئيس المنتخب دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بل تثير احتمالات مواجهة عالمية.
صب الزيت على النار
من جهته، وصف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الخطوة الأميركية بأنها "صب الزيت على النار"، مشيراً إلى أن تمكين كييف من استخدام هذه الأسلحة سيخلق واقعاً جديداً يزيد من انخراط واشنطن المباشر في الصراع. وأضاف أن الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها تسعى عمداً لتأجيج التوترات في وقت حساس.
بوتين يحذر من دور الناتو
في تصريحات سابقة، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن كييف لا تستطيع استخدام الأسلحة الغربية لضرب عمق روسيا دون مساعدة مباشرة من حلف الناتو، بما في ذلك توفير بيانات استخباراتية عبر الأقمار الصناعية. وأكد أن حدوث ذلك يعني مشاركة مباشرة من دول الحلف، ما سيغير طبيعة الصراع بشكل جذري.
كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أقر بالسماح باستخدام صواريخ بعيدة المدى من طراز ATACMS جاء بعد خطوات تصعيدية أخرى، منها إرسال حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة تفوق 7 مليارات دولار، وتسهيل عمل مقاولي الدفاع الأميركيين في أوكرانيا لإصلاح الأسلحة الغربية وتدريب القوات الأوكرانية على تشغيلها.
تداعيات استراتيجية
مع سعي إدارة بايدن لتعزيز الدعم العسكري لكييف قبيل مغادرة البيت الأبيض، تتزايد المخاوف من أن تحد الإدارة المقبلة برئاسة ترامب من شحنات الأسلحة، مما يضع الحرب الأوكرانية في مسار معقد قد يحمل مخاطر جديدة على الاستقرار الدولي.
الصراع الأوكراني، الذي يشهد تصعيداً متواصلاً، يبدو أنه يسير نحو مرحلة أشد خطورة، مع تحذيرات روسية واضحة وقرارات أميركية تثير الجدل بشأن مدى تأثيرها على مسار الحرب والمواجهة الدولية.