علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصدر مطلع، أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية استمعت، الاثنين، بمقرها في الدار البيضاء، للمدعو “ي.ا”، مدير جمعية “شراكة” الإسرائيلية بالمغرب، بشأن تهم تتعلق بالإساءة إلى الرسول محمد من خلال وصفه بأنه كان “صهيونيا”.
جاء ذلك بعد شكاية تقدم بها مناهضو التطبيع ضد عدد من الشباب المغاربة الذين قاموا بزيارة جماعية إلى إسرائيل في يوليوز الماضي، التقوا خلالها بعدد من المسؤولين؛ على رأسهم أمير أوحانا، رئيس الكنيست الإسرائيلي.
وأفاد المصدر ذاته بأن عملية الاستماع، التي يُتوقع أن تشمل أيضا بعض أعضاء هذا الوفد الذي زار تل أبيب كشهود، اقتصرت فقط على التهم المتعلقة بالإساءة إلى النبي دون غيرها من التهم الأخرى الواردة في الشكاية التي قدمها المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، بالتنسيق مع مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين، وبإسناد من عدد من النقباء والمحامين، إضافة إلى نبيلة منيب، النائبة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الموحد، منتصف شتنبر الماضي، ضد هؤلاء الشباب، أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالعاصمة الرباط.
وذكر بيان واضعي الشكاية، حينها، أنه “أمام حجم الجرائم التي تخللت الزيارة التي قام بها عدد من الشباب المغاربة إلى الكيان الصهيوني قبل أسابيع لإعلان دعمهم لجيش الحرب الصهيوني ومجازره، في عز الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، تحت رعاية رسمية من قبل الحكومة الصهيونية ورئاسة الكيان الصهيوني في إطار ما يسمى “مؤسسة شراكة”… فقد تقرر، بعد تجميع المعطيات وإجراء مشاورات قانونية، تقديم شكاية إلى السيد الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط”.
وكان محمد فنيدي، المحامي بهيئة الرباط، قد صرح لهسبريس، خلال تقديم هذه الشكاية في الـ18 من شتنبر المنصرم، بأن “هذه الشكاية تم رفعها ضد شباب زاروا إسرائيل، وتجاوزوا هذا الأمر بالاحتفال والافتخار بالصهيونية، واستقبالهم من قبل مسؤولين بمخابرات الكيان الصهيوني”؛ ما شكل، حسبه، “مسّا خطيرا بالوطن وبشعور المواطنين المغاربة الذين عبّروا عن دعمهم لفلسطين”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “الشكاية تمّ رفعها لتحصين الجسم المغربي من الاختراق الصهيوني، خاصة أن هؤلاء الشباب تمت استضافتهم من قبل أجهزة مخابرات إسرائيلية”.
وأثارت زيارة 25 شابا مغربيا إلى إسرائيل، نظمتها جمعية “مغرب التعايش” بالتعاون مع مؤسسة “شراكة” التي تتخذ من تل أبيب مقرا لها وغير معترف بها في المغرب، في أوائل يوليوز الماضي، جدلا كبيرا؛ فقد ندد بها مناهضو التطبيع واعتبروها تجاوزا للموقف الشعبي المغربي الداعم لفلسطين والرافض لعدوانية الجيش الإسرائيلي. فيما دافع عنها منظمو الزيارة، مؤكدين أنها تأتي في إطار توطيد العلاقات المغربية الإسرائيلية ولا تمثل بأي شكل من الأشكال المواقف الرسمية ولا الشعبية في المملكة.
وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية، في وقت سابق، أن “عددا من الفعاليات المدنية المغربية المدافعة عن استئناف العلاقات مع إسرائيل تستعد بدورها لتقديم شكايات تتعلق بالتشهير والسب والقذف والمس بالحياة الخاصة للأفراد ونشر التطرف أمام النيابة العامة ضد المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، في شخص رئيسه أحمد وايحمان وكاتبه العام عزيز هناوي”.