قال سعد أبو نار، باحث مصري في العلوم الاجتماعية، إن روح ملحمة المسيرة الخضراء التي دعا إليها الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1975، “انعكست على الدبلوماسية المغربية حيث يتم قيادتها من طرف الملك محمد السادس بشكل حكيم وهدوء ودون انفعالات وتصادمات”.
وأوضح السوسيولوجي المصري في معرض مداخلته ضمن ندوة احتضنتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، اليوم الثلاثاء، أن “المسيرة الخضراء أكدت على التلاحم الاجتماعي بمختلف الفئات والثقافات”.
وسجل المتحدث أن المسيرة الخضراء من الناحية الاجتماعية “تبرز الوحدة الوطنية”، موردا أن المسيرة لم تتوقف في 1975، بل “نحن في مسيرة نحو المستقبل والتنمية، وبالتالي هذه الهوية يجب أن تستمر بالروح نفسها”.
وأشار الباحث ذاته إلى أن المصريين يدركون أهمية حدث المسيرة الخضراء السلمية، التي تبرز تشبث المغاربة بترابهم وهويتهم ووحدتهم الترابية.
وأردف بأن “الدول حديثة النشأة لا تدرك أهمية الانتماء والوحدة الترابية، وهذا نفهمه نحن داخل مصر”، مبرزا أن بلاده تظل من الدول الداعمة للموقف المغربي بخصوص وحدته الترابية.
ونوه سعد أبو نار بروح الانتماء لدى المغاربة على غرار المصريين، قائلا إن هذا يتجلى من خلال حدث المسيرة الخضراء وكذا في واقعة زلزال الحوز، مؤكدا أن “الشعب المغربي يظهر أن له روح الانتماء، ويتجلى ذلك من خلال المغاربة في الخارج، مقابل شعوب يغيب لديها هذا الارتباط بالأرض والوطن”.
وتحدث الباحث المصري في العلوم الاجتماعية عن عمق العلاقات المغربية المصرية، وعن الثقافة والهوية المغربيتين، مشيرا إلى أن “العلاقة الوطنية والشعبية (بين المغرب ومصر) موجودة نظرا لتقارب الثقافات، وأقرب الشعوب قلبا وعاطفة إلى مصر هو الشعب المغربي بالنظر إلى الود الاجتماعي والانفتاح”.
من جهته، دعا الكاتب الصحافي بوشعيب الحمراوي إلى تعزيز دور الجامعة في الترافع والدفاع عن الوحدة الترابية والهوية المغربية.
ولفت الحمراوي، في كلمته أمام الحاضرين، إلى أهمية إحداث أندية داخل الكليات والمعاهد للاشتغال كسفراء للجامعة دفاعا عن الوحدة الترابية.
وقال: “نريد انتفاضة طلابية للبحث عن الحقيقة ومعرفة ما يدور في صحرائه (المغرب)، وشن حرب على الخصوم والخونة المتواجدين بالخارج”.
وأكد الكاتب الصحافي أن استعمال الطلبة مواقع التواصل الاجتماعي، يستوجب أن ينصب على التسويق للبلد وخدمة الحرم الجامعي وخدمة القضية الوطنية، بعيدا عن التفاهة وما يسيء للبلد.