حملت لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة في دورتها 108، إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) المسؤولية الكاملة عن الدمار الشامل الذي لحق بالمؤسسات التعليمية في الأراضي العربية المحتلة خاصة في قطاع غزة، بما فيها المؤسسات التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) جراء حرب التدمير الشاملة للاحتلال الإسرائيلي من مجازر وتدمير وتجويع منذ أكثر من 400 يوم.
ودعت اللجنة، في ختام أعمالها، اليوم الخميس، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، برئاسة وكيل مساعد وزارة التربية والتعليم في دولة فلسطين أيوب عليان، وحضور الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة سعيد أبو علي، إلى ضرورة وقف العدوان الغاشم على قطاع غزة وإنهاء حرب الإبادة الجماعية بحق أبناءه، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة بما يشمل إستئناف العملية التعليمية في القطاع من بناء المدارس وتوفير كافة المستلزمات وضمان توفير الحماية الدولية للعملية التعليمية.
كما أدانت اللجنة، جرائم الإحتلال للعملية التعليمية في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس التي تسببت في إستشهاد أكثر من 12 ألف طالباً وإصابة أكثر من 20 ألف طالباً، وإستشهاد 561 معلماً وإداريا وإصابة 3729 معلماً وإدارياً بجروح، وتدمير 341 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة لها و65 مدرسة تابعة للأونروا في غزة، وتعرض 84 مدرسة و7 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة، وحتى منتصف نوفمبر 2024.
ودعت اللجنة لإعداد دراسات وتقارير وأفلام وثائقية بعدة لغات تفضح حجم الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية في غزة، والتدمير لكافة البنى التحتية للمدارس والجامعات والحرب الممنهجة على النظام التعليمي الفلسطيني والتي انعكست على الطالب، والمعلم، والمنهاج، والمدرسة.
وأكدت اللجنة عن دعمها لخطة الحماية والمناصرة للتعليم في فلسطين، التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في نوفمبر 2024، والتي تهدف الى فضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي تجاه التعليم، ودعم التعليم المساند لطلبة فلسطين في جمهورية مصر العربية، ولخطة الأونروا للتعليم غير الرسمي (أنشطة العودة إلى التعلم)، وتدعو اللجنة الأطر التربوية والإعلامية العربية إلى إسناد خطة وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في برامجها الموجهة.
وطالبت، من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بما فيها الإلكترونية في الدول العربية إلى إنتاج برامج للدعم والإرشاد النفسي/الإجتماعي لطلبة فلسطين في ظل التقارير الدولية وخاصة تقارير الأونروا التي تشير الى ان معظم طلبة المدراس في قطاع غزة يعانون من إضطرابات نفسية في ظل حرب الإبادة والتجويع التي تشنها حكومة الإحتلال على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.
كما دعت إتحاد إذاعات الدول العربية إلى عقد دورات تدريبية تعنى بإحتياجات وزارة التربية والتعليم العالي في دولة فلسطين في مجال إعداد ومونتاج وإخراج البرامج التعليمية، بالتنسيق مع قطاع فلسطين في الأمانة العامة للجامعة العربية، ودعت أيضا على بث إذاعة صوت العرب وإذاعة صوت فلسطين من العريش لتمكينها من الوصول إلى كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتأثيره على ظروف البث.
ودعت، إلى إعداد مواد إعلامية تبرز الدور الهام والذي لا بديل عنه الذي تقوم به (الأونروا) في تقديم الخدمات الأساسية لأكثر من 5.7 مليون لاجئ فلسطيني خاصة البرنامج التعليمي الخاص بها، والذي يعتبر أكبر البرامج في موازنة الأونروا.
أعربت اللجنة عن شكرها لجمهورية مصر العربية ووزارة التربية والتعليم على إستقبال الطلبة الفلسطينيين من قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية وتذليل كافة العقبات التي تواجه الطلاب الفلسطينيين في مصر، كما ثمنت المبادرة الأردنية التي جاءت بتوجيهات ملكية لدعم وإسناد خطة وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية التعلم عن بعد لطلبة قطاع غزة عبر منصةWISE من خلال معلميها لتقديم دروس لطلاب قطاع غزة وفق المنهاج الفلسطيني، والتي تعتبر خطوة مهمة لمساعدة الطلبة الفلسطينيين في متابعة دراستهم.
ودعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) إلى مواصلة تقديم دعمها للشعب الفلسطيني وللعملية التعليمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتسهيل إجراءات تسجيل الطلبة الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية في معهد البحوث والدراسات العربية دعماً لتحصيلهم العلمي، وإتساقاً مع حالة التضامن مع الشعب الفلسطيني.
كما دعت، الأطر التربوية والإعلامية العربية لفضح جرائم الإبادة التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وآثارها التدميرية على العملية التربوية والتعليمية، والتأكيد على تخصيص فعاليات للتضامن ودعم التعليم الفلسطيني.
وطالبت اللجنة، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ذات الصلة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وأبنائه الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة، بما يضمن إنتظام العملية التعليمية بكل قطاعاتها، والاسترشاد بما جاء في قرارات مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة والمستوى الوزاري بخصوص تطورات القضية الفلسطينية كدليل عمل لإنتاج برامج تعليمية موجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة.
كما دعت، المنظمات الدولية ذات العلاقة خاصة "اليونيسيف واليونسكو" إلى الإستمرار في توفير المزيد من مستلزمات التعليم للطلبة والمدارس في الأراضي العربية المحتلة، ولا سيما في قطاع غزة الذي تعرض وما يزال لعملية تدمير شاملة.
وثمنت اللجنة، الدور الذي تقوم به وكالة (الأونروا) في التخفيف من آثار العدوان الشامل على قطاع غزة، ورفض وإدانة كافة القرارات غير الشرعية الصادرة عن الكنيسيت الإسرائيلي والتي تهدف إلى إنهاء عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتدعو الدول المانحة لتغطية العجز الحاصل في موازنتها لتستطيع القيام بمهامها وبرامجها وبشكل خاص برنامج التعليم للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، دون إنتقاص حسب قرار إنشائها.
وأكدت، أن الحق في التعليم هو أحد الحقوق الإنسانية الأساسية التي أقرتها القوانين الدولية، مطالبة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية لجيش الإحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية ومدينة القدس من (إقتحام المدارس- وعمليات الهدم والتهديد بالهدم، والاعتداءات المتكررة على الطلبة والمعلمين)، والتي تؤثر على الوصول إلى بيئة تعليمية آمنة، والحق في التعليم الجيد للطلاب الفلسطينيين.
كما أدانت اللجنة، سياسة دولة الإحتلال الهادفة لأسرلة التعليم ومنع تطبيق المنهاج الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، وتجدد رفضها لتهديدات وزارة المعارف الإسرائيلية بإغلاق المدارس ومصادرة الكتب المدرسية الفلسطينية، وفرض عقوبات على المدارس التي ترفض إجراءات الإحتلال، داعية المنظمات العربية والاسلامية والدولية (الألكسو، الإسيسكو، اليونسكو) إلى فضح الممارسات الاسرائيلية بفرض المناهج المحرّفة ومناهج الإحتلال الاسرائيلي على طلبة مدينة القدس المحتلة.
وأكدت اللجنة، على ضرورة إستمرار إبراز مكانة مدينة القدس في وسائل الإعلام العربية بإعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية (عاصمة الثقافة العربية والاسلامية) وأهميتها التاريخية والدينية للأمتين العربية والإسلامية، وفضح الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة التي تتعرض لها بهدف تهويدها وتغيير طابعها الحضاري العربي الإسلامي.
وأوصت، على أن تقوم وزارات التربية والتعليم والأطر التربوية والإعلامية العربية بإنشاء لجان متخصصة لدراسة ومتابعة التزوير والتحريض على الكراهية في المناهج الإسرائيلية وإعداد الدراسات والبرامج ذات العلاقة بذلك، وإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت تخاطب المجتمعات الغربية بشكل خاص، وتعمل على فضح التشويه الوارد فيها.
كما طالبت اللجنة، من الدول الأعضاء والمنظمات المتخصصة الاستمرار في إنتاج مواد إعلامية لكشف ممارسات سلطات الإحتلال الرامية إلى سرقة الفضاء الفلسطيني الذي يخدم العملية التعليمية، وذلك لاستخدامه لصالح الشبكات الإسرائيلية، والعمل على إنهاء هذا الاعتداء الإسرائيلي المستمر على حق الفلسطينيين في التعبير عن آرائهم، وتمكينهم من السيطرة على فضائهم، وتزويد إتحاد اذاعات الدول العربية بهذه المواد حتى يتولى بثها لصالح هيئاته الأعضاء.
وثمنت اللجنة، الدور الذي يقوم به إتحاد إذاعات الدول العربية وأجهزته العاملة في مجال الدعم الإعلامي للقضية الفلسطينية من خلال تنظيم اليوم الاعلامي المفتوح للتضامن مع الشعب الفلسطيني وصمود مدينة القدس الذي يصادف يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام بالتنسيق مع الهيئات الاذاعية والتلفزيونية الاعضاء بالاتحاد، بالتركيز على الإبادة التعليمية في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
ودعت اللجنة، بمناسبة يوم التضامن مع الأسرى الفلسطينيين خاصة الأطفال منهم في "يوم الأسير الفلسطيني" الذي يصادف يوم 17 نيسان/ابريل من كل عام، إلى إستمرار مشاركة وفود الدول الأعضاء بها في اليوم الإعلامي المفتوح للتضامن مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الإحتلال الإسرائيلي، والطلب من إتحاد إذاعات الدول العربية التنسيق والمتابعة مع هيئات الإذاعة والتليفزيون في الدول العربية بهذا الخصوص.
وأكدت، على أهمية إستمرار وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية (بما فيها الإلكترونية) في الدول العربية في إنتاج البرامج المساعدة التي توضح مخاطر وآثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والعمل على توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية المستمرة بحق العملية التعليمية في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما دعت، الدول العربية والإسلامية إلى الاستمرار في إعداد مواد إعلامية حول جدار الفصل العنصري، والحواجز العسكرية الإسرائيلية، وحجز أموال المقاصة الفلسطينية وتأثير ذلك على العملية التعليمية، وعرضها يوم التاسع من تموز/يوليو من كل عام (وهو تاريخ صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول جدار الفصل العنصري) بالتنسيق مع إتحاد إذاعات الدول العربية، وموافاة اللجنة بما تم إنجازه في هذا الصدد.
ودعت اللجنة، الدول العربية والإسلامية إلى إعداد مواد إعلامية لإبراز دور مدارس التحدي (المهددة بالهدم) التي تقوم ببنائها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية خاصة في مناطق (ج).
ورحبت اللجنة بعقد دورتها الـ109 خلال النصف الأول من شهر مايو/ آيار 2025، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أو حسب ما يرتأيه أعضاء اللجنة.
وأكد رئيس وفد دولة فلسطين أن هذه الدورة تأتي في ظروف بالغة التعقيد فالعدوان على قطاع غزة دخل شهره الرابع عشر والاستهداف لقطاع التعليم فاق كلّ الحدود، مشددا إن ما يجري بحق التعليم في غزة وفلسطين هو إبادة تعليمية وهو وصف لم ينبع من فراغ بل جاء تعبيرا من الخسائر البشرية والمادية التي تجاوزت كل ما يتخيله عقل.