أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على أهمية فهم "البدعة" بدقة وفقًا لمفهومها الصحيح، مشيرًا إلى حديث الرسول ﷺ: «مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»، حيث رأى العلماء أن الشريعة جاءت بتوضيح المناهج والقواعد التي تمنح المرونة والسعة، فلا يجوز حصرها وتقييدها بما ورد فقط، معتبرين ذلك تضييقًا لا يتماشى مع الشريعة.
وأوضح جمعة، في منشور عبر صفحته على "فيسبوك"، أن رسول الله ﷺ وضع أسسًا للتعامل مع الحياة بمنهج منفتح، وأن من يحاول تضييق هذا المنهج وجعل الحاضر امتدادًا للماضي دون توسع حقيقي، فهو "مبتدع".
وقد بيّن أن النبي ﷺ حينما استمع لأحد الصحابة يقول "ربنا لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا طاهرًا مباركًا فيه" بعد الركوع، أثنى على قوله رغم أنه لم يرد تحديدًا عنه، مما يوضح أن الإضافة الجميلة المقبولة ليست بدعة، بل توسعاً من الشريعة.
وأشار جمعة إلى أن النبي ﷺ رفض بعض الأقوال التي تناقض التوحيد، مثل قول بعض الأعراب في التلبية "إلَّا شريكًا هو لك"، لأن هذا القول يناقض مبدأ التوحيد.
كما استدل بحديث بلال بن رباح رضي الله عنه، حيث قال له النبي ﷺ إنه سمع خشخشة نعليه في الجنة بسبب ركعتين يصليهما بعد الوضوء رغم أنه لم يُعلَّم هذا مباشرة، مما يدل على سماحة الشريعة في إفساح المجال لما يوافق روحها.
وختم جمعة قائلاً إنه ينبغي أن تكون أي إضافة منسجمة مع الشريعة، وأن تضييق الأمور والاقتصار على الوارد فقط يعتبر تضييقًا لما وسعته الشريعة من ذكر ودعاء.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.