تحل غدًا 19 نوفمبر 2024، الذكرى السادسة على رحيل كروان الصعيد الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي، والذي تحل ذكراه ويكثر معها البحث عن محطات في حياة كروان الصعيد.
محطات في حياة كروان الصعيد
ولد الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي عام 1954 في قرية كلح الجبل بمحافظة أسوان، وبدأ رحلته في حفظ القرآن فى سن الرابعة على يد والدته.
أتم الراحل حفظ أجزاء كبيرة من القرآن على يد الشيخ محمد أبو العلا والشيخ كمال، وحصل على دبلوم المدارس التجارية عام 1972 قبل أن يحصل على معهد القراءات.
انضم الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي للإذاعة عام 1992 وقرأ للمرة الأولى عبر الأثير عام 1995 من مسجد السيدة زينب، وصدر له أول شريط كاسيت عام 1983 وحقق نجاحا وانتشارا كبيرا وكانت تسجيلاته الأكثر مبيعًا في الصعيد.
سافر الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي خارج مصر للمرة الأولى لدولة هولندا وتبعتها زيارات لعشرات الدول، وله من الأبناء 5 أبناء “3 ذكور وابنتين”، وتوفي في 19 نوفمبر عام 2018 عن عمر ناهز 64 عامًا، عقب عودته من إحياء ليلة بمسقط رأسه في أسوان وعقب أدائه صلاة الفجر.
ابن قرية الصعايدة
يقول الشيخ منتصر الأكرت كبير مبتهلي الإذاعة المصرية، إنه كانت تربطه بالشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي علاقة وطيدة قائمة على الود والحب والاحترام المتبادل رحمه الله، ابن قرية الصعايدة مركز إدفو، محافظة أسوان.
يتابع: القارئ الذي اعتمد إذاعيًا وهو مشهورًا شهرة كبيرة جدا، فلم يكن لاعتماده إذاعيًا سببًا في شيوع وذيوع شهرته، فلم تضف له الإذاعة إلا كلمة القارئ الإذاعي، حيث كانت أشرطة الكاسيت تجوب بصوته في كل مكان.
يكمل الأكرت: زاملته كثيرًا في هواء الفجر والأمسيات الدينية المسجلة، وهو القارئ الوحيد الذي رأيته باكيًا حينما كان يسمع مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكان لا يغادر مكان الأمسية احترامًا لزميله المبتهل، فهناك قراء يقرأ تلاوته ويسجلها ويستأذن المبتهل ويقول إن لديه مشاغل أو مسافر وجميعها حجج، لكن الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي ما رأيته يومًا غادر المكان إلا بعد انتهاء الأمسية كاملة.
ولا يتحدث الا لو تحدثت معه.. ولا يشغل باله بالمشجعين كان يشغل باله ويتمعن فيما يتلو من آيات وفقط، كان رحمه الله تعالى قارئًا مجيدًا حافظًا متقنًا يحفظ القرآن حفظًا بارعًا، وكان لا يكرر الأربع أو التلاوات في الحفلات الخاصة، كان يقرأ بالروايات العشر الكبرى، ما يعني أنه كان قارئًا من الطراز الفريد.
وهو من بيت قرآني البيت كاملًا يحفظ القرآن، كانت والدته رحمها الله تعالى تحفظ القرآن، وأخيه الأكبر رحمه الله تعالى الأستاذ عبدالفتاح كان من أهل القرآن، وأخيه القارئ المعروف الشيخ عبدالله بارك الله في عمره، وابنه الدكتور أحمد الآن يغرد في سماء التلاوات على نهج والده.
مدرسته
كان الشيخ محمود رحمه الله يمتاز بصفتين مهمين جدًا للقارئ التواضع والأدب مع الآخر، ولما كنت أبدأ في الابتهالات ومديح سيدنا النبي، أجده يبكى بكاء شديدًا حبًا في الحبيب المصطفى صلى الله على حضرته وسلم.
والشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي من الأشراف، فهو شريف النسب حقيقة مؤكدة ومعروفة للجميع، وكانت أخلاقه أخلاق الأشراف، لا يتعالى على زملائه، ولا يمكن لأحد أن يقول إن الشيخ أبو الوفا أساء أدبه على أحد، ولا يعرف النميمة ولا يغتاب أحدًا، كانت أخلاقه قرآنية رحمه الله، وأخر لقاء جمعه بالأكرت كان في فجر تليفزيوني بمسجد السيد البدوي بعدها ذهب للعمرة وأراد الله سبحانه وتعالى له حسن الخاتمة.
تابع أحدث الأخبار عبر