بالتزامن مع ما تشهده المملكة من اضطراب جوي ملحوظ، يتمثل في تساقط الأمطار والثلوج وانخفاض ملموس في درجات الحرارة، خاصة بالمناطق الجبلية والشرقية، إثر منخفض جوي غرب أوروبا، مصحوب بكتل هوائية باردة، تشهد السواحل الأطلسية حالة “بحر هائج وقوي، اليوم الخميس، بعلو أمواج بين 4 أمتار إلى 6.5 أمتار على طول السواحل الأطلسية من طنجة إلى طرفاية”، حسب معطيات رسمية.
وتبعا لنشرات إنذارية سابقة وصلت مستوى يقظة “حمراء” في السواحل الأطلسية بين المهدية وآسفي، أفادت الأرصاد الجوية، ضمن معطيات توصلت بها هسبريس، بأنه “اعتبارا من صباح يوم الخميس ستهم أمواج عاتية قادمة من الاتجاه الشمالي الغربي السواحل الأطلسية بين رأس سبارطيل بطنجة وطرفاية، مع علو بين 4 أمتار و6,5 أمتار، محذرة أن تكون “الارتفاعات أكثر خطورة على السواحل الأطلسية بين المهدية وآسفي خلال صباح وظهر اليوم الخميس”.
في سياق متصل، تعطّلت أنشطة عدد من البحّارة ومهنيي الصيد البحري الساحلي، خاصة من فئة الصيادين التقليديين بميناءي العرائش والمهدية، حسب ما أفاد به فؤاد بودينة، مهني عضو الرابطة الوطنية للصيد البحري.
وأشار بودينة، في تصريح لهسبريس، إلى أن “الوكالة الوطنية للموانئ ملزمةٌ أيضا بتحذير البحارة ومنعهم عبر لوحات خاصة من الدخول إلى البحر في ظل حالة ارتفاع طول الأمواج بالسواحل التي تشملها نشرات الأرصاد الجوية”، مبرزا أن الأمر “يزيد خطورة بالنسبة لفئة الصيد الساحلي بالقوارب التقليدية، لا سيما بالموانئ النهرية مثل العرائش والمهدية”.
وأفاد مهني الصيد البحري ذاته بأن “المهنيين بميناء المهدية للصيد طالما راسلوا السلطات كي تقرّ تحذيرات رسمية حين بلوغ الموج ارتفاعا قدره 2,60 مترا؛ ما يستدعي ضرورة رفع علامة تشوير خاصة بعدم الدخول إلى البحر”، مستحضرا أن ذلك ساهم في تراجع حالات الغرق المسجلة وسط مهنيي الميناء المذكور”، قبل أن ينبه إلى أن “مهنيي الصيد بالعرائش ما زالت تُسجل بينهم بعض حالات الغرق، في حالة مغامرات البعض التي تظل محفوفة بالمخاطر”.
ومن جهته، قال مصدر مسؤول عن السلامة البحرية بمندوبية الصيد البحري للمهدية، تحدث لهسبريس، إن “السلطات المختصة، وبتنسيق مع جميع المصالح المعنية بالسواحل، واكبت، خلال الأيام القليلة الماضية، الارتفاع المسجل في علو الأمواج، بالاعتماد على البيانات المحينة لحالة الطقس.
وأكد المتحدث للجريدة أنه “يتم، بتنسيق مع المهنيين، تحسيس البحارة ومختلف ممهتني أنشطة الصيد وإعلامهم بأن الجو غير صالح للإبحار”، فضلا عن جهود وكالة الموانئ لمواكبة الظروف الاستثنائية للطقس المضطرب بوضع “لافتات تحذيرية وأضواء عن حالة البحر” في هذا السياق.
أشارت البيانات المحيّنة للأرصاد الجوية إلى أن “فترة المد العالي للبحر سيتراوح بين 2.90 مترا و3.90 مترا يوم الخميس، بين الساعة الثالثة والنصف والساعة الرابعة صباحا، ثم بين الساعة الثالثة و50 دقيقة والساعة الرابعة والنصف بعد الزوال”، مفيدة بأنه “يُتوقع أن تحسن الأحوال في السواحل شمال “رأس كير” بدءا من صباح يوم الجمعة 31 يناير 2025، والسواحل جنوبا ابتداء من صباح يوم السبت فاتح فبراير 2025″.
وبسطت “الأرصاد المغربية” أسباب ارتفاع علوّ الموج بالسواحل المغربية الغربية خلال هذه الأيام، بالتأكيد على أن “المد ينتج عن الاضطرابات الجوية التي تحدث على عرض المحيط الأطلسي، حيث تشهد السواحل المغربية هذه الأيام تأثرا غير مباشر بالاضطرابات الجوية الناتجة عن نشاط منخفض جوي عميق فوق الشمال الأطلسي، والذي يمتد تأثيره نحو غرب أوروبا”.
وتابع المصدر الرسمي ذاته بأن “المنخفض الجوي المصحوب برياح عاتية قد تصل سرعتها إلى أكثر من 100 كلم/س يؤدي إلى توليد أمواج عالية تتراوح بين 4.0 أمتار و6.5 أمتار تمتد نحو السواحل الأوروبية وتصل حتى السواحل المغربية”، لافتا إلى أن “التأثير القوي للمد والجزر يعزز من ارتفاع الأمواج على السواحل المغربية، خاصة عند وصولها إلى المناطق الساحلية المفتوحة”.
ودعت المديرية سالفة الذكر، التابعة لوزارة التجهيز والماء، البحّارة ومرتادي البحر إلى “توخي الحيطة والحذر وعدم المخاطرة خلال هذه الفترة، مع الامتناع عن الإبحار في المناطق المتأثرة لتفادي أي مخاطر محتملة”، ناصحة بـ”الابتعاد عن الشواطئ المنخفضة التي يمكن أن تصل الأمواج العاتية إليها”.
وشددت المديرية، ضمن تواصل مع هسبريس، ضرورة “تأجيل رحلات الصيد والإبحار حتى تتحسن الأحوال الجوية”، مع “متابعة النشرات الجوية باستمرار لمعرفة تطورات الطقس وحالة البحر”.
