أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في إسبانيا تحذيرات جديدة من عواصف متوقعة في معظم أنحاء البلاد، وذلك خلال الأيام المقبلة بدءًا من الثلاثاء وحتى الخميس. تأتي هذه التحذيرات بعد أسبوعين فقط من فيضانات مدمرة اجتاحت البلاد، وخاصة في منطقة فالنسيا، وأدت إلى وفاة 222 شخصًا وفقدان العشرات. وتستعد إسبانيا لجولة جديدة من الأمطار الغزيرة التي تهدد بتفاقم الوضع في المناطق المتضررة.
تحذيرات طقس من المستوى الثاني والثالث لمناطق متعددة
رفعت السلطات الإسبانية تحذيرات الطقس إلى مستويات عالية في عدة مناطق، شملت مقاطعة فالنسيا وجزر البليار في البحر الأبيض المتوسط، وغاليسيا شمالي غربي البلاد، وكتالونيا في الشمال الشرقي، وإقليم الأندلس جنوبًا. وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية هذه التحذيرات كإجراء احترازي للحد من تأثير العواصف المرتقبة التي قد تؤدي إلى مزيد من الفيضانات وانقطاع الخدمات الأساسية.
استمرار عمليات البحث عن المفقودين
خفضت سلطات مدينة فالنسيا عدد المفقودين جراء الفيضانات من 32 إلى 23 شخصًا، وتواصل فرق البحث عملياتها للعثور عليهم باستخدام تقنيات متطورة مثل السفن والطائرات المسيرة ومعدات صدى الصوت، وذلك في البحر والمناطق الساحلية. ويقول المسؤولون إن احتمالية العثور على ناجين باتت ضعيفة، إلا أن الجهود مستمرة للبحث عن المفقودين وتقديم الدعم للأسر المتضررة.
الأضرار الكبيرة التي خلفتها الفيضانات
تسببت الفيضانات في دمار واسع النطاق، إذ هطلت الأمطار في غضون ساعات بكميات تعادل ما يهطل على مدار عام كامل. وأدت هذه الأمطار إلى تدمير المنازل والمرافق العامة والبنية التحتية، بما في ذلك إغلاق عدد من الطرق وانقطاع خدمات النقل الحيوية. وصرحت مونيكا لوبيز، خبيرة الأرصاد الجوية، بأن العواصف القادمة قد لا تكون بنفس عنف العواصف السابقة التي ضربت فالنسيا، لكنها حذرت من أن التربة المشبعة بالمياه قد تزيد من حدة الفيضانات.
إعادة فتح المدارس واستئناف الحياة الطبيعية تدريجيًا
في خطوة لإعادة الحياة إلى طبيعتها، أعيد فتح 47 مدرسة في المناطق المتضررة، واستمرت أعمال التنظيف وإزالة الطين والقمامة من الشوارع. كما تواصل السلطات جهودها لتأمين الطرق المدمرة وإعادة الخدمات الأساسية إلى المناطق المنكوبة. ورغم عودة النشاط في بعض الأحياء، لا يزال كثير من الأشخاص غير قادرين على العودة إلى منازلهم بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بها.
تأمين خط السكك الحديدية بين مدريد وفالنسيا
ومن المقرر أن يتم إعادة فتح خط السكك الحديدية فائق السرعة الذي يربط بين مدريد وفالنسيا، والذي تعرض لأضرار جسيمة جراء الفيضانات، حيث من المتوقع أن يعود للخدمة بعد غد الخميس. ويعد هذا الخط أحد شرايين النقل الرئيسية في البلاد، وإعادة فتحه تمثل خطوة هامة في جهود استعادة الاستقرار والنقل بين المدن.
المجتمع الدولي يستجيب لتقديم الدعم
في ظل حجم الكارثة، أعرب المجتمع الدولي عن استعداده لتقديم الدعم لإسبانيا. ووجهت العديد من الدول والمنظمات الإنسانية مساعدات عاجلة لمساندة جهود الإغاثة في المناطق المتضررة، حيث يعاني السكان من نقص في الموارد الأساسية مثل الغذاء والمياه الصالحة للشرب.