كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن معلومات حصرية نقلتها عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على تخطيط طهران العسكري، تؤكد أن المرشد الأعلى علي خامنئي أمر المجلس الأعلى للأمن القومي بالتحضير لهجوم ضد إسرائيل. يأتي هذا التوجيه بعد تقرير أمني مفصل أظهر حجم الأضرار التي لحقت بالقدرات الصاروخية وأنظمة الدفاع الإيرانية والبنية التحتية للطاقة، بما في ذلك ميناء رئيسي في جنوب البلاد.
التقييم الإيراني للأضرار الإسرائيلية: رد لا مفر منه
أفاد المسؤولون الذين تحدثوا للصحيفة بأن خامنئي شعر بضرورة الرد بعد اطلاعه على التقرير الذي قدمه كبار القادة العسكريين في طهران، حيث أوضحوا أن الهجوم الإسرائيلي الذي وقع في 26 أكتوبر قد أسفر عن تدمير عدد من المنشآت الحيوية في إيران، بما فيها مواقع لتصنيع الصواريخ وأنظمة دفاعية، وأسفر عن مقتل أربعة جنود على الأقل. وفقاً لهؤلاء المسؤولين، فإن خامنئي وصف الهجوم الإسرائيلي بأنه ذو نطاق واسع وغير مقبول، وأن عدم الرد سيعني اعترافاً ضمنياً بالهزيمة من قبل إيران.
تصريحات قادة الحرس الثوري الإيراني: تهديدات غير مسبوقة
تحدث قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، عن رد مرتقب ضد إسرائيل، مشيراً إلى أن "الرد المقبل لن يكون في حسبان الإسرائيليين". وجاءت تصريحاته متزامنة مع تصريحات منسوبة لمحمد محمدي كلبيكاني، مدير مكتب خامنئي، الذي وصف الهجمات الإسرائيلية الأخيرة بأنها "خطوة يائسة" مؤكداً أن طهران سترد برد حاسم يجعل إسرائيل "تندم على ما قامت به".
تكتيك إيراني للرد من الأراضي العراقية: حسابات معقدة لتجنب التصعيد
تشير مصادر إسرائيلية لموقع "أكسيوس" إلى أن إيران قد تلجأ لشن الهجوم عبر الأراضي العراقية عبر الميليشيات الموالية لها في العراق بدلاً من الأراضي الإيرانية، في محاولة لتفادي رد إسرائيلي مباشر ضد إيران. ووفقًا للتقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية، يُتوقع أن يشمل الهجوم الإيراني المرتقب استخدام طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية، حيث يرى محللون أن إيران تستخدم هذه التكتيكات لتخفيف حدة التصعيد المباشر مع إسرائيل، وللتأثير على العمليات العسكرية دون تعريض أراضيها لهجوم واسع.
السياق السياسي: اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية وتصاعد التوترات الإقليمية
تتزامن التهديدات الإيرانية والاستعدادات العسكرية مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر، حيث يرى مراقبون أن طهران قد ترغب في استخدام التوتر الحالي كورقة ضغط في المفاوضات المستقبلية أو للردع الاستراتيجي. ويعتقد بعض المحللين أن إيران ربما تستغل هذا التصعيد لكسب نفوذ إضافي في المحادثات النووية العالقة مع القوى الغربية، حيث تُعبر طهران من خلال هذه الخطوات عن استعدادها للتصعيد عند الضرورة.
تصعيد إسرائيلي ضد إيران: العمليات العسكرية الإسرائيلية في إيران تتواصل
الهجوم الإسرائيلي الأخير على منشآت عسكرية داخل إيران في 26 أكتوبر جاء رداً على هجوم صاروخي إيراني في مطلع الشهر نفسه استهدف مناطق إسرائيلية. ووفقاً لتصريحات الجيش الإسرائيلي، فقد ركزت الضربات على منشآت لتصنيع الصواريخ الباليستية في إيران، بينما قللت طهران من أهمية الهجمات وأكدت أن هذه العمليات لن تثنيها عن الاستمرار في دعم حلفائها الإقليميين.
التصعيد مفتوح بين إسرائيل وإيران ومخاوف من اشتعال الصراع الإقليمي
مع تزايد التصريحات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، واستعداد إيران للرد على الهجمات الإسرائيلية، يبقى التوتر الإقليمي في أوجه، خاصة مع احتمال استخدام العراق كنقطة انطلاق لهجوم إيراني على إسرائيل. تتوقع مصادر دولية أن تؤدي هذه التوترات المتصاعدة إلى تصعيد أوسع في المنطقة، حيث تراقب الدول المجاورة بحذر شديد تطورات الأحداث في ضوء احتمالات اشتعال صراع إقليمي واسع النطاق.