بات السؤال الأكثر تداولًا عبر المنصات العالمية الآن هو من سيفوز بالولايات المتأرجحة في السباق الرئاسي الأمريكي؟ وستكون نتيجة الانتخابات الأمريكية ذات تأثير كبير على مستوى العالم، من أوكرانيا والشرق الأوسط إلى التجارة العالمية. بالنسبة لبقية العالم، كان الاختزال في السباق الرئاسي الأميركي هو أن كامالا هاريس تمثل الاستمرارية فيما يمثل دونالد ترامب الفوضى.
كما بدأ إدراك أعمق يترسخ في العواصم الرئيسية: إن العصر الذهبي القصير لأمريكا كقوة عظمى وحيدة في العالم أصبح من الماضي، بغض النظر عمن سيفوز.
نتائج استطلاعات الرأي الأمريكية
كشف أحدث استطلاع للرأي نشرته صحيفة ذا هيل الامريكية ان كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الامريكية ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب متعادلان في ولايات رئيسية متأرجحة قبل يوم واحد فقط من بدء التصويت غدا الثلاثاء.
أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة إيمرسون كوليدج بولينج وصحيفة ذا هيل ونشر اليوم الاثنين أن هاريس وترامب في مجموعة متقاربة من المواجهات في الولايات المتأرجحة، ويتقدم ترامب قليلا في أريزونا وجورجيا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا، بينما تتمتع هاريس بميزة في ميشيجان
في نورث كارولينا الشمالية، يتقدم ترامب على هاريس بنسبة 49 % مقابل 48 %، كما يتقدم ترامب في بنسلفانيا بنسبة 49 % مقابل 48 % لهاريس. وفي أريزونا، يتفوق ترامب على هاريس بنسبة 50 % مقابل 48 % في جورجيا، يتقدم ترامب بنحو 50 % مقابل 49 % لهاريس، وفي ميشيجان، تتقدم هاريس على ترامب بنسبة 50 % مقابل 48 %. وتعادل الاثنان في نيفادا بنسبة 48 % لكل منهما، وفي ويسكونسن بنسبة 49 % لكل منهما
وأشار سبنسر كيمبال، المدير التنفيذي لمركز إيمرسون كوليدج لاستطلاعات الرأي، في بيان صحفي: "كما رأينا في استطلاعات الرأي الوطنية والسابقة، لا يزال الجنس يوفر تباينًا حادًا في نية التصويت في الولايات التي تتمتع فيها هاريس بميزة، مثل ميشيجان وويسكونسن، يتجه الناخبون في اتجاهات متعاكسة تقريبًا، بينما في الولايات التي يتمتع فيها ترامب بميزة، مثل نورث كارولينا وبنسلفانيا، يتجه الرجال لصالح ترامب بهامش أكبر من النساء لصالح هاريس".
استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة
ووفقا للتقرير، كان ترامب وهاريس يتنقلان بين الولايات المتأرجحة في الأيام الأخيرة من الانتخابات، حيث ستحدد تلك الولايات السبع من سيفوز بالبيت الأبيض. ويظهر مجموع الاستطلاعات الوطنية التي جمعتها Decision Desk HQ أن الاثنين متعادلان بنسبة 48.3 % لكل منهما.
وتتأرجح اختيارات الناخبين الأمريكيين ما بين دونالد ترامب وكامالا هاريس حسب مواقف كليهما من العديد من القضايا الداخلية التي تمس المواطن الأمريكي بشكل مباشر، وبمقدمتها ملف الإجهاض والضرائب وغير ذلك.
وفي ملف الإجهاض، تتبنى المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس موقفًا داعمًا لحق النساء في الإجهاض، وهو الحق الذي تم تقييده بحكم من المحكمة الأمريكية العليا في يونيو 2022، بعدما كانت تلك العمليات مجازة قانونًا منذ عام 1973.
وقبل أيام، استعانت هاريس بالنجمة بيونسيه في تجمع انتخابي حاشد بولاية تكساس، وتطرقت إلى ملف الإجهاض، وخاطبت جمهورها قائلة: "بالنسبة لجميع الرجال والنساء هنا، والذين يشاهدون فى جميع أنحاء البلاد، نحن بحاجة إليكم.. إن حظر الإجهاض شبه الكامل فى الولاية قد يصبح قانونًا للبلاد إذا تم انتخاب دونالد ترامب المرشح الجمهورى، والرئيس الأمريكى السابق".
في المقابل، يتبنى دونالد ترامب موقفًا رافضًا للإجهاض، وسبق أن قال في تصريحات عدة إن السماح بتنفيذ النساء عمليات الإجهاض يعد بمثابة "قتل"، غير أنه حاول خلال الأشهر القليلة الماضية تبني موقف أقل حدة.
وفي أغسطس الماضي، قال ترامب إنه لن يدعم استفتاء بشأن الحق في الإجهاض في ولايته فلوريدا بعد 24 ساعة فقط من تصريحه بأنه قد يفعل ذلك، وهو التوضيح الذي جاء بعد ردود فعل حادة من مناهضي الإجهاض، ما رفع من حدة مخاوف الجمهوريين من أن استمرار التردد بشأن هذا الملف قد يعرض المرشح الجمهوري لخسارة تأييد الناخبين المتدينين.