أخبار عاجلة
700 طفل فلسطيني يحاكمون في محاكم عسكرية إسرائيلية -

مقارنة بين الذاكرة البشرية وذاكرة الذكاء الاصطناعي.. هل تتذكر النماذج اللغوية مثل البشر؟

مقارنة بين الذاكرة البشرية وذاكرة الذكاء الاصطناعي.. هل تتذكر النماذج اللغوية مثل البشر؟
مقارنة بين الذاكرة البشرية وذاكرة الذكاء الاصطناعي.. هل تتذكر النماذج اللغوية مثل البشر؟

تتطور قدرات الذكاء الاصطناعي باستمرار، وتزداد النماذج اللغوية الكبيرة مثل GPT-4 تقدمًا في محاكاة التفاعل البشري وفهم اللغة. ولكن إلى أي مدى أصبحت هذه النماذج قريبة من الذاكرة البشرية، وهل تتذكر المعلومات مثلما يفعل البشر؟

في هذا المقال، سنوضح أساسيات عمل الذاكرة البشرية وكيف تخزن المعلومات مقارنة بالطريقة التي تخزن بها النماذج اللغوية المعلومات لاكتشاف مدى التشابه والاختلاف بينهما.

الذاكرة البشرية: أنواعها وآلية عملها

تنقسم الذاكرة البشرية إلى ثلاثة أنواع رئيسية، هي:

1- الذاكرة الحسية: 

تلتقط المؤشرات الحسية العابرة، وهي سريعة التلاشي وتستجيب للمؤثرات المحيطة بالشخص لمدة قصيرة مثل: رؤية لمحة من شيء ما أو سماع صوت عابر.

2- الذاكرة القصيرة المدى: 

تساعد الذاكرة القصيرة المدى في الاحتفاظ بالمعلومات لمدة قصيرة، مثل: تذكر رقم معين لبضع دقائق حتى يكتبه الشخص في مكان ما، وتُستخدم هذه الذاكرة للتعامل مع المعلومات الفورية التي يحتاج إليها الشخص للحظات مؤقتة.

3- الذاكرة الطويلة المدى: 

هي المخزن الرئيسي للتجارب البشرية، وفيها يحتفظ الإنسان بالذكريات والمعرفة الشخصية لسنوات عديدة، بل أحيانًا لمدى الحياة. تتألف هذه الذاكرة من ذاكرة تصريحية (declarative memory) تحفظ المعلومات والأحداث، وذاكرة إجرائية (procedural memory) لحفظ المهارات والعادات. وتتحقق عملية نقل الذكريات من الذاكرة القصيرة المدى إلى الطويلة المدى من خلال عملية تُسمى: توطيد الذاكرة (Memory consolidation)، يحدث خلالها عملية تقوية للذكريات المهمة وتثبيتها.

تمتاز الذاكرة البشرية بأنها ديناميكية؛ إذ يمكن أن تتغير وتتأثر بالتجارب الجديدة والعواطف. كما أن عملية استرجاع الذكريات يمكن أن تتأثر بعوامل متعددة مثل: التجارب العاطفية؛ مما يؤدي إلى ظاهرة “إعادة بناء الذكريات” بدلًا من تذكرها كما حدثت تمامًا.

طريقة عمل النماذج اللغوية الكبيرة في معالجة المعلومات وتخزينها:

تعتمد النماذج اللغوية الكبيرة على طرق مختلفة تمامًا عن الذاكرة البشرية لتخزين المعلومات؛ إذ يُدرب النموذج اللغوي مثل GPT-4 على مجموعة كبيرة جدًا من البيانات من كتب، ومقالات، وأنواع أخرى من النصوص المكتوبة. ومن خلال عملية التدريب، يتعلم النموذج الأنماط في اللغة، ويصبح قادرًا على تحديد العلاقات بين الكلمات والعبارات.

يحتفظ النموذج اللغوي بهذه الأنماط ضمن معلماته (parameters)، وهي مجموعة من القيم الرقمية التي يعتمد عليها النموذج لتقديم استجاباته. وهذا يعني أن الذاكرة لدى النماذج اللغوية ليست كذاكرة الإنسان، بل تمثل نوعًا من الذاكرة النمطية المحفوظة التي تعيد استخدام الأنماط المكتسبة للتنبؤ بالكلمات والنصوص بناءً على المدخلات.

لكن النماذج اللغوية لا تتذكر أي تفاعلات سابقة مع المستخدم، ولا تخزن تجاربها كما يفعل البشر. فكلما طُرح سؤال جديد، تقدم النماذج الاستجابة بناءً على الاحتمالات اللغوية، ويركز النموذج في الأجزاء المهمة من النص المدخل لإنتاج استجابة ملائمة للسياق.

الفروق الرئيسية بين الذاكرة البشرية والنماذج اللغوية:

هناك فروق كبيرة بين الذاكرة البشرية والنماذج اللغوية، وأبرزها:

1- تُعد الذاكرة البشرية متطورة باستمرار؛ إذ تُضاف إليها تجارب جديدة وتتغير وفقًا للتجارب والعواطف. وأما النماذج اللغوية فهي ثابتة بعد اكتمال التدريب، ولا يمكنها التكيف أو تحديث ذاكرتها دون إعادة تدريبها.

2- هناك فرق كبير في كيفية تخزين المعلومات، فالذاكرة البشرية انتقائية؛ إذ يتذكر الإنسان عادة الأحداث المهمة والعاطفية، وينسى التفاصيل غير المهمة. وأما النماذج اللغوية، فهي تحتفظ بكافة المعلومات دون تمييز بين المعلومات العاطفية والمعلومات العادية، وهذا يعني أن هذه النماذج تفتقر إلى ما يُسمى (التفضيل) الذي يجعل الذاكرة البشرية فريدة.

3- للذاكرة البشرية القدرة على النسيان التكيفي، مما يُتيح للإنسان التركيز في الأمور الهامة ونسيان التفاصيل غير الضرورية. وأما النماذج اللغوية، فإن النسيان يأتي بسبب قيود تقنية وليس كنتيجة لتكيف ذكي.

أوجه التشابه بين الذاكرة البشرية والنماذج اللغوية:

حتى مع الفروق العميقة بين الذاكرة البشرية والنماذج اللغوية، هناك بعض أوجه التشابه بينهما، وتشمل:

تعرّف الأنماط:

تعتمد كل من الذاكرة البشرية والنماذج اللغوية على تعرّف الأنماط لفهم المعلومات. ففي الذاكرة البشرية، يُستخدم تعرف الأنماط للتعلم، مثل: فهم الكلمات أو تعرف الأشخاص. وأما النماذج اللغوية الكبيرة فتعمل بطريقة مشابهة، إذ تتعلم الأنماط لتوقع الكلمة التالية في تسلسل ما، مما يجعلها قادرة على محاكاة التفاعلات الطبيعية.

السياق:

يؤدي السياق دورًا هامًا في تحسين استرجاع المعلومات. لدى البشر، يمكن للسياق أن يعزز القدرة على استرجاع المعلومات، كأن تكون في المكان نفسه الذي حدثت فيه تجربة معينة؛ مما يسهل استحضار الذكريات المرتبطة بذلك المكان. وأما في النماذج اللغوية، فيتيح سياق المطالبة المناسب تقديم استجابة دقيقة؛ إذ تعتمد النماذج اللغوية على سياق الكلمات المدربة عليها المشابهة لسياق المطالبة لإنتاج ردود مناسبة.

الخلاصة:

مع أن النماذج اللغوية الكبيرة تحقق إنجازات كبيرة في محاكاة بعض جوانب الذاكرة البشرية مثل: تعرف الأنماط وتتبع السياق، فإنها تفتقر إلى العمق العاطفي والمرونة التي تميز الذاكرة البشرية. وهذا يشير إلى أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يتمثل في محاكاة الذاكرة البشرية تمامًا، بل في استخدام نقاط قوة النماذج اللغوية لتعزيز قدرات الإنسان، وفتح آفاق جديدة للابتكار والاكتشاف.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تفاصيل صادمة بشأن وفاة ليام باين.. هل أنهى حياته أم جريمة مدبرة؟
التالى الكشف عن كاميرا متطورة تعمل بالأشعة تحت الحمراء