أعرب محمد بنعبد القادر عن استغرابه من طريقة تعامل الصحفي الإسباني إغناسيو سمبريرو مع بعض القضايا بانتقائية فجة؛ حيث سارع الأخير إلى نشر مغالطات حول اعتقال شخص ومتابعته في حالة سراح بالدار البيضاء، بينما التزم صمتًا مريبًا إزاء حادثة اختطاف الناشط الجزائري هشام عبود على الأراضي الإسبانية.
وأشار وزير العدل السابق، في مستهل تغريدة له على منصة X، إلى أن معيارية الخبر الصحفي تشكل تحديًا مهنيًا وأخلاقيًا حقيقيًا أمام الصحفي في أداء واجبه لإعلام الرأي العام بموضوعية، مؤكدًا أن بعض الصحفيين يمارسون انتقائية إعلامية في تغطية الأحداث، من خلال اختيار الوقائع وفق معايير محددة مثل راهنية الحدث، تأثيره الاجتماعي، ومستوى اهتمام الجمهور به.
وفي هذا الصدد، شدد بنعبد القادر على أن هذه الانتقائية، بقدر ما تعكس تحديًا في العمل الإعلامي، تطرح أيضًا إشكالية عميقة، إذ لا تحظى كل الأحداث بنفس القدر من الاهتمام، ولا يلتزم جميع الصحفيين بنفس معايير الجدارة الإخبارية.
وكمثال على الشذوذ الانتقائي، ذكر بنعبد القادر أن سمبريرو أولى اهتمامًا بالغًا لقضية اعتقال شخص في الدار البيضاء يُشتبه في ارتكابه جرائم يعاقب عليها القانون، في حين تجاهل تمامًا اختطاف هشام عبود في برشلونة من قِبل أشخاص مقنعين قاموا بوضعه عنوةً في سيارة وفرّوا به، قبل أن يتم تحريره في مدينة إشبيلية من قبل الحرس المدني الإسباني. ولفت إلى أن “هذا الاختطاف، رغم وقوعه على الأراضي الإسبانية وكونه يتعلق بمعارض سياسي مغاربي، لم يحظَ بأي اهتمام من قِبل الخبير المغاربي المزعوم”.
وختم بنعبد القادر تغريدته بالتأكيد على أن الصحفي الإسباني، الذي يدّعي التخصص في شؤون المغرب العربي، يعاني مما أسماه “داء فوبيا المغرب”، الذي يجعله يتعامل بانتقائية غير مبررة تجاه الأحداث المرتبطة بالمغرب، ما يشكل نموذجًا واضحًا لهذا الانحراف الإعلامي.