تشهد سوق ناقلات النفط العملاقة بمنطقة عبر طريق غرب أفريقيا حالة ركود، وسط زيادة العرض وضعف الأسواق الرئيسة المنافسة.
ولم تنجح أسعار رحلات الناقلات عبر طريق غرب أفريقيا، حتى الآن، في تحقيق انتعاش مستدام من أدنى مستوياتها التي شهدتها خلال أشهر الصيف من عام 2024، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تحديثات القطاع.
وأشارت المصادر المطّلعة في السوق إلى زيادة العرض من حيث الحمولة، ومستويات استفسارات الشحن الأقل من المتوقع، وضعف في أسواق الخليج العربي والخليج الأميركي الرئيسة.
يأتي ذلك على الرغم من التوقعات واسعة النطاق بأن سوق ناقلات النفط العملاقة ستشهد مدة أكثر نشاطًا في الربع الرابع من عام 2024
تقييم أسعار الشحن
قامت شركة بلاتس Platts، التابعة لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights، بتقييم الشحن على مسار غرب أفريقيا-الشرق الأقصى لحمولة 260 ألف طن عند ( 54.5 نقطة) حسب الميزان العالمي (Worldscale) في الأول من نوفمبر/تشرين الأول الجاري.
يأتي ذلك بانخفاض عن أعلى مستوى له مؤخرًا عند (63.5 نقطة) في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتُعدّ هذه الأسعار أقرب إلى المستويات التي شوهدت خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين، عندما كانت سوق الناقلات تشهد هدوءًا موسميًا في الصيف.
وقال أحد وسطاء سوق ناقلات النفط العملاقة في لندن: "كانت الأمور هادئة، والسوق تبدو متزعزعة، لكنني متردد في تقييم الأمور بشكل صحيح".
يأتي هذا التراجع على الرغم من التوقعات الواسعة النطاق بزيادة نشاط سوق ناقلات النفط العملاقة في الربع الرابع من عام 2024، والزيادة الأخيرة في تكلفة الشحن بناقلات من طراز سويس ماكس عبر طريق غرب أفريقيا.
وقامت منصة بلاتس بتقييم البضائع على مسار غرب أفريقيا-المملكة المتحدة لحمولة 130 ألف طن عند (95 نقطة) في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بانخفاض عن ذروتها عند (105 نقاط) في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في المقابل، ارتفعت الأسعار بشكل كبير عن أدنى مستوى لها في الربع الثالث عند (72.5 نقطة) الذي سُجّل في 26 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال وسيط ثانٍ لناقلات النفط العملاقة، مقيم في لندن: "أنا أقلّ ثقة في أن نهاية العام ستكون جيدة حسبما كنا نعتقد، ما لم تزد دول أوبك الإنتاج وتسحب التخفيضات الصارمة، وفي هذه الحالة قد نواجه ارتفاع أسعار العقود الآجلة مع انخفاض سعر النفط إلى أدنى مستوياته".
واتفق وسيط ثالث لناقلات النفط العملاقة في لندن مع هذا الرأي، على الرغم من أنه أشار إلى وجود احتمال تأجير العديد من الشحنات الإضافية المنتجة نتيجة لسياسة تخفيضات تحالف أوبك+ على أساس عقد الشحن، وهو ما سيكون له تأثير محدود بمستويات الطلب في سوق ناقلات النفط العملاقة الفورية.
مستويات استفسارات الشحن
على الرغم من المشاعر الهبوطية السائدة حاليًا، زعم مالك سفينة مقيم في أوروبا أن مستويات استفسارات الشحن في قطاع ناقلات النفط العملاقة ما تزال صحية، وأن السوق تبدو أكثر هدوءًا مما هي عليه في الواقع، حيث تجري تسوية العديد من التثبيتات المرتقبة.
وقال مالك السفينة "يجري إصلاح السفن، ولكن هناك نشاط محدود على السطح، ما يضع بعض الضغوط الهبوطية الطفيفة على الأسعار".
وأضاف: "يحاول المستأجرون التحكم في الأسعار، إذا لم تُظهر مستويات النشاط الكاملة للسوق، فقد يؤدي ذلك إلى إضعاف المشاعر"، وفقًا لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights.
وأضاف مالك السفينة نفسه أن سوق ناقلات النفط العملاقة في الخليج العربي شهدت ما يقرب من 28-30 شحنة خلال الشهر الماضي، ولم يُبَلَّغ إلّا عن جزء منها، بينما في الخليج العربي، تُتداوَل 30% -40% فقط من جميع تجهيزات ناقلات النفط العملاقة إلى السوق الأوسع، مع إصلاح الباقي بشكل خاص، أو على أساس عقد شحن البضائع.
وبالنسبة لبقية الربع الرابع، قال وسيط ناقلات النفط العملاقة في أوروبا، إن زيادة متواضعة في الأسعار ممكنة بسبب ارتفاع الطلب على النفط في الشتاء ومقاومة المالكين، وأشار إلى أنه من غير المرجّح أن تصل السوق إلى أعلى مستوياتها التي سُجلت في الربع الأول من عام 2024.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..