قالت إيران إن غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية لها أسفرت عن مقتل جنديين، السبت، وذلك بعد أن قالت إسرائيل إن طائراتها الحربية نفذت غارات ردا على القصف الصاروخي الإيراني في أول أكتوبر الجاري.
ماذا حدث؟
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، إنه نفذ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران اليوم السبت.
وأفاد التليفزيون الرسمي الإيراني، بأن الانفجارات نجمت عن تفعيل نظام الدفاع الجوي ردا على هجوم إسرائيلي.
وأكد جيش الاحتلال أنه قصف في وقت واحد منشآت لتصنيع الصواريخ ومنصات صواريخ أرض-جو وقدرات جوية أخرى.
وفي وقت لاحق، قال جيش الاحتلال إن الهجوم الجوي اختتم رد تل أبيب على الهجوم الصاروخي الإيراني في الأول من أكتوبر الجاري.
وفي المقابل، أكدت القوات الجوية الإيرانية أن الضربات الإسرائيلية على قواعد عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام تسببت في أضرار محدودة.
وقال الجيش الإيراني، إن جنديين قتلا، فيما أعلنت هيئة الطيران المدني في البلاد استئناف الرحلات الجوية بعد تعليق قصير بسبب الهجوم الإسرائيلي.
وقالت وزارة الخارجية، الأربعاء، إن إيران لديها الحق والواجب في الدفاع عن نفسها، مستشهدة بميثاق الأمم المتحدة.
وأفادت وسائل إعلام رسمية في سوريا، بأن إسرائيل شنت أيضا ضربات جوية على أراضيها من مرتفعات الجولان المحتلة ولبنان.
وتعتبر إيران وسوريا حليفتين في محور المقاومة الذي يضم أيضا حزب الله في لبنان وحماس في غزة.
لماذا هاجمت اسرائيل؟
أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن شن ضرباته الجوية على إيران جاء ردا على أشهر من الهجمات المتواصلة من طهران على تل أبيب.
وقال الجيش في بيان، إن النظام في إيران ووكلائه في المنطقة يهاجمون إسرائيل بلا هوادة منذ السابع من أكتوبر الماضي على سبع جبهات بما في ذلك الهجمات المباشرة من الأراضي الإيرانية.
وتوعدت إسرائيل بالانتقام من طهران بسبب الهجوم الصاروخي الذي وقع في الأول من أكتوبر الجاري.
وآنذاك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، إن رد إسرائيل على إيران سيكون قاتلا ودقيقا ومفاجئا.
أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي على إسرائيل ردا على استشهاد زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وزعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت، وجنرال في الحرس الثوري الإيراني.
وهذا هو الهجوم المباشر الثاني لطهران على الأراضي الإسرائيلية، في أعقاب هجوم في أبريل الماضي ردا على ضربة قاتلة على الملحق القنصلي الإيراني في دمشق.
وتخوض إسرائيل حربا ضد حماس في قطاع غزة منذ الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1206 أشخاص في إسرائيل، حسب الأرقام الرسمية الإسرائيلية.
أطلق حزب الله اللبناني، صواريخ على إسرائيل تضامنًا مع حماس منذ الهجوم الذي أدى إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة.
رد فعل العالم
دعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى خفض التصعيد بعد الضربات الإسرائيلية على إيران، فيما ألقت إيران اللوم على إسرائيل في تفاقم الصراع.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت، إن الضربات الموجهة إلى أهداف عسكرية كانت تدريبا للدفاع عن النفس، مؤكدا أن الولايات المتحدة لم تشارك فيها وهدفها تسريع الدبلوماسية وتهدئة التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر جميع الأطراف إلى ضبط النفس، مشيرًا إلى أنه لا ينبغي لإيران الرد على موجة الضربات الإسرائيلية.
وأعربت مصر عن قلقها البالغ إزاء حالة التصعيد الخطيرة والمتسارعة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران.
وأدانت مصر، في بيان، كل الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتؤدي إلى تأجيج الوضع الهش بالإقليم وإذكاء حالة الاحتقان واحتدام الصراع بالمنطقة.
وحذرت من مخاطر التصعيد الراهنة التي قد تؤدى سواء عن عمد أو نتيجة لحسابات خاطئة لانزلاق المنطقة إلى مواجهة خطيرة تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وأدانت المملكة العربية السعودية، إسرائيل وحذرت من أي توسع إضافي للصراع في الشرق الأوسط.
وأعربت سوريا عن تضامنها مع إيران، وأعلنت تأييد حق طهران في الدفاع عن نفسها، في حين ندد العراق بالتقاعس العالمي ضد السياسات العدوانية التي تنتهجها إسرائيل وتوسيع رقعة الصراع.
أعربت قطر، التي تقوم بدور الوسيط في محاولة لإنهاء الحرب في غزة، عن قلقها العميق إزاء التداعيات الخطيرة التي قد تترتب على هذا التصعيد من قبل إسرائيل.
وقالت سلطنة عمان، التي لعبت لفترة طويلة دور الوسيط بين إيران والدول الغربية، إن الهجوم الإسرائيلي على إيران يؤجج دائرة العنف ويقوض الجهود الرامية إلى خفض التصعيد.
وأدانت باكستان إسرائيل، وحملتها المسؤولية الكاملة عن تصعيد الصراع في المنطقة، مطالبة مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف التهور الإسرائيلي.
كما أدانت الإمارات الاستهداف العسكري الذي تعرضت له إيران، وأعربت عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأدانت الأردن إسرائيل مشيرة إلى أن ضرباتها على طهران خرق للقانون الدولي وانتهاك للسيادة، وتصعيد خطير يدفع باتجاه المزيد من التوتر في المنطقة.