أعلن وزير الدفاع الأسترالي، ريتشارد مارليس، اليوم السبت، عن استضافة مدينة داروين الأسترالية اجتماعًا يجمعه مع نظيريه الياباني جين ناكاتاني، والأمريكي لويد أوستن، يوم الأحد، لمناقشة تعزيز التعاون الدفاعي بين الدول الثلاث.
يركز اللقاء على التعاون في التدريبات العسكرية
ووفقًا لبيان صادر عن مكتب مارليس، سيركز اللقاء على التعاون في التدريبات العسكرية، العمليات المشتركة، وتطوير التكنولوجيا الدفاعية، بالإضافة إلى تعزيز صناعة الدفاع. هذا الاجتماع يُعد الرابع عشر من نوعه، وسيشمل كذلك اجتماعات ثنائية لمناقشة قضايا التعاون الدفاعي بشكل منفصل مع كل دولة.
الاجتماع بعد آخر لقاء ثلاثي عُقد في يونيو الماضي بسنغافورة
يأتي هذا الاجتماع بعد آخر لقاء ثلاثي عُقد في يونيو الماضي بسنغافورة، حيث أبدت الدول قلقها من التوترات المتصاعدة في بحر الصين الشرقي، وعارضت أي إجراءات أحادية قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار. الجدير بالذكر، أن اليابان كانت قد قدمت في الشهر ذاته احتجاجًا رسميًا ضد الصين، متهمة سفنًا صينية مسلحة بانتهاك مياهها الإقليمية قرب جزر متنازع عليها.
هذه الاجتماعات تؤكد استمرار التزام الدول الثلاث بتعزيز استقرار المنطقة، خصوصًا وسط تصاعد التوترات مع الصين.
وفي تصعيد خطير للتوترات بين الصين وتايوان، نشرت بكين 20 طائرة مقاتلة ومسيرة حول الجزيرة، ضمن "دورية مشتركة للاستعداد القتالي".
وأكدت وزارة الدفاع التايوانية أن الطائرات الصينية حلقت قرب الجزيرة لمدة أربع ساعات، مدعومة بسفن حربية. وتأتي هذه التحركات بعد صفقة أسلحة أميركية ضخمة لتايوان، الأمر الذي أثار غضب الصين التي تعتبر تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.
تحرك عسكري تايواني للرد على التهديدات
أوضحت وزارة الدفاع التايوانية أن الجيش يراقب التحركات الصينية عن كثب باستخدام أنظمة استخبارات ومراقبة واستطلاع مشتركة. كما نشرت تايبيه طائرات حربية وسفن عسكرية إلى جانب أنظمة صواريخ أرض-جو، في ردّ متناسب لاحتواء أي تهديد محتمل. ويؤكد هذا الانتشار استعداد تايوان للدفاع عن سيادتها في ظل التوترات المتزايدة مع الصين.
صفقة الأسلحة الأميركية تثير غضب الصين
جاءت هذه التحركات الصينية بعد إعلان الولايات المتحدة عن صفقة أسلحة لتايوان بقيمة 1.16 مليار دولار. وتشمل الصفقة أنظمة دفاع جوي من طراز "ناسامس" و123 صاروخًا مضادًا للطائرات، إلى جانب أنظمة رادار بقيمة 828 مليون دولار سيتم نقلها من مخزونات القوات الجوية الأميركية. وتهدف هذه الصفقة إلى تعزيز القدرات الدفاعية لتايوان في مواجهة التهديدات المتزايدة من الصين.
وأدانت وزارة الخارجية الصينية الصفقة بشدة، واصفة إياها بأنها "انتهاك خطير لسيادة الصين"، و"تهديد للسلام والاستقرار الإقليميين". وحذرت بكين من أن هذه الصفقات تضر بالعلاقات الصينية-الأميركية، مشددة على أنها ستتخذ جميع التدابير اللازمة للدفاع عن مصالحها الوطنية.
بكين تحذر: واشنطن تعرض الاستقرار في مضيق تايوان للخطر
تتهم الصين الولايات المتحدة بالتدخل في شؤونها الداخلية من خلال تقديم الدعم العسكري لتايوان. وترى بكين أن واشنطن تشجع تايبيه على المضي قدمًا في مطالبها بالاستقلال، مما يفاقم التوترات الإقليمية. وذكرت وزارة الخارجية الصينية أن "استمرار الدعم الأميركي لتايوان" يعرض المنطقة لخطر تصعيد عسكري خطير قد يقود إلى نزاع مسلح في مضيق تايوان.
هل يؤدي التصعيد الحالي إلى مواجهة عسكرية شاملة؟
يرى محللون أن تكثيف التحركات العسكرية الصينية وتحليق المقاتلات حول تايوان يشير إلى رسالة واضحة من بكين بأنها لن تتهاون في حماية مصالحها الإقليمية. وتخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها من أن يؤدي هذا التصعيد إلى مواجهة مباشرة بين الجيشين الصيني والتايواني، خصوصًا في ظل وجود قوات أميركية في المنطقة.
وتحذر المجتمع الدولي من أن استمرار التوترات قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع تصاعد المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية شاملة.