اقرأ في هذا المقال
- تأثر سوق العمل الناجم عن التخلص من الفحم يتركز في مناطق بعينها.
- في جنوب أفريقيا يوجد 78 منجمًا للفحم قيد التشغيل.
- إنتاج نحو 85% من الكهرباء في جنوب أفريقيا يجري عن طريق حرق الفحم.
- في مناجم الفحم 81% من العمال دائمون و80% يسهمون في صندوق التقاعد.
يحمل تحول الطاقة في جنوب أفريقيا، الذي تسعى كيب تاون إلى تحقيقه، أضرارًا للعاملين في مناجم الفحم، ومحطات الكهرباء التي تستعمل هذا الوقود في البلاد.
ووفقًا لتقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يستلزم انتقال كيب تاون إلى الطاقة المتجددة والتحول بعيدًا عن الاقتصاد القائم على الوقود الأحفوري التخلص تدريجيًا من صناعة الفحم، خلال العقود المقبلة؛ ما سيؤثر سلبًا في أكثر من 100 ألف عامل وأسرهم، من العاملين بمجال تعدين الفحم وتوليد الكهرباء.
لهذه الغاية، بحث أستاذ الاقتصاد مدير وحدة أبحاث سياسة التنمية في جامعة كيب تاون، هارون بهورات، والخبراء الاقتصاديون فرانسوا ستينكامب، وتسونغاي كوبيتا، وليزا مارتن، عدد العمال الذين سيتضررون من تحول الطاقة في جنوب أفريقيا.
وخلص البحث إلى أن نحو 28 ألفًا و400 أسرة من الأسر العاملة في مجال تعدين الفحم معرضة للخطر من تحول الطاقة في البلاد؛ لأن لديهم على الأقل فردًا واحدًا مُعالًا، ولا يوجد ضمن أفراد الأسرة أشخاص يعملون في مكان آخر.
صناعة الفحم في جنوب أفريقيا
عند دراسة صناعة الفحم في جنوب أفريقيا، توصّل الباحثون إلى أنه "يوجد في كيب تاون 78 منجمًا للفحم قيد التشغيل، ومن بينها، يقع 65 منها (أو 83%) في الجزء الجنوبي الغربي من مقاطعة مبومالانغا".
وتمثّل هذه المناجم الـ65 ما يقرب من 80% من إجمالي إنتاج الفحم في كيب تاون، حسبما نشر موقع "ذا كونفرسيشن" (The Conversation) المعني بتغطية التحليلات الإخبارية والتقارير البحثية.
ويتركز توليد الكهرباء من الفحم في مقاطعة مبومالانغا، ومن بين محطات توليد الكهرباء بالفحم التابعة لشركة إسكوم، التي يبلغ عددها 14 محطة، يوجد 11 محطة في هذه المقاطعة، وتمثّل هذه المحطات 70% من القدرة التشغيلية لشركة إسكوم.
وعلى الرغم من أن قطاع تعدين الفحم يمثّل نحو 0.5% من إجمالي العمالة في جنوب أفريقيا؛ فإن قطاعات توليد الكهرباء والتصنيع العاملة بالفحم تمثّل وظائف أكثر كثيرًا في سلسلة قيمة الفحم، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
من ناحيتها، تشمل هذه القطاعات صناعة الكيماويات والبتروكيماويات، ومحطة ساسول لتحويل الفحم إلى وقود سائل، التي تستعمل 33% من الفحم غير المصدر.
ويستعمل منتجو الألومنيوم والسبائك الحديدية والمعادن الأخرى 12% من إجمالي الفحم غير المصدر، ويُصَدَّر نحو 40% من إنتاج الفحم في كيب تاون.
ويُنتَج نحو 85% من الكهرباء في جنوب أفريقيا عن طريق حرق الفحم؛ ما يعني أن الصناعات المعتمدة على الكهرباء مرتبطة إلى حد ما بسلسلة قيمة الفحم.
فئات عمال صناعة الفحم
عند تصنيف فئات عمال صناعة الفحم، توصّل الباحثون إلى أن معظم القوى العاملة في تعدين الفحم، بنسبة 75%، تعمل في وظائف شبه ماهرة وحرفية وتجارة ذات صلة (40%) ومشغلو المصانع والآلات (35%) في صناعة تعدين الفحم، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويشمل العمال في الوظائف الحرفية والتجارة ذات الصلة: عمال المناجم والمحاجر (38% من هذه المجموعة من العمال) وميكانيكا وتركيب الآلات الزراعية أو الصناعية (17%).
ويتضمن ذلك ميكانيكا المركبات الآلية وعمال التركيب (9.57%)، وعمال تفجير الألغام (9.57%)، وعمال الصفائح المعدنية (8.7%).
ويشمل العاملون في وظائف مشغلي المحطات والآلات مشغلي مصانع التعدين (25.81%)، وسائقي الشاحنات الثقيلة والشاحنات (24.19%).
وتضم هذه المجموعة مشغلي الرافعات والمصانع ذات الصلة (24.19%)، ومشغلي شاحنات الرفع (9.68%)، ومشغلي مصانع تحريك التربة والمصانع ذات الصلة (8.06%).
وتشكّل المهن التي تتطلب مهارات فنية 8.7% من الوظائف؛ منها فنيو الهندسة الكهربائية (20%) وتقنيو الإلكترونيات والاتصالات (16%) ومسؤولو السلامة والصحة ومعاينة الجودة، وهم يشكلون معظم الوظائف (32%).
من ناحية ثانية، تشمل المهن الابتدائية ذات المهارات المنخفضة، التي تشكل 7.2% من الوظائف، عمال التعدين والمحاجر (51.85%) والمساعدين وعمال النظافة في المكاتب (37.04%).
وفي مجال توليد الكهرباء من الفحم، يوجد 30 ألفًا 481 موظفًا تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عامًا ويعملون في المهن المهنية والفنية ومشغلي المصانع والآلات (عالية المهارة وشبه الماهرة)، ويوجد ما يقرب من 106 آلاف و887 وظيفة مباشرة (في التعدين) وغير مباشرة (في توليد الكهرباء) مرتبطة بالفحم.
أضرار تحول الطاقة في جنوب أفريقيا
عند الحديث عن أضرار تحول الطاقة في جنوب أفريقيا على العاملين في قطاع الفحم، نجد أن وظائف صناعة تعدين الفحم تنتمي إلى القطاع الرسمي، مع مزايا أفضل نسبيًا من العمال الآخرين في القطاعات الرسمية الأخرى.
على سبيل المثال، في مناجم الفحم، 81% من العمال دائمون، و80% يُسهِمون في صندوق التقاعد، و68% يحصلون على مساعدة طبية، وتُعد وظائف محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم رسمية و88% من العمال ينتمون إلى نقابة.
وتتمتع وظائف تعدين الفحم وتوليد الكهرباء بظروف عمل أفضل من متوسط الوظائف في القطاع الرسمي بمقاطعة مبومالانغا، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويعني هذا أنه حتى لو وُضع كل عامل في وظيفة أخرى بالتصنيع أو البناء (الصناعات التي توفر عادة فرص عمل بديلة لعمال مناجم الفحم)، فقد لا تتمتع هذه الوظائف بظروف عمل جيدة مثلما هو الحال الآن.
في المجمل، تُعد 62% (28 ألفًا و400) من الأسر العاملة في الفحم معرضة للخطر؛ لأن لديهم على الأقل فردًا واحدًا معالًا ولا يوجد أفراد أسرة يعملون في مكان آخر.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..