انتخب أعضاء البرلمان العربي في جلسة إجرائية، الإماراتي محمد أحمد اليماحي رئيسًا جديدًا للبرلمان العربي لمدة عامين، خلفًا للبحريني عادل العسومي. شهدت الجلسة أداء اليمين من قبل الأعضاء الجدد، وانتخاب نائبين للرئيس ورؤساء اللجان الدائمة. وتعكس هذه الخطوة رغبة البرلمان في تعزيز العمل المشترك وتطوير الدبلوماسية البرلمانية خلال المرحلة المقبلة.
من هو محمد اليماحي؟ نظرة على مسيرته السياسية البارزة
محمد أحمد اليماحي هو سياسي إماراتي مخضرم، وعضو في المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، ممثلًا عن إمارة الفجيرة. يحمل شهادة في الاقتصاد من جامعة الإمارات، ويمتلك مسيرة مهنية طويلة في العمل البرلماني والسياسي. عرف بمواقفه الداعمة للتعاون العربي والدبلوماسية الناعمة، كما شغل عدة مناصب قيادية في البرلمان الإماراتي، مما جعله أحد الشخصيات المحورية في تعزيز الحوار البرلماني الإقليمي.
تخصص اليماحي خلال السنوات الماضية في الشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، ولعب دورًا فعالًا في صياغة مواقف داعمة للاستقرار والسلام في المنطقة العربية. تمتاز مسيرته بتركيزه على القضايا الجوهرية التي تعزز التكامل العربي، مما أهّله اليوم لتولي هذا المنصب البارز في البرلمان العربي.
التزام اليماحي بدعم القضية الفلسطينية: أولوية قصوى في جدول الأعمال
في كلمته عقب فوزه، أعلن اليماحي أن القضية الفلسطينية ستكون في صدارة أولوياته خلال فترة رئاسته للبرلمان العربي. وأكد أن دعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه المشروعة، وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، هو التزام لا يمكن التراجع عنه. وأوضح أن البرلمان سيكثف جهوده لتعزيز المواقف العربية الموحدة في المحافل الدولية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين.
كما أشار اليماحي إلى ضرورة تقديم دعم أكبر للمؤسسات الفلسطينية على مختلف الأصعدة، بما يعزز من صمود الشعب الفلسطيني، ويؤكد حضور القضية في جميع الفعاليات الدولية ذات الصلة.
تعزيز التعاون العربي: منصة للحوار وتجاوز الخلافات
يرى اليماحي أن المرحلة المقبلة تتطلب تجاوز الخلافات بين الدول العربية والعمل بشكل منسق لتحقيق المصالح المشتركة. أكد أن البرلمان العربي سيكون منصة للحوار بين مختلف الدول الأعضاء، وأن هناك حاجة ملحّة إلى تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
وأشار إلى أهمية تطوير آليات البرلمان ليكون أكثر فاعلية وكفاءة في التعامل مع الأزمات والتحديات التي تواجه الأمة العربية، بما في ذلك قضايا الأمن القومي والتنمية الاقتصادية وحقوق الإنسان.
إشادة بدور الإمارات: دعم القيادة في تعزيز العمل البرلماني العربي
أعرب اليماحي عن تقديره للدعم المتواصل من دولة الإمارات، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي كان له أثر كبير في تعزيز مكانة الإمارات في المحافل الإقليمية والدولية. وأكد أن الدعم الإماراتي يشكل أساسًا قويًا لتعزيز العمل البرلماني العربي، مشيرًا إلى أن النجاحات التي تحققت خلال السنوات الماضية جاءت نتيجة التعاون الوثيق بين الإمارات والدول العربية.
اليماحي: نحو برلمان عربي أكثر حداثة وكفاءة
في إطار رؤيته المستقبلية، أكد اليماحي التزامه بتطوير البرلمان العربي وجعله أكثر انسجامًا مع التحديات الحديثة. أشار إلى ضرورة تحديث آليات العمل وتبني أساليب أكثر مرونة وكفاءة في مناقشة القضايا الهامة.
كما لفت إلى أهمية تمكين اللجان الدائمة، مثل لجنة الشؤون الخارجية والسياسية ولجنة حقوق الإنسان، لضمان مناقشة القضايا العاجلة بشكل فعال. وأكد أن تحسين التواصل بين الدول الأعضاء وتوسيع التشاور سيكون جزءًا أساسيًا من استراتيجيته لتعزيز الدور المحوري للبرلمان في تحقيق التكامل الإقليمي.
المرحلة القادمة: تعاون أوسع وانفتاح أكبر على كافة الأطراف
تعهد اليماحي بأن تكون رئاسته للبرلمان العربي مرحلة جديدة من الانفتاح والتعاون مع جميع الدول العربية، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الوحدة العربية. شدد على أن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلافات، وأن البرلمان سيكون شريكًا فاعلًا في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد أن تطوير العمل البرلماني ليس غاية في حد ذاته، بل أداة لتعزيز التنمية المستدامة في الوطن العربي، وتمكين الدول من مواجهة التحديات المشتركة بشكل أكثر فعالية.