أكدت حركة “صحراويون من أجل السلام”، التي تضم مجموعة من القادة السياسيين والعسكريين السابقين في جبهة البوليساريو، في بيان لها قبيل صدور القرار الأخير لمجلس الأمن بشأن الوضع في الصحراء، التزامها بالحل السياسي لهذا النزاع، مؤكدة في معرض حديثها عن الموقف الفرنسي الداعم للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية أن هذا الصراع “يقف أمام مفترق طرق معقد للغاية يجب أن لا يغيب عن أذهان الشعب الصحراوي ككل”.
وشددت الحركة على “الحل السلمي للنزاع، وهو الحل الذي لا يوجد فيه رابحون أو خاسرون”، مشيرة إلى أن مقترح الحل السياسي الذي قدمته في المؤتمر الدولي المنعقد في أكتوبر من السنة الماضية بالعاصمة السنغالية دكار، يندرج ضمن هذا المسعى، إذ تعتبر أن “مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط سنة 2007 هو الأساس الذي يمكن ويجب استكشاف سبل التفاهم انطلاقاً منه، بدلاً من استنزاف القوى في ملاحقة الأوهام والمشاريع غير الواقعية”.
ودعت “صحراويون من أجل السلام” سكان مخيمات اللاجئين في تندوف إلى “التحرك في ظل هذه الظروف المعقدة والحاسمة، ومن خلال الحس السليم والمسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقنا، لنكسر الجمود وقيود الماضي ونتخذ خطوة نحو المستقبل”.
من جهتها، أصدرت جبهة البوليساريو بيانا مباشرة بعد قرار مجلس الأمن الدولي الذي قرر التمديد لبعثة “المينورسو” في الصحراء لعام إضافي، انتقدت فيه ما وصفته بـ”استمرار نفوذ بعض الأعضاء المؤثرين في مجلس الأمن في منع المجلس من العمل بحزم واتخاذ تدابير عملية لتمكين المينورسو من التنفيذ الكامل لولايتها”.
وأشارت الجبهة الانفصالية إلى “تصميم الشعب الصحراوي الثابت على مواصلة وتصعيد كفاحه التحريري ومقاومته بكل الوسائل المشروعة، بما في ذلك الكفاح المسلح، لتحقيق تطلعاته الوطنية في الحرية والاستقلال وإعادة بسط سيادته على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، بتعبير البيان.
تفاعلا مع هذا الموضوع، قال محمد لمين النفاع، مسؤول عسكري سابق في البوليساريو عضو اللجنة السياسية لحركة “صحراويون من أجل السلام”، إن “طرح الحركة التي تدفع في اتجاه الحل السياسي المتفاوض حوله في إطار السيادة المغربية، هو طرح براغماتي واقعي يستوعب كل المتغيرات الجيو-سياسية والإقليمية ويضمن حل هذا النزاع الذي طال أمده وراح ضحيته آلاف الصحراويين اللاجئين في مخيمات تندوف، عكس قيادة البوليساريو التي ظلت حبيسة طرح وفكرة ثابتين ربما كانا في وقت من الأوقات عملة مربحة لكنها ليست كذلك اليوم”.
وأضاف النفاع، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “ما يؤكد وجاهة هذا الطرح هو أن كل الدول المؤثرة في العالم تدعمه وتدعم التحلي بالواقعية لحل هذا النزاع، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وفرنسا”، مشيرا إلى أن “مجلس الأمن في جميع قراراته كان صريحا جدا، إذ يدعو هو الآخر إلى حل واقعي للنزاع في الصحراء”.
وتعليقا على بيان البوليساريو، سجل المتحدث أن “هذا البيان يخاطب الساكنة المُخدرة في المخيمات بالدرجة، ثم إن القول بوجود دول مؤثرة في مجلس الأمن الدولي تدعم المغرب وتتآمر ضدها هو اعتراف صريح بفشل القيادة في حشد الدعم الدولي لأطروحتها، وحتى إذا افترضنا وجود تآمر من الدول الفاعلة في العالم ضد البوليساريو على حساب المغرب، فإن الجبهة لا تملك أي وسائل دبلوماسية أو عسكرية لمواجهة ذلك وحسم الصراع لصالحها”.
وخلص عضو اللجنة السياسية لحركة “صحراويون من أجل السلام” إلى أن “قيادة جبهة البوليساريو تؤكد في كل مرة أنها لا تريد حل هذا النزاع، لأنها أولا لا تملك قرارها، إذ إن قرار القبول بهذا الحل أو ذاك يُتخذ في الجزائر العاصمة، ثم إن قبول الجبهة بأي حل سياسي سيكون حتما على حساب رصيدها الثوري. وعليه، فإن المملكة المغربية مطالبة بالبحث عن شركاء ومفاوضين صحراويين جدد أكثر واقعية وهم موجودون ومستعدون لإيجاد حل لهذا الصراع، أما الرهان على التوصل إلى حل مع البوليساريو ومن ورائها الجزائر، فينطوي على هدر كبير للزمن التنموي في الصحراء”.