أعلنت شركة طاقة الرياح الدنماركية أورستد إعفاء رئيسها التنفيذي مادز نيبر من منصبه، في مساعٍ تستهدف إخراج الشركة من عنق الزجاجة، ولا سيما في ظل الوضع المأساوي الذي يعانيه القطاع خلال السنوات الأخيرة.
وتكافح الشركة، التي كانت تنشط سابقًا في صناعة الوقود الأحفوري قبل أن تتحول إلى طاقة الرياح البحرية، من أجل استعادة نموذج أعمالها بعد تخليها عن مشروعات عديدة كبرى.
وفي عام 2023 تعرّضت أورستد لضربة قاصمة بلغت قيمتها 4 مليارات دولار عندما ألغت مشروعات مزارع رياح في الولايات المتحدة، وهي سوق حيوية للمجموعة.
وكانت الشركة قد أعلنت مؤخرًا، كذلك، انسحابها من مشروع "الوقود الأخضر للدنمارك" التابع للحكومة التي طالبت المساهمين بتقاسم العبء، وعلقت توزيعات الأرباح حتى السنة المالية 2026، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
خسائر السهم
أعلنت أورستد أن رئيسها التنفيذي مادز نيبر سيتنحّى عن منصبه، ليخلفه المسؤول بالشركة راسموس إروبي، في إطار مساعي أكبر مطور رياح بحرية في العالم وقف خسائر سعر السهم الذي هبط بنسبة 83% منذ عام 2021، حينما سجّل أعلى مستوياته.
وتؤدّي أورستد دورًا حاسمًا في صناعة طاقة الرياح البحرية في أوروبا، غير أن القطاع النظيف يعاني الأمرّين خلال السنوات الأخيرة جرّاء ارتفاع التكاليف واختناق سلاسل الإمدادات، وأسعار زيادة أسعار الفائدة المرتفعة، إلى جانب التغييرات في اللوائح التنظيمية.
وواجهت مساعي الشركة اقتحام صناعة الرياح البحرية الأميركية تحديات عنيفة؛ ما أسفر عن تأخيرات وفرض رسوم على انخفاض القيمة؛ بل زاد الوضع تعقيدًا نتيجة عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وهو المعروف بعدائه الشديد لطاقة الرياح.
تعليق طاقة الرياح البحرية
أصدر ترمب أوامر بتعليق تأجير طاقة الرياح البحرية الفيدرالية؛ انتظارًا للمراجعة البيئية والاقتصادية.
وواجه الرئيس التنفيذي لشركة أورستد مادز نيبر، الذي تولّى منصبه في يناير/كانون الثاني (2021)، تساؤلات بشأن مدة ولايته التي شهدت تصاعدًا في خسائر الشركة، وهبوط سعر سهمها بشكل حاد.
وقالت رئيسة أورستد ليني سكولي: "التأثيرات في نموذج أعمالنا الذي يمر حاليًا بوضع صعب في صناعة الرياح البحرية يعني أن تركيزنا قد تحوّل"، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضافت: "وبناءً عليه؛ فإن مجلس إدارة الشركة قد اتفق اليوم مع مادز نيبر على أن هذا هو الوقت المناسب للرحيل عن منصبه".
وتعكس المشكلات التي تعصف بشركة أورستد التغيرات الحاصلة في الصناعة العالمية؛ إذ دفعت عوامل مثل التكاليف المرتفعة والتأخيرات والاستثمارات المحدودة في سلسلة الإمدادات، المستثمرين إلى إعادة تقييم سرعة تحول الطاقة.
ولامست القيمة السوقية لشركة أورستد التي كانت الخيار الأول في أجندة مستثمري الطاقة المتجددة 15.1 مليار دولار في ختام جلسة أمس الخميس 30 يناير/كانون الثاني (2024)، بأقل كثيرًا من أعلى مستوياتها المسجل في يناير/كانون الثاني (2021)، حينما بلغت 93.9 مليار دولار، بحسب بيانات شركة إل إس إي جي (LSEG) المتخصصة في تزويد البيانات.
استعادة الثقة
قال المحلل في بنك سيدبنك جاكوب بيدرسن: "أبسط طريقة أمام المستثمرين لاستعادة الثقة هي تغيير الرئيس التنفيذي"، مضيفًا أن إروبي هو الشخص المناسب لتقلد تلك الوظيفة.
وأضاف بيدرسن: "الشيء المطلوب هو بعض الاستمرارية من أجل مراقبة الوضع وحل المشكلات الموجودة في بعض أقسام الشركة".
ومن المقرر أن يتولى راسموس إروبي منصبه الجديد إلى جانب منصب المدير التجاري في الشركة بدءًا من 1 فبراير/شباط (2025)، بحسب أورستد.
يُشار إلى أن إروبي كان يشغل في السابق منصب رئيس الشؤون المالية المؤقت ورئيس منطقة أوروبا في أورستد.
وعُين إروبي نائبًا للرئيس التنفيذي في مارس/آذار الماضي في إطار خطة العمل الجديدة للشركة، والتي اشتملت على خفض أهداف الاستثمار والقدرة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
