في محكمة الأسرة، حيث يتزاحم الزوار لقصصهم المأساوية عن الحياة الزوجية، جلست ريهام، البالغة من العمر 40 عامًا، لتروي قصتها، قصة زواج مرير دام 13 عامًا مع زوجها المهندس البالغ من العمر 42 عامًا، وعلى الرغم من أنها تعترف بحب زوجها العميق لها، إلا أن العلاقة بينهما كانت مليئة بالتحديات منذ البداية.
كانت العائلة، تحديدًا حماتها وحماها، أحد أبرز هذه التحديات، إذ كان من الصعب التوصل إلى اتفاق مشترك بين عائلتها وعائلة زوجها، مما جعل الطريق نحو الزواج صعبًا في البداية، لكنها في النهاية تمسكت به، لأنه كان حبيب عمرها، على حد قولها.
الصعوبات الأولى
لكن تلك الصعوبات الأولى لم تكن سوى بداية للعديد من المشكلات التي ستظهر لاحقًا، فكلما حدثت خلافات بين ريهام وزوجها، كان هو يهرب من البيت، متجهاً إلى منزل والديه، تاركًا وراءه كل شيء، لم يكن قادرًا على مواجهة أي مشكلة بمفرده، وكان دائمًا يلجأ إلى أهله ليتوسطوا في حل الأزمات التي تطرأ بينه وبين زوجته.
قماص ومدلل
ريهام، التي كانت دائمًا تتحمل عبء هذه التوترات، أكدت أن زوجها، رغم أنه شخص محترم ولا يسب أو يضرب، إلا أنه كان قماصًا ومدللاً، ولم يكن يستطيع تحمل المسؤولية، وكان حريصًا بشكل مبالغ فيه على المال، وفي كل مرة يتحدثان عن المصاريف، كان الزوج يسجل كل شيء بدقة، كأنها معادلة رياضية، مما أثار استياء ريهام بشكل كبير، وفقد كانت تشعر أن الحياة الزوجية تحتاج إلى المزيد من الانفتاح والمشاركة بدلاً من هذه الحسابات الصارمة.
المفاجأة الأكبر جاءت عندما لاحظت ريهام حب الشباب على وجه زوجها، الأمر الذي أثار قلقها عندما سألت حماتها عن السبب، لم يكن هناك جواب مقنع. فقررت أن يأخذ زوجها إلى الطبيب لتفحص حالته، إلا أن هذه الحادثة كانت بمثابة بداية لسلسلة من المواقف التي زادت من الشكوك والمشاكل بينهما.
رفض دفع تكاليف العلاج
وتستمر ريهام في سرد تجربتها، حيث كشفت عن موقف آخر كان له تأثير كبير في علاقتها بزوجها، ففي وقت كانت فيه ابنها بحاجة إلى جلسات علاج، رفض زوجها دفع تكاليف العلاج البسيطة التي بلغت 200 جنيه، وكانت تلك الجلسات ضرورية لنمو وتطور طفلها، الأمر الذي أغضبها بشدة، ولكن بدلاً من أن يتفاهم الزوج مع زوجته، قرر أن يتصل بوالديه ويغادر المنزل، ليعود إلى منزلهم كما لو أن الحياة الزوجية لا تعني له شيئًا.
هذا الموقف دفع ريهام إلى اتخاذ خطوة غير مسبوقة، في النهاية، قررت أن ترفع دعوى نفقة بعدما امتنع زوجها عن دفع أي مصاريف لأولاده، ورغم أنه كان يتقابل مع الأطفال أسبوعيًا، إلا أنه لم يكن يساهم في أي مصاريفهم.
في ختام حديثها، وجهت ريهام نصيحة إلى جميع الفتيات قبل الزواج، مؤكدًة أن الاختيار يجب أن يشمل العائلة كما يشمل الزوج نفسه، فحتى وإن كان الزوج يحب زوجته، فإن تدخلات الأهل قد تكون السبب في تدمير العلاقة الزوجية، "لو كنت أعرف، لما تزوجت"، تقول ريهام.