تعتبر صلاة الاستخارة من السُّنن المستحبة في الإسلام التي يلجأ إليها المسلم عندما يواجه قرارًا أو أمرًا يصعب عليه اتخاذه، فيطلب من الله سبحانه وتعالى التوجيه لما فيه الخير. وقد ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية حول حكم تكرار صلاة الاستخارة، خاصةً إذا استمر المسلم في التردد ولم يطمئن قلبه للقرار.
إجابة دار الإفتاء: جواز تكرار صلاة الاستخارة
أوضحت دار الإفتاء المصرية أنَّه يجوز تكرار صلاة الاستخارة، وأن المسلم يمكنه أداءها أكثر من مرة حتى يحصل على الطمأنينة في نفسه بشأن القرار الذي يريد اتخاذه. وذكرت دار الإفتاء أنه لا حرج في تكرار صلاة الاستخارة أكثر من مرة، سواء كانت مرة واحدة أو أكثر. وقد ورد في الحديث الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يَا أَنَسُ، إِذَا هَمَّمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى قَلْبِكَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ" (رواه الترمذي).
من هذا الحديث، يظهر أنه يجوز للمسلم أن يُكرر الاستخارة حتى سبع مرات إذا ظل مترددًا في قراره، ثم ينظر إلى ما يطمئن له قلبه، حيث يُعتبر ما ييسر له من الأمور في ذلك الوقت هو الخير الذي اختاره الله له.
إمكانية تكرار الاستخارة أكثر من سبع مرات
أضافت دار الإفتاء أنه إذا لم يطمئن قلب المسلم بعد تكرار صلاة الاستخارة سبع مرات، فلا مانع من تكرارها أكثر من ذلك، إلى أن يطمئن قلبه ويرتاح لاختيار معين. يمكن للشخص أن يكرر الصلاة والدعاء حتى يُشعر بالاطمئنان الداخلي ويشعر بالسلام النفسي تجاه القرار الذي يريد اتخاذه.
الاستخارة والدعاء فقط
وفي حال تعذر على الشخص أداء صلاة الاستخارة لأي سبب كان، مثل المرض أو الحالة الصحية التي تمنع الصلاة، فيجدر بالمسلم أن يكتفي فقط بالدعاء دون الحاجة للصلاة. دعاء الاستخارة يظل فعالًا في طلب التوجيه الإلهي، ويمكن للمسلم الدعاء بذلك الدعاء المعروف في الاستخارة حتى يحصل على التيسير والطمأنينة.
كيفية أداء صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة تتم عن طريق صلاة ركعتين نافلة غير الفريضة، ثم يتوجه المسلم إلى الله بالدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يبدأ بقول:
"اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او عاجل امري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او في عاجل امري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني". (رواه البخاري)
الاطمئنان على التوجيه الإلهي
بعد أداء صلاة الاستخارة والدعاء، يعتمد المسلم على علامات التيسير أو الانشراح التي قد يشعر بها في نفسه، حيث يُعتبر التيسير والعون من الله دليلاً على أن القرار الذي يميل إليه هو الذي فيه الخير. ويجب على المسلم أن يتحلى بالصبر والتوكل على الله، حتى وإن لم تظهر علامات فورية للقرار، حيث أن الاطمئنان الداخلي والتيسير قد يظهر تدريجيًا مع مرور الوقت.
في الختام، أكدت دار الإفتاء المصرية أن تكرار صلاة الاستخارة جائز، سواء كان ذلك لمرة واحدة أو أكثر، حتى سبع مرات، وذلك وفقًا لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. كما أن تكرارها لأكثر من سبع مرات لا يعد محرمًا، بل يمكن أن يكون مجديًا لمن لا يزال في حالة من التردد وعدم الطمأنينة. وفي حال تعذر أداء الصلاة، يمكن الاكتفاء بالدعاء فقط، والاستمرار في طلب التوجيه من الله حتى يتم اتخاذ القرار بثقة واطمئنان.
تابع أحدث الأخبار عبر