مع تسارع وتيرة الحياة اليومية واعتمادنا المتزايد على الأجهزة الرقمية، أصبح إجهاد العين أحد المشكلات الشائعة التي يعاني منها الكثير من الأشخاص.
يلعب النظر دوراً أساسياً في حياة الإنسان، حيث يساعده في فهم البيئة المحيطة والتفاعل معها. ومع ذلك، فإن تعريض العين لإجهاد مستمر يمكن أن يؤدي إلى ظهور مشكلات تؤثر على الراحة وجودة الحياة، مما يجعل فهم أسباب هذا الإجهاد وطرق تجنبه أمراً بالغ الأهمية.
إجهاد العين يُعرف بحدوث اضطرابات في العين نتيجة تعرضها لفترات طويلة من التركيز الشديد أو النشاط المستمر، مما يتسبب في الشعور بالتعب والألم في العينين، وقد يكون ذلك مصحوبًا بصداع أو عدم وضوح في الرؤية.
وخلال السطورالتالية، نستعرض أبرز 10 أسباب تؤدي إلى إجهاد العين وكيفية الوقاية منها لتقليل تأثيراتها السلبية والحفاظ على صحة البصر.
1. الاستخدام المكثف للأجهزة الرقمية
يُعدُّ الاستخدام المتواصل للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والتلفاز السبب الرئيسي لإجهاد العين، حيث تتطلب الشاشات الإلكترونية النظر لفترات طويلة، مما يزيد الضغط على العين.
إن النظر المستمر إلى الشاشات يسبب ما يُعرف بـ"متلازمة النظر للكمبيوتر"، والتي تؤدي إلى إرهاق العينين وجفافهما بسبب قلة الترميش.
2. القراءة المتواصلة دون راحة
سواء كانت قراءة الكتب أو المقالات الرقمية، فإن التركيز على النصوص لفترات طويلة دون أخذ استراحة يُشكل ضغطًا على العينين.
القراءة لفترات طويلة دون إراحة العين يمكن أن يؤدي إلى تشنج في عضلات العينين، مما يزيد من الشعور بالإرهاق.
3. القيادة لفترات طويلة
القيادة لساعات طويلة، خاصةً في الليل، يمكن أن تكون مرهقة جدًا للعينين.
فالتحديق في الطريق، بالإضافة إلى الإضاءة المتغيرة والأضواء الأمامية للسيارات الأخرى، يجهد العينين بشكل ملحوظ.
هذه العوامل تتسبب في إجهاد العينين وتجعل التركيز صعبًا بمرور الوقت.
4. قلة النوم
النوم الجيد يعدُّ من الأمور الأساسية لصحة العين، إذ تساعد فترة الراحة في إعادة حيوية العين.
لكن قلة النوم تسبب تعباً عاماً، بما في ذلك إرهاق العينين، وتُشعر الشخص بضغط شديد حول العينين ورؤية غير واضحة.
5. عدم ارتداء النظارات الطبية المناسبة
إذا كان الشخص يعاني من مشاكل بصرية مثل قصر النظر أو طول النظر أو الاستجماتيزم ولم يرتدِ النظارات الطبية، فهذا يمكن أن يؤدي إلى إجهاد العين.
محاولة التركيز لرؤية الأشياء بوضوح دون التصحيح البصري المناسب تضع ضغطاً على العينين، مما يؤدي إلى إجهادهما بسرعة.
6. التعرض للإضاءة غير المناسبة
الإضاءة المفرطة أو الخافتة أثناء العمل أو القراءة يمكن أن تؤدي إلى إجهاد العين.
الإضاءة الساطعة قد تزيد من حساسية العين، بينما الإضاءة الضعيفة تجبر العين على بذل جهد أكبر لرؤية الأشياء بوضوح، وهذا يؤدي إلى تعبها بشكل أسرع.
7. الجفاف ونقص الرطوبة في العين
جفاف العين يعدُّ من أكثر الأسباب شيوعاً للإجهاد، حيث يتسبب نقص الرطوبة في الشعور بالحرقان وعدم الراحة.
تزداد المشكلة بسبب استخدام أجهزة التكييف أو قضاء وقت طويل أمام الشاشات، مما يقلل من عدد مرات الترميش، وبالتالي يقل إفراز الدموع ويزداد جفاف العينين.
8. الإجهاد العام والتوتر
التوتر والإجهاد النفسي يمكن أن يزيدا من توتر عضلات العين، مما يؤدي إلى إرهاقها.
عندما يكون الشخص تحت ضغط نفسي، قد يميل إلى شد عضلات الوجه والعينين بشكل غير واعٍ، مما يزيد من الشعور بالتعب في هذه المنطقة.
9. ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة
استخدام العدسات اللاصقة لفترات طويلة يزيد من الضغط على العينين، حيث قد تمنع العدسات اللاصقة تدفق الأكسجين إلى القرنية بشكل كافٍ، مما يسبب جفاف العينين ويزيد من احتمالية الإصابة بإجهاد العين.
10. الحساسية الموسمية والعوامل البيئية
تعاني بعض الأشخاص من حساسية موسمية، مثل حساسية حبوب اللقاح أو الغبار، مما يؤدي إلى احمرار العينين وتهيجها، وبالتالي زيادة الشعور بالتعب والإجهاد. كذلك، العوامل البيئية مثل تلوث الهواء أو التعرض للغبار والمواد الكيميائية يمكن أن تؤدي إلى جفاف العين وتهيّجها.
نصائح لتخفيف إجهاد العين والوقاية منه
لتجنب الآثار السلبية لإجهاد العين، يُنصح باتباع بعض الخطوات الوقائية التي تساعد في الحفاظ على صحة العين:
1. اتباع قاعدة 20-20-20: تنصح هذه القاعدة بالنظر إلى شيء يبعد 20 قدماً لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة من التركيز على الشاشات، مما يساعد على تقليل التوتر والإجهاد.
2. الحفاظ على إضاءة مناسبة: يجب اختيار الإضاءة الجيدة والمناسبة للعين، سواءً عند القراءة أو العمل أمام الكمبيوتر، وتجنب الإضاءة الساطعة أو الضعيفة.
3. التأكد من ترطيب العينين: استخدام قطرات مرطبة للعين، خصوصاً في البيئات الجافة، يساعد في منع جفاف العين وتقليل الشعور بالتعب.
4. أخذ فترات راحة منتظمة: إذا كان العمل يتطلب التركيز لفترات طويلة، من المهم أخذ فترات راحة منتظمة لتحريك العينين والاسترخاء، وهذا مفيد جداً للعينين ولعضلات الجسم بشكل عام.
5. الحصول على نوم كافٍ: النوم لمدة تتراوح بين 7 إلى 8 ساعات يومياً يُعد أمراً ضرورياً لإعادة شحن الجسم والعينين بالطاقة، ويساعد على تقليل الإرهاق بشكل عام.
6. الحفاظ على رطوبة الجسم: تناول كمية كافية من الماء يومياً يُساعد في ترطيب الجسم، بما في ذلك العين، مما يقلل من احتمالية جفافها.
7. ارتداء النظارات الواقية: في حالات التعرض المباشر للشاشات أو قيادة السيارة ليلاً، يمكن ارتداء نظارات واقية أو نظارات مخصصة للمساعدة في تخفيف تأثيرات الضوء الساطع.
8. الاهتمام بالغذاء المتوازن: تناول غذاء غني بفيتامينات مثل فيتامين A و C و E وأحماض أوميغا-3 الدهنية يُعزز صحة العين ويقلل من مشكلات الإجهاد.
9. استشارة أخصائي العيون بانتظام: القيام بزيارات دورية لطبيب العيون يساهم في الكشف المبكر عن أي مشكلات بصرية وتحديد إذا ما كانت هناك حاجة إلى نظارات طبية أو علاجات خاصة.
إجهاد العين مشكلة شائعة، لكنها يمكن تجنبها عبر اتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية والحرص على الراحة والعناية بالبصر.
إذ تُعد صحة العين جزءاً لا يتجزأ من الصحة العامة، ويؤدي الحفاظ عليها إلى تحسين نوعية الحياة.
فمع بعض الوعي والنصائح البسيطة، يمكن تقليل الآثار السلبية لإجهاد العين وضمان تمتع الشخص برؤية مريحة وصحية على المدى الطويل.