مواجهة مفصلية أخرى يدخلها منتخب قطر عندما يحل ضيفا على نظيره الإماراتي على استاد آل نهيان في أبوظبي، يوم الثلاثاء 19 نوفمبر الجاري، لحساب الجولة السادسة من منافسات المجموعة الأولى للدور الثالث من تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
الاشتراطات التي فرضتها وضعية منتخب قطر في المجموعة، باحتلاله المركز الرابع برصيد 7 نقاط وبفارق الأهداف عن الإمارات، لم تتغير بعد الفوز على المنتخب الأوزبكي الذي ظل ثانيا برصيد 10 نقاط، في وقت ابتعد فيه المنتخب الإيراني في الصدارة برصيد 13 نقطة بعد فوزه على كوريا الشمالية.
الانتصار على المنتخب الإماراتي سيبقى مطلبا، كما كان الفوز على أوزبكستان في الجولة الماضية لتأكيد الصحوة أولا، ثم التمسك بالإبقاء على حظوظ المنافسة، على اعتبار أن التعثر سيسمح للمنتخب الأوزبكي في الابتعاد في المركز الثاني من خلال فوز متوقع على كوريا الشمالية في الجولة السادسة ذاتها بالوصول إلى النقطة 13، فيما ستكون كفة المنتخب الإيراني أرجح للفوز على قيرغيزستان والوصول إلى النقطة 16.
المعطيات السابقة تعني أن صاحبي المركزين المؤهلين مباشرة إلى المونديال سيوسعان الفارق قبل أربع جولات من نهاية السباق، لكن الحالة الوحيدة التي سيكون فيها تجنب الخسارة أمرًا إيجابيًا، هو تعثر المنتخب الأوزبكي أمام كوريا الشمالية في لاوس.
فيما عدا ذلك فإن نقطة التعادل قد لا تخدم المنتخب القطري، لكن الرهان سيكون على مكتسبات نصف مواجهة المنتخب الأوزبكي (بالأداء الراقي في الشوط الأول) من أجل رد دين المنتخب الإماراتي بخسارة مباراة الذهاب هنا في الدوحة!
الطريقة المثلى لمنتخب قطر في مباراة الإمارات
لا شك أن الانتصار على المنتخب الأوزبكي (بالمجمل) أكسب منتخب قطر الكثير من الدوافع المعنوية والحوافز، من أجل النسج على المنوال ذاته بما يتعلق بالنتيجة في المقام الأول، فبعض المباريات في المراحل الصعبة، تُكسَب ولا تُلعب، خصوصا في ظل الحاجة الماسة إلى النقاط للحفاظ على حظوظ التأهل المباشر بالقدر نفسه الذي هي عليه حاليًا.
المتغيرات التكتيكية التي شهدها الشوط الأول من مباراة أوزبكستان، يؤكد بأن تفاصيل تلك الطريقة تعد مثالية بالنسبة للعنابي، من خلال تنفيذ التحولات السريعة واستثمار القدرات الفردية والمهارية لعدد من نجوم قطر على غرار أكرم عفيف والمعز علي وكذلك أحمد الجانحي الذي قدم مستوى راقيا في المباراة وكان عنصرا فاعلا، وبعد خروجه غابت المساندة الهجومية التي كان يوفرها، دون تعويضه ببديل يؤدي الدور ذاته.
وبدا واضحا أن الطريقة التي لعب بها منتخب قطر في المباريات الأربعة التي سبقت مواجهة أوزبكستان لم تكن مجدية، خصوصا في جزئية الاستحواذ الذي لم يساعد العنابي على إظهار النجاعة والفعالية الهجومية، في حين أن الاعتماد على التحولات أمام أوزبكستان، ساعد في خلق عدد فرص أكثر من أي مباراة أخرى.
والأمر يبقى مشروطا أيضا بقدرة الجهاز الفني بقيادة الإسباني ماركيز لوبيز على قراءة المتغيرات التي تحدث في الشوط الثاني، وإجراء تغيرات فاعلة تساعد منتخب قطر على مواصلة نهجه الناجح، ذلك أن التدخلات في الشوط الثاني خلال مباراتي إيران وأوزبكستان، عادت بالسلب على المنتخب بتراجع في الأداء والمستوى.
الأبيض الإماراتي.. تباين بين اللعب في أرضه وخارجها
من الواضح أن المنتخب الإماراتي يلعب على أرضه بطريقة تبدو مختلفة عن تلك التي يلعب بها خارجها، فأمام العنابي في الدوحة خلال مباراة الذهاب بمستهل المشوار، تراجع الأبيض للمواقع الخلفية بزيادة عددية، وترك الاستحواذ مكتفيا بنسبة 31% فقط مقابل 69% للعنابي، لكنه كان أكثر نجاعة بعدما اعتمد على التحولات التي منحته ثلاثة أهداف في النصف الثاني من الشوط الثاني ليقلب المباراة.
وأمام المنتخب الأوزبكي في طشقند، ترك المنتخب الإماراتي الاستحواذ أيضا واكتفى بنسبة 40% لكنه خلق نفس عدد الفرص الحقيقية التي خلقها أصحاب الأرض ولم يوفق في التسجيل، وخسر المباراة بهدف وحيد بفعل النقص في صفوفه منذ الدقيقة 65.
بالمقابل كان المنتخب الإماراتي أكثر جرأة على أرضه في مواجهة المنتخب الإيراني، حيث استحوذ أكثر بنسبة وصلت إلى 60% مقابل 40% للمنتخب الإيراني، لكنه خسر المباراة بصعوبة بعدما خلق عدة فرص لم يستثمرها، وتكرر الأمر أمام قيرغيزستان عندما وصلت نسبة الاستحواذ إلى 53% مع فعالية أكبر وقدرة أكثر على ترجمة الفرص ليحقق فوزا صريحا بثلاثية نظيفة.
المقصود أن الطريقة المثلى للتعامل مع المنتخب الإماراتي من قبل لوبيز ولاعبيه، هي ترك الاستحواذ للمنافس وجعله يخرج من ملعبه، مقابل الاعتماد على الهجمات العكسية السريعة، بالفكرة الصائبة نفسها في الشوط الأول أمام أوزبكستان، خصوصا في جزئية وجود أكرم عفيف كصانع للألعاب وقيادة التحولات لضمان تنشيطها دون أخطاء في التمرير، وإن كان الأمر يحتاج إلى صلابة في منطقة العمليات بوجود أحمد فتحي أمام الخط الخلفي، مع إمكانية التحول إلى المدافعين الخمسة لإحكام إغلاق المنطقة، مع سرعة الانطلاق عند استخلاص الكرة لإحداث المفاجأة، بمنح الدور المزدوج لإبراهيم الحسن، واختيار عنصر ثالث مع أكرم والمعز يملك القدرة على توفير الزيادة العددية في منطقة العمليات دفاعا، ويجيد استغلال الرواق الأيمن هجوما كما فعل أحمد الجانحي.